نزهة بالشارع قادتنى لمهرب مخدرات دولى

الخميس، 16 أكتوبر 2008 12:17 ص
نزهة بالشارع قادتنى لمهرب مخدرات دولى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحماس أول الأعراض التى تصيب خريجى كليات الشرطة، وتدفعهم إلى بذل أقصى جهد لإظهار كفاءتهم، وكنت أحد هؤلاء، فور تخرجى فى كلية الشرطة عام 1966 عينت ملازم أول فى المباحث وقضيت بها حياتى الشرطية، تدرجت فى العمل من مفتش مباحث إلى وكيل ثم رئيس فمدير للإدارة العامة لمباحث القاهرة.
موقف لا أنساه حدث لى مع الشهور الأولى لعملى كملازم أول بقسم شرطة قصر النيل عام 1968، قمت بالمرور ليلاً بجوار حديقة الأندلس والتى لم أر فيها ما يلفت الانتباه سوى عامل بسيط جلس أرضًا وأمامه «نصبة شاى»، وكان الأمر سيمر عادياً لولا أننى لاحظت الجالس بجواره، كان شاباً أنيق الملبس لا يوحى مظهره أنه قد يجالس ذلك الشخص فى يوم من الأيام، دفعنى فضولى للاقتراب منهما، عندها وجدتهما يتعاطيان المخدرات، وعندما عاينت قطعة الحشيش وجدتها صغيرة جداً، لكننى اضطررت إلى الإمساك بهما لتحرير محضر. عندما خرجنا من الحديقة لاحظت أمامها سيارة فخمة ذات موديل حديث، خمنت بسرعة أنها تخص ذلك الشخص، وعندما سألته عن السيارة ارتبك وهنا طلبت منه فتح السيارة لتفتيشها، وعندما رفض زاد إصرارى، فتحتها لأجد فى انتظارى مفاجأة، عثرت فى حقيبة السيارة على جوالين من المخدرات فقمت بالقبض عليه واقتياده إلى قسم الشرطة وحررت له محضرا بالواقعة، وهذا الجزء العادى فى الموضوع، الأهم أننى مع علم رؤسائى بالأمر بدءوا يسألوننى عن كيفية إلقائى القبض على المتهم وخطتى الموضوعة، خاصة بعد أن علمت أنه مهرب دولى ومتهم فى العديد من الدول بجلب المخدرات ولحرصه الشديد لم يتوقع أن يقع فى يد ضابط شرطة مبتدئ فكر فى القيام بنزهة.

اللواء فادى الحبشى
مدير المباحث الجنائية بمديرية القاهرة سابقاً






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة