قداسة الكابتن حسن شحاتة

هل فوز المدير الفنى ببطولتى الأمم الأفريقية يجعل انتقاده من المحظورات؟

الخميس، 16 أكتوبر 2008 12:17 ص
هل فوز المدير الفنى ببطولتى الأمم الأفريقية  يجعل انتقاده من المحظورات؟ الكابتن «حسن شحاتة»
كتب سعيد وهبة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل بات الكابتن «حسن شحاتة» شخصية مقدسة ،وذاتاً مصونة ومحصنة ضد النقد؟
وهل بات انتقاد قراراته من الممنوعات والمحظورات والمحرمات، التى تتعارض مع قانون العيب وأخلاق القرية الإعلامية؟

السؤال بعبارة أخرى: هل الفوز ببطولتى الأمم الأفريقية يجعل الكابتن حسن شحاتة نبيا معصوما من الخطأ ،بحيث لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؟ وبحيث يغدو انتقاده عملا محرما؟

سؤال ثالث: لماذا يتعامل الإعلام مع نجوم الرياضة بتطرف: إما أنبياء وإما أدعياء، إما ملائكة وإما شياطين، إما أبرار وإما أشرار؟ لماذا لا نتعامل معهم كبشر؟
الأسئلة مطروحة بمناسبة اللاعبين الثلاثة الذين استبعدهم الكابتن حسن شحاتة من الانضمام للمنتخب لأسباب غير موضوعية  ولا نقول شخصية، وهم محمد زيدان، ومحمد بركات، وجمال حمزة، وهو موقف يحتاج إلى مراجعة المعايير التى يعملها المدير الفنى فى اختيار المنتخب الذى يمثل مصر، والتى أعلنها بنفسه حين تولى مهمته كمدير فنى لمنتخب مصر وهى الكفاءة الفنية بعيدا عن  النجومية والانتماءات وألوان الفانلات، وتلك معايير عادلة غير نسبية وغير خلافية، أى لا يختلف عليها أحد، كما لا خلاف على المعايير السلوكية والانظباطية واحترام منظومة القيم الأخلاقية الرياضية، والتى لا يمكن التضحية بها لحساب الكفاءة الفنية.

السؤال هو: هل خرج اللاعبون الثلاثة عن منظومة القيم المتعارف عليها؟ وإلى أى مدى؟ وهل يساوى ما اقترفوه استبعادهم من المنتخب وحرمان مصر من كفاءتهم؟ وإذا ما افترضنا ارتكابهم أفعالا تتعارض مع تعاليم وآداب المنتخب، فلم لا يتم إعمال قيم الاحتراف الانظباطية ولوائحه العقابية من توقيع غرامات مالية.

هل نضرب مثالا بحالة عصام الحضرى التى اعتمد فيها معيارا مزدوجا، حين أوقفه الأهلى لهروبه وتبنى الكابتن شحاتة مشاركته مع المنتخب فى أول مباراة بعد واقعة الهروب مكافأة له؟ لماذا يتحدث الكابتن شحاتة عن المعايير والقيم الانظباطية حين يتعلق الأمر به شحصيا، ويتجاهل ذات المعايير حين يتعلق الأمر بالأندية؟

وهل يوازى ما فعله محمد زيدان أو بركات أو حمزة ما فعله الحضرى؟ لقد طلب زيدان راحة سلبية لحاجتة إليها استعدادا للموسم الجديد، فأى جريمة فى ذلك؟ وهل يستحق الأمر تطبيق لائحة الويل والثبور وعظائم الأمور من دون مراعاة لظروف اللاعب النفسية والبدنية؟ أفلا يشفع لهذا اللاعب كفاحه البطولى لانتزاع الكرة الميتة التى صنع بها هدف الفوز لمصر ببطولة أفريقيا؟ وهل الجريمة التى اقترفها تستحق الإقصاء من المنتخب؟ وهل ترقى تلك الجريمة لواقعة محاولة «ميدو» التعدى على المدير الفنى ضربا على رؤوس الأشهاد فى أرض الملعب، وقد تم الصفح عنه ولم يستبعد من المنتخب؟

وأما جمال حمزة فهو متهم بتجاوز اللياقة فى رده على استبعاده من المنتخب، وقوله إن المدير الفنى «بيهرج»، وهذا قول لا يليق بالقطع ولا نوافق عليه ويستوجب عقوبه الاعتذار العلنى وليس البتر من المنتخب.

وأما بركات، فهو متهم بانتقاد الكابتن شحاتة فى الصحف فى معرض رده على الأسئلة الخاصة بأسباب استبعاده، السؤال هو: هل كان النقد موضوعيا فى حدود الأدب أم كان جارحا؟ وما هى الأسباب التى تدعو لاعبا كبيرا مثل بركات لانتقاد الكابتن شحاتة، وهو لاعب لم يعرف عنه سوء الأدب؟ وإذا كان الكابتن شحاتة يطبق لوائح مدرسة الأخلاق الحميدة، فلماذا ضم أسوأ اللاعبين خلقا للمنتخب الذى شارك فى بطولة الأمم الأخيرة، وهو اللاعب الذى استبعد من الأهلى والزمالك وعلى وشك الاستبعاد من الإسماعيلى هذة الأيام؟

إذا كان بركات أخطأ فلابد من عقابه شريطة أن تتناسب وحجم الخطأ وشريطة أن تناله ولا تنال منتخب مصر وتحرمه من كفاءته، وبحيث لا تساوى العقوبة بين لاعب حاول التعدى بالضرب على المدير الفنى أثناء المباراة وعلى مرأى من الجماهير، وبين لاعب يقول رأيا فى أسلوب تعامل المدير الفنى. ثم لماذا لا يراجع الكابتن حسن شحاتة نفسه؟ فلربما لا تكون الأزمة مع اللاعبين الثلاثة، وإنما قد تكون الأزمة مع نفسه.

لماذا لا يراجع موقفه المتصلب منهم؟ فقد يكون مخطئا، وقد لا يكون قراره مقدسا. أقول ذلك دون إنكار لإنجازات الكابتن حسن شحاتة التى وضعته فى قائمة أفضل المدربين فى تاريخ الكرة المصرية دون شك، وهى إنجازات لا تمنحه رخصة للاستبداد والتنكيل باللاعبين المواهب، ولا تجعله مدربا مقدسا معصوما من الخطأ دون أدنى شك.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة