علم اليوم السابع أن نتائج تحاليل عينات أسماك "الوقار" النافقة على شواطئ مطروح، ستصدر خلال يومين والإعلان عن أسباب نفوق الأسماك. وصرح د.عزت عواض رئيس الهيئة العامة للثروة السمكية قبل سفره إلى المغرب "أن نتائج فحص المياه التى أخذت من شاطئ خليج السلوم الأسبوع الماضى جاءت سلبية، ولم تتغير خصائص مياه المنطقة عن آخر اختبارات أجريت منذ 7 أشهر".
وأكد مصدر موثوق من الصيادين أن تم العثور على بعض أسماك "القاروص" بالقرب من الشاطئ فى حالات إعياء ونفوق، وعليها نفس العلامات المرضية التى ظهرت على أسماك الوقار مثل: البقع النزيفية على جسم السمكة. كما تم العثور على بعض أسماك الحلوف (الأرنب) عند الشاطئ فى حالة إعياء، ولم تظهر عليها البقع النزيفية. ويرجح ذلك بسبب جلدها السميك وقوة تحملها العالية، ذلك إلى جانب كميات كبيرة من أسماك الوقار، كما أكد المصدر أنه تم إخطار جمعية صيد الأسماك والحفاظ على الثروة السمكية والتحفظ على الأسماك وحفظها لحين تسليمها للجهات المختصة.
على جانب آخر، رفض معظم الصيادين الحديث حول الظاهرة بعد الخسائر التى تعرضوا لها، بسبب تراجع إقبال المواطنين عن شراء الأسماك رغم تراجع أسعارها. وعلم اليوم السابع أن أسواق الإسكندرية رفضت شحنة من سمك الوقار، وأعادتها إلى مطروح بعد إعلان وسائل الإعلام عن الظاهرة.
فى الوقت نفسه تزداد ظاهرة نفوق الأسماك لتشمل أنواعاً أخرى من الأسماك مثل: سمك الحلوف(الأرنب) الذى يعيش فى أعماق بعيدة، وكذلك سمك "القاروص" الشاطئى، مما دفع المسئولين بالهيئة العامة للثروة السمكية لتكليف مسئول الهيئة بمطروح بجمع عينات جديدة وإرسالها إلى المعامل المركزية لإجراء الفحوص عليها.
الغريب أن مسئول الهيئة سافر إلى مدينة برانى غرب مطروح بـ 140 كيلو، واضطر إلى شراء 11 سمكة مختلفة الأنواع والأوزان من الصيادين، حيث لا تبقى الأسماك النافقة والمصابة بالإعياء فترات طويلة على الشاطئ، ويتم تجميعها فى الصباح الباكر وطوال النهار ونقلها للأسواق. ويأتى ذلك فى ظل محاولة المسئولين بالمحافظة للتقليل من شأن الظاهرة التى أوشكت أن تتحول إلى كارثة بيئية.
يذكر أن هيئة الثروة السمكية كانت قد طلبت عينات أخرى بعد 4 أيام من العينات الأولى التى جمعتها اللجنة التى زارت السلوم صباح الاثنين 13 أكتوبر الجارى، وتم تسليم هذه العينات يوم السبت الماضى، ثم عادت وطلبت عينات جديدة للمرة الثالثة وهى التى تم شراؤها من مدينة برانى صباح اليوم الاثنين مما يوحى بأن الأمر غير طبيعى.
ورصدت مصادرنا من الصيادين ظهور الأسماك فى أماكن متفرقة على جميع سواحل قرى ومدن محافظة مطروح من الضبعة شرقاً وحتى مدينة السلوم غربا بطول حوالى 500 كيلو متر طوال الأيام الماضية، وتشير المعلومات إلى امتداد الظاهرة إلى شواطئ ليبيا لأكثر من 200 كيلو متر.
على صعيد متصل أكد مصدر متخصص فى الأحياء المائية، رفض ذكر اسمه خوفاً من المضايقات، أن الاختبارات التى قامت بها لجنة الثروة السمكية لخصائص المياه ليست كافية، ولم تتم بالطريقة العلمية الصحيحة، حيث أخذت عينات المياه من الشاطئ، وهذا لا يمثل الوسط المحيط للأسماك النافقة التى تعيش على مسافات بعيدة من الشاطئ، وفى أعماق تصل لأكثر من 40 متراً، وهذا لا يتم إلا باستخدام مركب أبحاث متخصصة، وأخذ عينات من الأعماق وليس كما حدث. وطالب المصدر بعدم الاكتفاء بإجراء أبحاث تشريحية فقط على الأسماك والأخذ بالمخاوف التى طرحت عن احتمالات تعرض الأسماك لمواد مشعة وإجراء الدراسات والأبحاث بشكل علمى موسع مهما تكلف ذلك.
وطالب المصدر الجهات المعنية بمنع بيع الأسماك أو صيدها لحين معرفة أسباب الظاهرة، وهل هى بسبب وجود الطحالب الحمراء التى تفرز سموماً أو إصابة الأسماك ببكتريا ضارة أو جرثومات أو غير ذلك ومعرفة هل يمثل تناولها خطراً على الإنسان من عدمه.
على جانب آخر يرفض المسئولون بالمحافظة التعليق على ما يحدث، خاصة بعد تصريح اللواء سعد خليل محافظ مطروح لوكالة الشرق الأوسط، عن عدم وجود أعداد كبيرة من الأسماك النافقة، ولم يتم العثور سوى على 3 سمكات فقط، وتم تسليمها للجنة هيئة الثروة السمكية لإجراء الفحوصات عليها، كما قام المحافظ بإرسال خطابات تكذيب للصحف التى نشرت أخباراً حول الظاهرة.
مطالب بعدم تناول الأسماك أو صيدها
تحاليل عينات الأسماك النافقة خلال يومين
الإثنين، 20 أكتوبر 2008 10:31 م