فى الوقت الذى أثيرت فيه ضجة كبيرة حول لجنة القيد والتسجيلات، التى أعلنت جريدة البديل أنها لعلاء ثابت عضو اللجنة وقال فيها، إن هناك تدخلات أمنية فى قرارات اللجنة.
عقد مجلس نقابة الصحفيين اجتماعا له أمس الأحد لمناقشة تقرير لجنة القيد لـ 289 صحفيا، حيث قرر المجلس عقد لجنة تكميلية فى شهر يناير القادم للنظر مرة أخرى فى ملفات المستبعدين من القيد، كما وافق المجلس على ضم كل المتقدمين فوق السن كما اتخذت اللجنة قرار بشأن عدد من الصحفيين المتقدمين لجدول المشتغلين ممن يعانون من مشاكل مع مؤسساتهم الصحفية، حيث قرر المجلس أن على هؤلاء الصحفيين التقدم للنقابة بأى عمل صحفى يشير إلى أنهم يمارسون المهنة، بصرف النظر عن نشره فى الجرائد التى يعملون بها أو فى أية جريدة أخرى.
وفى بداية الجلسة طالب مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين المجلس بالصمود أمام الابتزازات والاتهامات التى تثار حاليا حول لجنة القيد وعلاقتها بالأمن، وأضاف قائلا إن تأخر اللجنة فى إعلان نتائج القيد هو السبب وراء ما أثير، لذا يجب الرد وبقوة على هذا الكلام كما تطرق إلى المعايير التى يجب على اللجنة الاستناد إليها فى اختباراتها والتى كان منها الاختبار الشفوى وانتظام الجريدة وحجم الأعمال المقدمة.
والتقط منه أطراف الحديث عبد المحسن سلامة - وكيل مجلس النقابة - ليقول إن هناك شائعات سخيفة ترددت الفترة الماضية وإذا كان هناك من يملك أى دليل على هذه الاتهامات فليتقدم بها إلى المجلس حتى يتم التحقيق فيها على الفور، مبديا اعتراضه على موافقة المجلس فى الجلسة الماضية على القيد فى10 جرائد دفعة واحدة، مشيرا إلى أن الاختيار تم على الأسس والمعايير التى أكد عليها النقيب، إضافة إلى التخصص والملفات الخاصة بالصحفى وكشف إنتاجه.
وأكد سلامة أن السبب وراء الغضب الذى اعترى بعض الصحفيين هو أن أعداد غير المقبولين كانت تفوق المقبولين، إلا أن اللجنة سعت إلى زيادة عدد المقبولين، من خلال رفع الدرجات التى حصل عليها الصحفيون من ضعيف إلى مقبول، فبادره مكرم: قائلا لا يجب أن يتم قبول من حصل على ضعيف.
بينما فجر جمال عبد الرحيم - عضو لجنة القيد - مفاجأة أثناء انعقاد المجلس حينما قال إنه سمع التسجيلات الصوتية التى أكدت البديل أنها لعلاء ثابت، والتى أعطاها له خالد البلشى رئيس تحرير البديل، حيث رفض إعطاءها للنقيب، وهى التسجيلات التى كانت لصحفى بالأهرام اسمه محمد حسان، تحدث مع عدد من الصحفيين فى البديل على أن يتدخل ويحل مشكلتهم فى القيد مع علاء ثابت، مصرحا لهم أن هناك تدخلات أمنية فى قرار اللجنة.
وأقسم جمال عبد الرحيم بصوت عالٍ داخل المجلس، وقال: أقسم بالله العظيم أن أقول كلمة الحق، نحن عملنا فى هذه اللجنة بكل أمانة ولم يتدخل فى عملنا أحد.
وعلى الرغم من أن كلا من جمال عبد الرحيم وعبد المحسن سلامة أخذا على عاتقهما الدفاع عن نزاهة اللجنة، إلا أن علاء ثابت التزم الصمت ولم يدافع عن نفسه ولم يوضح حقيقة ما حدث.
وقرر مكرم عقد لجنة للتحقيق فى هذه التسجيلات، وتعهد بأن يحضر بنفسه هذه التحقيقات، ولكن لم يحدد من هم أعضاء هذه اللجنة ومتى ستنعقد.
فى حين قال صلاح عبد المقصود مقرر لجنة المعاشات، إن لجنة القيد قضائية ولا يجوز لأى عضو أن يفشى أسرارها.
كما طالبت عبير السعدى مقررة لجنة التدريب وتطوير المهنة بأن يتم أخذ إجراء احترازى بضرورة مخاطبة مصلحة الشركات لمعرفة أسماء المساهمين فى ملكية الصحف الخاصة ومراجعة هذه الأسماء داخل جداول القيد، وهو الاقتراح الذى حاز قبول الأعضاء وتم الموافقة عليه.
كما طالبت بضرورة أن يكون هناك اختبار تحريرى مكتوب للمتقدمين فى اللجنة حتى تصبح النتائج عادلة ومؤكدة كالامتحانات، إلا أن هذا الاقتراح تمت إحالته للمجلس القادم للنظر فيه.
وحول تداعيات نتائج لجنة القيد يوم الأحد، اعتصم عدد من الصحفيين المستبعدين من لجنة القيد وأعلنوا إضرابهم عن الطعام وعلى رأسهم 10 من صحفيى جريدة البديل و8 من الدستور و18 من اللاعب المصرى، بالإضافة إلى بعض الصحفيين فى الغد وفى جيل الغد.
واحتلت فاطمة الحاج من جريدة الغد، جزءاً من أروقة النقابة لتنشر فيها موضوعاتها بعد أن أحضرت حبل غسيل ومشابك قامت فيها بنشر جميع موضوعاتها على حبل الغسيل، وقامت بوضع لافتات فى مدخل النقابة تقول فيها "16 سنة أعمل بمهنة الصحافة حققت فيها انفرادات كبيرة وترفض اللجنة دخولى".
وعن نشر أرشيفها على حبل غسيل، قالت فاطمة "عشان الناس كلها تشوف انفراداتى أنا عملت حملة صحفية عن تجارة السلاح وقابلت نوفل خط الصعيد، وبعدين أنا لو مش صحفية ليه النقيب يوافق على إجراء حوار معى".
مضيفة "سأضرب عن الطعام داخل النقابة إلى أن يتم قيدى أو أخرج جثة هامدة إلى قبرى، فلم يعد هناك شىء أبكى عليه".
واختتمت فاطمة كلامها وبصوت مختنق ملئ بالحزن وعين تذرف بالدموع، قائلة "عمرى تعدى الأربعين ولم يتبقَ من العمر سوى القليل، فماذا أفعل".
والتقينا فى استراحة النقابة بهدير المهداوى صحفية من البديل، والتى قالت لنا "نحن أعلنا عن الإضراب عن الطعام منذ العاشرة مساء وسنظل مضربين إلى ما لا نهاية، فنحن لا نعرف السبب وراء عدم أخذ جميع صحفيى البديل على الرغم من أن هذه أول مرة لقيدهم داخل النقابة، فلم نعامل مثل المصرى اليوم التى دخل جميع صحفييها فى المرة الأولى".
وفى تصريح خاص لليوم السابع، قال مكرم محمد أحمد "ما اللى يضرب يضرب هنعملهم إيه؟
مؤكداً أن النقابة بذلت ما فى وسعها لهؤلاء المستبعدين وقدمت لهم العديد من الضمانات، أهمها تشكيل لجنة تكميلية للنظر مرة أخرى فى أوراقهم، وستكون هذه اللجنة مكونة من كبار الصحفيين المصريين أمثال سلامة أحمد سلامة ومحمد العزبى، بالإضافة إلى أن كل صحفى سيحضر معه ممثل من جريدته يتحدث عن موضوعاته ومهنيته، هذا بجانب أعضاء لجنة القيد وأضاف قائلاً "إن شاء الله يقعدوا 100 سنة مضربين، أنا مش عارف إزاى الصحفى يبدأ حياته بإضراب واعتصام ده شغل سياسة مش شغل مهنى".
اليوم السابع تنشر:
تفاصيل أحداث الأحد فى نتائج قيد الصحفيين
الإثنين، 20 أكتوبر 2008 05:01 م
اعتصامات وإضرابات واتهامات أولى تداعيات نتائج لجنة قيد الصحفيين
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة