صحف إسرائيلية 18/10/2008

السبت، 18 أكتوبر 2008 11:03 ص
صحف إسرائيلية 18/10/2008
إعداد معتز أحمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذاعة صوت إسرائيل
حذر رئيس حزب العمل الوزير إيهود براك من أن الاتفاق بين حزبى العمل وكاديما الذى تم توقيعه بالأحرف الأولى قبل بضعة أيام لن يوقع نهائياً ما لم تلب جميع مطالب حزب العمل. وأوضح باراك أنه لا تزال هناك بعض المسائل موضع خلاف بين العمل وكاديما بما فى ذلك ميزانية الدفاع ومطالبة العمل بضم ممثل آخر عنه إلى اللجنة المكلفة بتعيين القضاة. وأشار إلى أن حزب العمل حقق بعض الإنجازات خلال المفاوضات الائتلافية مع كاديما بينها زيادة معاشات الشيخوخة ومنع زيادة رسوم التعليم فى الجامعات ومنع تنفيذ الإصلاحات التى بادر إليها وزير العدل دانئيل فريدمان. وحول إمكانية انضمام شاس إلى الحكومة الجديدة برئاسة تسيبى ليفنى أعرب باراك عن اعتقاده بأن شاس لن تنضم إلى الحكومة ما لم تستجب ليفنى لبعض مطالب الحركة.

أخفقت إيران فى سعيها للحصول على مقعد غير دائم فى مجلس الأمن الدولى بحيث لم تحظ إلا بتأييد 32 دولة من أصل 192 خلال التصويت الذى جرى اليوم فى الجمعية العامة للأمم المتحدة على ضم دول جديدة إلى مجلس الأمن.

وقد اختارت الجمعية العامة اليابان وتركيا والنمسا والمكسيك وأوغندا لتولى مقعد غير دائم فى مجلس الأمن لمدة عامين اعتباراً من مطلع العام القادم. وقد تنافست إيران واليابان على المقعد الآسيوى فى المجلس. وعقبت وزيرة الخارجية تسيبى ليفنى على نتائج التصويت بالقول إن الأمم المتحدة تجنبت الخزى والعار عندما سدت الطريق أمام إيران للانضمام إلى مجلس الأمن. وأكدت أن النشاط الدولى ضد إيران يجب أن يستمر على جميع الأصعدة بل سيكثف. ومن ناحية أخرى رحبت وزيرة الخارجية ليفنى بانضمام اليابان إلى مجلس الأمن الدولى.

تفيد آخر الأنباء الواردة من جزيرة كايكوس الغربية فى البحر الكاريبى، أنه تم استئناف عملية التفاوض بين السلطات المحلية والعمال الصينيين الذين يحتجزون ستة من مستخدمى شركة اشتروم الإسرائيلية للبناء. وقد أفرج أخيراً عن 7 إسرائيليين. ويطالب العمال الصينيون بتعويضهم ماليا عن وقف مشاريع البناء فى الجزيرة فى أعقاب انهيار بنك الاستثمار الأمريكى ليمان برادزر الذى قام بتمويل هذه المشاريع.

كشف مصدر قضائى لبنانى النقاب عن اعتقال مفتش فى المديرية العامة للأمن العام ومدنيين بعد أن ضبطت بحوزتهم على أنابيب تحتوى على مادة الزئبق التى تستعمل فى تصنيع المتفجرات. وجرت هذه الاعتقالات قبل حوالى أسبوع على معبر المصنع الحدودى بين لبنان وسوريا. وتشتبه السلطات الأمنية اللبنانية فى أن الثلاثة كانوا يخططون لارتكاب اعتداءات إرهابية.

موقع صحيفة يديعوت أحرونوت
الصحيفة تنشر تحقيقاً عن المفاوضات الائتلافية الخاصة بالأحزاب الإسرائيلية وتوضح أن حركة "شاس" الدينية تشترط مشاركتها فى الحكومة بتعهد من المكلفة بتشكيل الحكومة، تسيبى ليفنى، بأن لا يتم طرح القدس على طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين. وكان الخلاف الوحيد الظاهر بين شاس وكاديما هو مطالبة الأولى برفع مخصصات الأطفال، وتوقعت مصادر سياسية أن يتوصل الجانبان إلى حل وسط فى هذا الشأن يجعل انضمام شاس للحكومة مؤكداً، إلا أن المطالب التى كشف النقاب عنها حول الشروط المتعلقة بمصير القدس يضع ليفنى أمام خيارات ليست سهلة، إما تشكيل حكومة مع شاس والتنازل عن المفاوضات مع الفلسطينيين، الأمر الذى سيكون مصدر حرج لإسرائيل فى الأوساط العالمية والعربية الصديقة، وخرقا لتعهداتها السابقة. أو تشكيل حكومة تعتمد على قاعدة مقلصة يكون استقرارها فى مهب الريح. وسيكون تعهد ليفنى فى هذا الشأن بمثابة تفجير للمفاوضات مع الفلسطينيين.

وجاءت مطالب شاس فى اللقاء الذى عقد أخيراً بين رئيسها إيلى يشاى، وليفنى وقال يشاى لليفنى، إنه يطالبها بتعهد علنى بألا تجرى مفاوضات حول تقسيم القدس. ونقلت الصحيفة عن يشاى قوله، إنه يطالب ليفنى بتعهد صريح، بأنها لا تعتزم طرح موضوع القدس على طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين. ويحمل يشاى أفكاراً قريبة من حزب الليكود حيث يدعو إلى التعاون الاقتصادى مع الفلسطينيين، دون إبرام أى اتفاق سياسى. ويؤمن يشاى بالمقولة الإسرائيلية "لا يوجد شريك فلسطينى فى المفاوضات". ويشاى معروف بمواقفه الانفعالية ضد العرب. وقد انتقدت شاس الاتفاق الائتلافى الذى وقع بالحروف الأولى بين حزبى كاديما والعمل قبل أيام، وقال مسئولون فى الحركة إن توقيع الاتفاق ينأى بها عن الحكومة. فى حين أكد عضو الكنيست، تساحى هنجبى، الذى يعتبر محركا رئيسيا فى المفاوضات الائتلافية أنه من الصعب أن تشكل حكومة بدون حركة شاس. وقال فى مقابلة صحفية: لا جدوى من تشكيل حكومة قصيرة الأمد، وإذا تبين أن مطالب شاس الائتلافية مبالغ بها ستتوجه ليفنى إلى الرئيس، شمعون بيرس، وتعلن عن انتخابات عامة.

وأوضحت مصادر فى شاس، أن المعارضة تتركز حول بند الاتفاق الذى ينص على أن أى تعديل على القوانين المتعلقة بالجهاز القضائى يتطلب موافقة وزراء حزب العمل، وعللت المصادر معارضتها لهذا البند بأنه سيكون عقبة أمام شاس فى تمرير قوانين تلتف على المحكمة العليا. وفى غضون ذلك ما زال رئيس حزب الليكود بنيامين نتانياهو يحاول عرقلة المفاوضات الائتلافية ساعيا إلى دفع الساحة السياسية إلى انتخابات عامة تشير استطلاعات الرأى إلى تفوقه فيها.

والتقى نتانياهو يوم الاثنين الماضى مع الزعيم الروحى لحركة شاس عوفاديا يوسف لإقناعه بعدم الانضمام لحكومة ليفنى، وهو اللقاء الثانى بينهما فى هذا الشأن. وقال نتانياهو لزعيم شاس، إن فى هذه المرحلة مطلوب حكومة تعرف كيف تعزز الاقتصاد الإسرائيلى والحفاظ على القدس، ومفهوم بأنها ليست حكومة ليفنى، لذلك ينبغى التوجه إلى انتخابات عامة". ولم يحصل نتانياهو على أى تعهد من شاس التى تفضل فى المرحلة الراهنة الانضمام إلى حكومة ليفى.

كشفت الصحيفة عن صور لعملية إعدام مسن عربى موثوق اليدين، نفذها أفراد العصابات الصهيونية فى الأعوام 1947- 1949. ورغم أن هذا الكشف لا يضيف جديدا إلى الفلسطينيين الذين عايشوا النكبة بكل تفاصيلها، إلا أن الصحيفة تعتبر أن عملية الكشف هذه هى المرة الأولى التى توثق بالصور عملية الإعدام بدم بارد.

وأضافت الصحيفة، أنه بعد وفاة أحد كبار الضباط فى الجيش الإسرائيلى مؤخراً، والذى لم تكشف عن اسمه، تم العثور على مجموعة متسلسلة من الصور، بالأبيض والأسود، والتى توثق لحظات عملية إعدام مسن عربى أعزل ومكبل اليدين.

وبحسب الصحيفة، فإنه يستدل من إحدى الصور أن المسن العربى الحافى القدمين يحاول أن يقول شيئا لآسريه، وفى صور أخرى يظهر إلى جانبه اثنين من أفراد العصابات الصهيونية وهما مسلحان، وينظر أحدهما إلى آلة التصوير مبتسما.

كما تظهر صورة أخرى شريطا يعصب عينى المسن العربى، وفى صورة أخرى يرفع أحد المجرمين سلاحه عن بعد بضعة أمتار، وإلى جانبه مسلح آخر. كما تظهر صورة أخرى لجثة المسن العربى ملقاة على الأرض فى بركة من الدماء.

وتضيف أن الصور لا تظهر من ضغط على الزناد، وهوية المسن، وأين وقعت ولماذا. وتتابع أنه على ما يبدو فإن الصور تعود إلى الفترة الممتدة بين نوفمبر 1947 و يوليو 1949.
وتضيف أن الصور كانت موضوع فى علبة أحذية من الكرتون بين مئات الصور العائلية فى بيت خاص. وكانت الصور بحوزة أحد كبار الضباط الإسرائيليين والذى توفى مؤخرا. وبحسب الصحيفة فإن أحدا من أفراد عائلته لم يعرف شيئا عن هذه الصور، والظروف التى التقطت فيها. كما لا يعرف أحد لماذا حافظ على هذه الصور طوال هذه المدة.وتنوى الصحيفة نشر تقرير موسع حول هذه الصور التى قادت إلى عشرات المجندين الذين كانوا فى صفوف "بلماح" و"هاجاناه".

موقع صحيفة معاريف
تشير تقديرات الأجهزة الأمنية والمستويات السياسية الإسرائيلية مؤخرا، إلى احتمال تجدد المواجهات بين إسرائيل وبين حركة حماس على حدود قطاع غزة فى يناير من العام 2009، وذلك مع اقتراب مدة ولاية رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، فى منصبه. كما تشير التقديرات الأمنية فى هذا السياق إلى احتمال أن يتحول التوتر الذى قد ينشأ بين حركتى حماس وفتح على هذه الخلفية إلى توتر جديد مع إسرائيل.

وقالت الصحيفة نقلا عن مصادر فلسطينية فى قطاع غزة قولها، إن التقديرات تشير إلى أنه لن تحصل مواجهات عنيفة فى مطلع العام القادم، وأن حركة حماس معنية بتمديد التهدئة.
تجدر الإشارة إلى أنه منذ أن ساد الهدوء النسبى على حدود قطاع غزة، فإن حماس تطالب بضرورة أن توسيع التهدئة، بعد ستة شهور من بدئها، لتشمل الضفة الغربية. وفى المقابل، نقل عن وزير الأمن الإسرائيلى، إيهود باراك، أنه نقل رسالة إلى حركة حماس، عن طريق مصر، مفادها أن إسرائيل معنية باستمرار التهدئة بعد ديسمبر. وفى الوقت نفسه فإن قوات الاحتلال لا تتوقف عن تنفيذ الحملات الاعتقالية فى الضفة الغربية، وخاصة ضد ناشطى حركة حماس والجهاد الإسلامى، والتى سقط خلالها عدد من الشهداء.

وفى السياق ذاته، نقلت الصحيفة أيضاً عن مصدر وصفته بأنه من حركة حماس قوله إن حركته لم تحدد موقفا بعد من تمديد التهدئة. وبحسبه فإن المحادثات مع مصر تتركز أساساً فى المصالحة مع حركة فتح، إلا أنه لم يستبعد أن تتم مناقشة التهدئة. وبحسبه فإنه فى حال قامت إسرائيل بفتح معابر البضائع إلى قطاع غزة، فإن حماس سوف تطلب تمديد التهدئة.
كما صرحت مصادر فلسطينية فى قطاع غزة للصحيفة بأن حماس معنية بالحفاظ على التهدئة لتثبيت الاستقرار فى قطاع غزة.

وبحسب المصادر ذاتها فإنه فى حال قامت إسرائيل بفتح المعابر بشكل تام، فإن حماس ستكون معنية بالهدوء على المستوى العسكرى. وأضافت أن الحركة ليست معنية بفتح جبهة قتالية مع إسرائيل فى ظل الأزمة القائمة مع حركة فتح.
وفى هذا السياق تدعى مصادر أمنية إسرائيلية أن هناك عناصر ميدانية فى حركة حماس معنية بنسف التهدئة وتجديد إطلاق الصواريخ. ولم تستبعد أن يؤدى أى توتر يحصل بين حماس وفتح، مع اقتراب يناير إلى توفير الذرائع لتجديد إطلاق الصواريخ، الأمر الذى تنفى احتمال حصوله المصادر الفلسطينية.

وعلى هذه الخلفية تقوم الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بإعداد الخطط الموسعة، بشكل مواز لمناقشة مختلف السيناريوهات المتوقعة، كما تتم عملية استكمال التحصينات فى المستوطنات المحيطة بقطاع غزة تحسباً من احتمال تجدد المواجهات.

تجدر الإشارة إلى أن تصريحات عدد من كبار الضباط فى الجيش الإسرائيلى بشأن تناقص الوقت الكافى لإتمام صفقة تبادل الأسرى لإطلاق سراح الجندى الإسرائيلى الأسير جلعاد شاليط، ذلك مع اقتراب يناير. فى المقابل، تقول هيئة أركان الجيش إنها تخشى من أن احتمال تجدد المواجهات سوف يؤدى إلى تراجع إمكانيات إطلاق سراح شاليط، وربما يؤدى إلى محاولة حماس تهريب شاليط إلى خارج قطاع غزة.

موقع صحيفة هاآرتس
كتب ألوف بن المحلل السياسى فى الصحيفة، أن انتخابات الرئاسة فى الولايات المتحدة، وبدرجة أقل من حيث الأهمية تبادل الحكومات الإسرائيلية وانتهاء ولاية رئيس السلطة الفلسطينية، ستكون من بين الأحداث التى سوف تصوغ الواقع السياسى فى السنة المقبلة. وبحسبه فإن انتخابات الرئاسة فى الولايات المتحدة فى الرابع من نوفمبر سوف تدخل الولايات المتحدة إلى فترة انتقالية رئاسية تستمر عشرة أسابيع، يتمتع خلالها الرئيس الحالى جورج بوش بكامل الصلاحيات، ويكون فى الوقت نفسه متحرراً من كافة الالتزامات السياسية. ويضيف أنه خلال هذه الفترة سوف يتخذ قرارين: الأول بشأن قصف أم عدم قصف المنشآت النووية الإيرانية، والثانى بشأن المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية التى بدأت بعد مؤتمر أنابوليس. ويتابع أن احتمالات شن هجوم أمريكى إسرائيلى على إيران ضئيلة. فالنجاح غير مضمون، والمخاطرة عظيمة، والولايات المتحدة منشغلة بأزمة اقتصادية عميقة، ناهيك عن الفوضى فى أفغانستان والعراق، وهى ليست بحاجة إلى مصائب أخرى. وفى المقابل، فإن هناك إشارات مغايرة. فالدبلوماسيون الأوروبيون يأخذون بمنتهى الجدية التصريحات الإسرائيلية التى مفادها أن إسرائيل لا تستطيع أن تتعايش مع قنبلة نووية إيرانية، وهم على قناعة بأن إسرائيل سوف تقوم بقصف إيران قبل أن تصح دولة نووية.

وبحسب الكاتب فإن بوش لديه حرية فى العمل أكثر من وريثه، الذى سيضطر إلى دراسة الملف وتحديد سياسة أمريكية حياله. وبحسب السيناريو الذى عرضه وزير الخارجية البريطانى السابق، ديفيد أون، فى مقال نشرته "ساندى تايمز"، خلال الأسبوع الجارى، فإن إسرائيل سوف تهاجم إيران تحت غطاء موافقة صامتة من البيت الأبيض، وبعد أن ترد إيران فى محاولة لتشويش تدفق النفط إلى الغرب، فإن بوش سوف يصدر أوامره إلى الجيش بقصف إيران بمنتهى الشدة. ولكن فى حال تبين أن بوش ينوى حقا فتح مكتب مصالح فى طهران فى منتصف نوفمبر، فسوف يكون بالإمكان تجاهل احتمال شن هجوم، حيث لن يراهن أحد على حياة الدبلوماسيين الأمريكيين الذين سيصبحون الدرع الواقى للبرنامج النووى الإيرانى.

ويتابع أنه فى حال عدم تعرض إيران للهجوم، وتقوم فى السنة القريبة بإنتاج كمية كافية من اليورانيوم المخصب، فإن ميزان القوى فى المنطقة سوف يتغير. وعلى إسرائيل أن تتأقلم مع الحياة فى ظل ميزان رعب دائم، وتضطر الإدارة الأمريكية القادمة إلى التعامل باحترام مع إيران، ومن الممكن توقع اتصالات دبلوماسية متواصلة بين الولايات المتحدة وإيران لتقاسم النفوذ فى الشرق الأوسط.

أما بالنسبة للمفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، فيقول الكاتب إنها تضع أمام متخذى القرار تحديا أقل تعقيدا من القنبلة الإيرانية. حيث إن المشكلة الفورية تكمن فى رغبة وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس، فى إنهاء مدة ولايتها فى منصبها بعرض اتفاق مبادئ لـ"حل الدولتين". وفى هذا السياق كتب ديفيد إيجنشيوس، المقرب من رايس، فى واشنطن بوست، أنها متفائلة بتسيبى ليفنى. وفى حال نجحت الأخيرة بتشكيل الحكومة، فإن رايس تأمل أن يتبنى الطرفين مبادئ لحل دائم كأساس لمواصلة المفاوضات فى فترة الإدارة الأمريكية القادمة.

وحتى لو رفضت إسرائيل والسلطة الفلسطينية اتفاق المبادئ الآن، فيقول الكاتب إنه بهذا الشأن هناك اتفاق بين ليفنى وبين القيادة الفلسطينية على هذا الأمر. فمن ناحية ليفنى فإن عرض تسوية بموجبها تنسحب إسرائيل من الضفة الغربية وتتطرق إلى القدس واللاجئين، فإن ذلك يعتبر انتحاراً سياسياً. ومن جهة رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، ورئيس طاقم المفاوضات أحمد قريع، فإن ذلك يكون اتفاقا جزئيا على طراز أوسلو، والذى بموجبه تخدع إسرائيل الفلسطينيين بالوعود الكاذبة، بينما تستمر فى احتلالها. ويخلص إلى أن الطرفين سيحاولان عرقلة مبادرة رايس بدون إحراجها والظهور بمظهر رافضى السلام، من خلال إلقاء التهم كل على الآخر.

ويضيف أن الاتفاق بين ليفنى وإيهود باراك يضمن أنه حتى فى حال تشكيل حكومة برئاستها، فإنها ستتميز بصراعات قوى، وسيكون الطرفان منشغلين بالخصومات بينهما. وفى حالة الحكومة المنقسمة على نفسها لا يمكن اتخاذ خطوات سياسية تحتاج دعما شعبيا وسياسيا، فكم بالحرى عندما يكون الحديث عن مغامرات عسكرية. ويسوق فى هذا السياق ما قاله أحد كبار الضباط من أنه من الصعب قصف إيران، ولكن قصف غزة ممكن.
ويشير هنا إلى أن ليفنى كانت قد ألمحت إلى أنها تسعى إلى الاستقرار، ولا تستعجل التوصل إلى تسوية مع سورية أو مع الفلسطينيين. وهى معنية بـ"العملية" أكثر من "النتائج"، أى أنها تفضل المحادثات العبثية التى تساعد إسرائيل فى الحلبة الدولية ولا تنطوى على مواجهات داخلية حول إخلاء المستوطنات. بيد أن العالم يتوقع منها أكثر من ذلك. حيث إنه يطلب من إسرائيل أن تقوم ببوادر حسن نية، مثل إطلاق سراح أسرى وإزالة الحواجز العسكرية لكى يتمكن أبو مازن من البقاء فى منصبه لفترة ولاية أخرى.

التحدى الأساسى أمام ليفنى فى حال ورثت منصب أولمرت، بحسب الكاتب، هو بلورة علاقات جيدة مع باراك أوباما الذى سيكون وريث بوش، على ما يبدو، فى البيت الأبيض. وليست الإشارة هنا إلى العلاقة الشخصية، وإنما إلى تفهم الحاجات والضرورات الأمريكية المتأزمة اقتصاديا، وحروبها فى أفغانستان والعراق.

وسيكون على ليفنى أن تظهر تفهما لوضع الرئيس القادم، وليس إزعاجه بقائمة مرهقة للتهديدات المحدقة بإسرائيل. ومن الأفضل أن تعرض مبادرة سياسية، وتظهر جهوزية للتقدم فى المفاوضات مع الفلسطينيين ومع السوريين، وتؤيد، بهدوء، الحوار الأمريكى مع إيران، مقابل الحفاظ على مصالح إسرائيل. وفى الوضع الحالى، فإنه على إسرائيل أن تدع الولايات المتحدة تحل مشاكلها الملتهبة، حيث إن تعزز قوة الولايات المتحدة سوف يساعد فى نهاية المطاف فى أمن ومكانة إسرائيل الدولية أكثر من أى شىء آخر.

وبحسبه فإن أوباما سوف يسعى إلى تحسين مكانة وصورة الولايات المتحدة فى العالم بعد 8 سنوات تدهورت فيها إلى الحضيض فى عهد بوش. وسوف يكون ملزما بإظهار اهتمام بعملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وليس فقط إرضاء الجهات التى ساندته فى طريقه إلى الرئاسة. وعلى إسرائيل أن تتخذ جانب الحذر حتى لا تبدو كوزن ضاغط على السياسة الخارجية لأوباما. ولذلك سيكون عليها أن تتجنب الخطوات التى تبدو للعالم استفزازا، مثل المصادقة على البناء الواسع فى المستوطنات، على الأقل إلى حين يتضح من هو أوباما وكيف سيتصرف.

ويضيف أنه لن يكون لدى أوباما الوقت للتوسط بين إسرائيل والعرب. وسيكون عليه أن يقرر تعيين مبعوث رئاسى جديد من قبله إلى المنطقة أم لا. ومن جهتها فإن ليفنى ستجد صعوبة فى الاتكاء على المؤسسة اليهودية فى الولايات المتحدة، والتى تنشط بغالبيتها ضد أوباما. وسوف تحتاج إلى رجل اتصال مقرب من الرئيس، ربما يكون لستر براون، الملياردير ابن 82 عاما من شيكاغو، الذى كان من أوائل المؤيدين اليهود لأوباما فى الانتخابات التمهيدية، وهو على علاقة وثيقة مع إسرائيل، ويستطيع التدخل بالتأكيد فى الأزمات.

وفى نهاية مقاله يشير إلى أنه ستكون هناك أزمات، لأن الساحة الاستراتيجية لإسرائيل تعج بنقاط الاحتكاك التى يمكن أن تشتعل فى كل لحظة، مثل انتقام حزب لله لاغتيال عماد مغنية، وتجدد إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، وانتفاضة ثالثة فى الضفة الغربية، وعنف المستوطنين ضد الفلسطينيين.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة