د. محمود عمارة

مقابلة الرئيس

الخميس، 16 أكتوبر 2008 12:17 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كشف تقرير التنافسية العالمى عن الجريمة التى ارتكبها هذا النظام عندما جاء بالتقرير الأخير: «أن ترتيب مصر أصبح رقم 130 من 131 دولة على مستوى العالم الثالث»، لتصبح فضيحتنا بجلاجل، ومستقبلنا على كف عفريت!

منذ ربع قرن تم تكليف الفريق كمال حسن على بتشكيل الحكومة، وكان وقتها فى زيارة لأمريكا، وفى طريق عودته للقاهرة، «بات» ليلة واحدة فى باريس، فانتهزناها فرصة لنلتقى به بمنزل القنصل العام، ليقرأ علينا قرار الرئيس مبارك له برئاسة الوزراء، وكان أول بند ينص على:

«إعادة بناء الإنسان المصرى»
ولم نهتم بما جاء بباقى البنود، فهذا «البند» وحده إذا تحقق فسيتغير وجه الحياة فى مصر التى نحلم بالعودة إلى أحضانها!!

خرجنا من الاجتماع لنجلس على مقهى «جورج سانك» بالشانزليزيه، وكل واحد منا يدلي بدلوه، ويعبر عن فرحته برئيس جمهورية مصر الذى وضع يده على أصل الداء، وكلف رئيس حكومة كان مديرا للمخابرات لديه كل المعلومات والبيانات والإحصاءات، والدعم من قمة الهرم، وخرجنا من المقهى متأكدين وواثقين من أن القضية أصبحت قضية وقت، وأن على كل مغترب منا أن يعيد حساباته، ويُجهَّز نفسه خلال عامين أو ثلاثة للعودة لاستثمار أمواله على أرض وطنه الأم وبعد عامين «شالوا» كمال حسن على، وأتوا بالدكتور على لطفى أواخر عام 86، ونحن نتساءل عن التكليف «بإعادة بناء الإنسان المصرى»، وفٍى باريس مرة أخرى التقينا بالدكتور على لطفى فى منزل السفير المحترم رفيق صلاح الدين الذى كان يشجعنا، ويُعبِّر عن رأيه بشجاعة مثلنا، طرحنا السؤال الجوهرى: ماذا تم فى تكليف الرئيس بإعادة بناء الإنسان المصرى، وبعد لف، ودوران، زاغ منا رئيس الوزراء الجديد ولم يُجِب بصراحة عن السؤال!!.

وخرجنا من الاجتماع «مُحبَطين»، وفى هذه الليلة قررت أن استثمر بولاية فلوريدا الأمريكية لاستصلح وأزرع أحراشها، وطلبت من صديقى الأستاذ محيى بدر مدير بنك الدلتا إعادة تحويل أموالى بعد أن تأكدت من أنه لا أمل فى إصلاح هذا البلد.وفى 2 مايو عام 92 اتصل بى فى أمريكا السفير سامح ضرار يطلب الاستعداد للقاء مع الرئيس مبارك بقصر عابدين مع مجموعة من عشرة شباب اختاروهم كرموز للجاليات المصرية بالخارج، وفى صالون القصر الجمهورى، استوقفنا د. عاطف عبيد، وكان وزيراً للتنمية الإدارية، ومقرباً جداً من الرئيس، وكانت الصدمة عندما قال خللى بالكوا: الرئيس عنده مشاكل كتيرة ومش ناقص.. احنا مش فى أمريكا، خليكوا لُطاف، وخففوا عليه، بلاش الأسئلة المباشرة قوى، وانتوا عارفين بقى اللى بيشتغل فى العمل العام عاوز تشجيع وكفاية اللى هوه فيه!!

تبادلنا النظرات مع رفاقنا بمعنى سيبك منه، وجلسنا مع الرئيس الذى بدا وكأنه رئيس أمريكى «يهزَّر، وينكِّت» ويدعونا للنقد لدرجة أننا اندهشنا جداً للفارق بين ما قيل لنا على الباب، وما يحدث أمامنا.

وطرحنا على الرئيس كل ما يدور بأذهاننا خلال أكثر من ساعة، وعندما حَلَّ الدور على د. عاطف عبيد، وبدون مناسبة هب واقفا، وبانفعال لا معنى له انبرى صائحاً:
«سيادة الرئيس إنك قائد المسيرة، وبك سوف نعبر إلى «آفاق جديدة»، وسوف تتحقق أحلامناعلى يديك، و.. و.. لدرجة أن الوزير عمرو موسى طأطأ رأسه أرضا وهو يبتسم فى مواجهتى، الخلاصة أنه نتيجة لعدم تنفيذ البند الأول من قرار تكليف كمال حسن على، «بإعادة بناء الإنسان المصرى»، كشف تقرير التنافسية العالمى عن الجريمة التى ارتكبها هذا النظام عندما جاء بالتقرير الأخير: «أن ترتيب مصر أصبح رقم 130 من 131 دولة على مستوى العالم الثالث»، لتصبح فضيحتنا بجلاجل، ومستقبلنا على كف عفريت!








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة