الدولة تساند حزب "أصدقاء النجاح"

السياسة نزلت الخدمة فى انتخابات الجبلاية

الأحد، 19 أكتوبر 2008 03:04 م
السياسة نزلت الخدمة فى انتخابات الجبلاية جبهة اتحاد الكرة تصف جبهة المعارضة بـ "حزب أعداء النجاح"

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
السياسة نزلت الخدمة فى انتخابات اتحاد الكرة، ومن دون مواربة، أعلن الكابتن سمير زاهر أنه "مرشح الدولة" ولولا أنه يحظى بتأييد الدولة لانسحب من الانتخابات!

وليس هذا التصريح ضد المظهر السياسى الوحيد فى انتخابات الجبلاية، ولكن وقوع التحالفات والصفقات التى أبرمت تشى بذلك!

وأهم هذه الصفقات، هى تأييد شوبير لزاهر وجبهته مقابل تعيينه بمجلس الإدارة القادم نائباً للرئيس أو فى منصب السكرتير العام فى حال رفض المهندس حسن صقر لتعيينه فى المجلس الجديد!

ولا اعتراض على الصفقات الانتخابية وتحالفات المصالح، طالما لا تتعارض مع القانون، فتلك هى طبيعة المعارك الانتخابية.

وتأسيساً على ذلك فلا جديد فى تحالف شوبير وزاهر، بأن يمنحه الأول تأييده مقابل تعيينه نائباً للرئيس أو فى منصب السكرتير العام بالدورة الجديدة!

ولكن هذا التحالف تم على قاعدة سياسية. فكلاهما زاهر وشوبير ينتمى للحزب الوطنى، وكلاهما نائب فى مجلسى الشورى والشعب، والأهم من ذلك، فكلاهما عضو بلجنة الشباب والرياضة التابعة لأمانة السياسات، ومعهما مجدى عبد الغنى وأيمن يونس! وكلاهما دخل البرلمان بشعبية كرة القدم لا بالخبرة السياسية.

وأيضاً لا اعتراض على ذلك، فالانتماء للأحزاب ولجانها حق قانونى ودستورى، والترشح للانتخابات الرياضية على قاعدة سياسية والحصول على تأييد سياسى ليس عيباً، شريطة أن تجرى الانتخابات بحياد، دون تدخل سلطة الدولة بالتأييد والمنع والمنح والضغط!

ولست بمجال رصد تدخل سلطة الدولة فى الانتخابات الجارية، ولكننى بصدد رصد المظهر السياسى لانتخابات اتحاد الكرة واستخدام مفردات السجال السياسى وشعاراته المختزلة والنافية للآخر والقائمة على أحكام قيمية مطلقة، فجبهة اتحاد الكرة تصف جبهة المعارضة بحزب أعداء النجاح، ومعنى ذلك أنها تعتبر نفسها حزب "أصدقاء النجاح"!

أما "النجاح" ذاته فقد غابت معاييره، واختصر فى الفوز ببطولتى أفريقيا، وهو نجاح كبير بلا شك، إذا كان سقف الطموح يتوقف عند هذا الهدف، وإذا كانت المقارنة تتم بالاختصاصات السابقة وليس بالتطلعات المستقبلية، وبقدر حجم مصر ووزنها الحضارى فى القارة الأفريقية، وهو وزن يتخطى سقف الطموح الراهن، ويتجاوز إلى تحقيق نتائج طبية فى نهائيات كأس العالم وليس مجرد الوصول لكأس العالم! فمصر ليست أقل من الكاميرون التى وصلت لدور الثمانية فى كأس العالم 1990، ولا أقل من نيجيريا التى حققت حضوراً قوياً فى مونديال أمريكا 1994، أو غانا التى حققت نفس الحضور فى مونديال ألمانيا 2006.

وأما النجاح النسبى الذى تحقق على مستوى القارة الأفريقية، فهو واحد من معايير كثيرة منها رسالة الاتحاد الرئيسية فى نشر كرة القدم وعودتها للمدارس، والنهوض بالبنية الأساسية الإنشائية والفنية والإدارية، ونشر ثقافة الاحتراف، وصناعة كوادر قادرة على إدارته وفقاً للمعايير الأوروبية وليس بالمعايير المحلية القائمة على ثقافة "الهمبكة والكليشنكان"!

أعود بدلالات التدخل السياسى فى انتخابات اتحاد الكرة، وأهمها الربط المباشر بين الإنجازات التى تتحقق فى كرة القدم واستغلالها كأداة دعاية للنظام السياسى والحزب الحاكم واختصارها فى لجنة سياسات، وإرجاعها فى نهاية المطاف إلى رعاية الرئيس مبارك لمنتخب الكرة وحكمته البالغة ونظرة سيادته الثاقبة للأمور وضمها للإنجازات العملاقة غير المسبوقة منذ عصر محمد على باشا!

فهذا ما حدث بالضبط بعد الفوز ببطولتى الأمم الأفريقية، حيث تبارى الإعلام المنافق فى الإشادة بدور الرئيس ونجليه، فضلاً عن استدعاء المنتخب لمقر مجلس الشعب، وخطبة رئيس البرلمان التى أحاط فيها الشعب علماً بأن الفوز ببطولة الأمم الأفريقية ما كان له أن يتحقق لولا رعاية الرئيس مبارك للفريق وتوجيهات سيادته الدائمة ونظرة سيادته الثاقبة للأمور، وشكره علماء الطبيعة، لأنهم تسببوا بطريق الخطأ فى ثقب طبقة الأوزون!






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة