تدفع أخطر أزمة مالية على مدى عقود، مسئولى الشركات فى أنحاء العالم، إلى كبح توقعاتهم للنمو فى الأجلين القصير والطويل، وتحذير المستثمرين من استمرار التقلبات لبعض الوقت.
وفى سلسلة من المقابلات مع مراسلى رويترز تحدث هؤلاء المسئولون، وهم من صناعات مختلفة مثل البرمجيات والكيماويات والترفيه، عن تفاقم أزمة الائتمان العالمية وعن مخاوفهم الكثيرة. وقال معظمهم، إنهم يرقبون واشنطن عن كثب لمعرفة ما إذا كان المشرعون الأمريكيون سيقرون حزمة إنقاذ قيمتها 700 مليار دولار تهدف إلى وقف الأزمة. وقال ستيف بالمر الرئيس التنفيذى لشركة مايكروسوفت، أن الأزمة المالية ستنال من إنفاق المستهلكين والشركات، مما سيؤثر على كل الشركات بما فى ذلك شركته. وأبلغ بالمر الصحفيين خلال مؤتمر صحفى فى أوسلو، أن المشكلات المالية ستؤثر على كل من إنفاق الشركات وإنفاق المستهلك ولاسيما ... إنفاق صناعة الخدمات المالية.
وقال كريج باريت الرئيس التنفيذى لشركة إنتل، إن الشركة ستواصل الاستثمار فى المنتجات والتقنيات، رغم توقعها أن يؤثر أى انهيار مالى أمريكى على الأسواق الصاعدة ذات الأهمية الحيوية لنمو الشركة. وقال "أعتقد أن عليك أن تكون حصيفا وتفترض فى حالة انهيار سوق المال، أن يكون هناك بعض التأثير. لكن ما من أحد يتوقع هذا ولا أحد يعلم كم سيكون الأمر كبيرا."
وقال رون شوجر الرئيس التنفيذى لشركة نورثروب جرومان، إن الشركة "معزولة بأقصى درجة" عن الاضطراب فى أسواق المال الأمريكية والعالمية. وأضاف، أن نورثروب حسنت كثيرا ميزانيتها العمومية على مدى السنوات الخمس إلى الست الأخيرة، بعدما كانت ترزح تحت وطأة ديون ضخمة فى أعقاب عدة عمليات استحواذ ضخمة. ولدى الشركة أيضا عدة تسهيلات ائتمانية ملتزم بتقديمها، وهى لم تقترض الكثير من المال وتدفقاتها النقدية جيدة، نظرا لاعتمادها الكبير على طلبيات التوريد الحكومية ولديها طلبيات مضمونة فى عقود لعدة سنوات. وحذر أندرو ليفريس الرئيس التنفيذى لشركة داو كميكال، من أن الاقتصاد الأمريكى قد يدخل فى ركود عميق يمتد لما يصل إلى عامين ما لم يعجل المشرعون باقرار حزمة إنقاذ لكسر جمود أسواق الائتمان. وقال "أؤيد حلا. وبصراحة أؤيد حلا فوريا."
وقال فرانشيسكو ترابانى الرئيس التنفيذى لشركة بولجارى الإيطالية للحلى، إن الأزمة المالية تؤثر على حركة التجارة، وتوقع تراجع مبيعات عيد الميلاد هذا العام. ولا تتوقع "بولجارى" ثالث أكبر شركة لصناعة الحلى فى العالم بعد تيفانى وكارتيه والتابعة لمجموعة ريتشمونت التى مقرها جنيف أى تحسن كبير قبل العام 2010. وقالت يويجو الإسبانية لاتصالات الهاتف المحمول التى تسيطر عليها تليا سونيرا السويدية، إنها بصدد الوصول إلى مليون مشترك بنهاية العام.
وأبلغ يوهان أندسيو الرئيس التنفيذى للشركة، أن عدد المشتركين يواصل الارتفاع، وأن يويجو تتجه إلى الاستحواذ على اثنين بالمائة من السوق بنهاية 2008. وأوضح أن استراتيجية الشركة لخفض الأسعار قد تساعد على استقطاب المزيد من المشتركين، مع تطلع الأسبان إلى ترشيد الإنفاق، فى ظل تباطؤ اقتصادى حاد.
الأزمة المالية ستنال من إنفاق المستهلكين والشركات
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة