كلهم توفوا نتيجة اضطراب فى الدورة الدموية

عنابر الموت الغامض فى مستشفى الأمراض العقلية

الخميس، 16 أكتوبر 2008 12:17 ص
عنابر الموت الغامض فى مستشفى الأمراض العقلية هل يتحرك حاتم الجبلى لمحاسبة المسئولين عن تلك الكارثة؟
أميرة عبدالسلام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
61 حالة وفاة خلال عام فى مستشفيات الصحة النفسية ووزارة الصحة غائبة

ستة وخمسون عاماً من عمر «نعمة صديق» البالغ 81، قضتها بمستشفى الصحة النفسية بالعباسية دخلتها عام 1952 عام الثورة، لأنها كانت تعانى مرضاً نفسياً ومنذ ذلك التاريخ لم يزرها أحد وحتى بعد موتها لم يستلم جثتها أحد، بعدما فارقت الحياة خلف أسوار المستشفى الشهر الماضى وتم دفنها فى مقابر الصدقة.
«نعمة» آخر اسم متوفى فى سجلات مستشفى الصحة النفسية بالعباسية ولكنها لن تكون الأخيرة فقبلها كثيرون تحولوا إلى مجرد أرقام فى دفاتر الوفيات والتى تزايدت خلال الأشهر الأخيرة.. فتحنا السجلات.. رصدنا التقارير الطبية التى صدرت على أساسها شهادات الوفيات..فوجدنا أن سبب الوفاة غير منطقى.. اضطراب سواء بالارتفاع أو الانخفاض فى الدورة الدموية!
دموع لا تجف لمئات المرضى على العشرات من أصدقائهم الذين يفارقون الحياة داخل أسوار المستشفى.
واحد وستون حالة وفاة رصدتها سجلات مستشفى الأمراض النفسية والعصبية بالعباسية خلال الفترة من يناير 2007 حتى يوليو 2008 والسبب المكتوب فى معظم التقارير الطبية المستخرج على أساسها شهادات الوفاة الخاصة بالمرضى انخفاض حاد فى الدورة الدموية!! جولة سريعة نصحبكم فيها من داخل سجلات الموت بمستشفيات الصحة النفسية لنتأكد أن هناك العديد من حالات الموت الغامض خلف أسوارها لا نعرف أسباب وفاتهم... علامات استفهام كثيرة تزداد بزيادة شهادات الوفاة يوميًا.
بناء على معدل الإقامة بالمستشفى وصل عدد الوفيات فى شهر يوليو الماضى إلى 8 حالات بمستشفى الصحة النفسية بالعباسية منهم ثلاثة رجال وخمس سيدات يقيمون منذ أكثر من سنة بالمستشفى هذا بالإضافة إلى وجود حالة وفاة واحدة فى كل من مستشفى المعمورة والخانكة وحلوان وبورسعيد.
فى شهر يونيو 2008 وصلت أعداد الوفيات بالعباسية فقط إلى 5 حالات، رجل وأربع سيدات وفى باقى مستشفيات الصحة النفسية سجلت إجمالى الدفاتر 5 حالات أما شهر مايو فسجل ثلاث حالات بالعباسية وحالتين فى الخانكة وفى إبريل حالتين بالعباسية واثنتين بالخانكة ولكن المعدل انخفض فى مارس ليصل إلى حالة واحدة فى العباسية وحالة فى المعمورة وحالة بالخانكة.
شهر فبراير من العام الماضى لم يسجل أى حالة وفاة بالدفاتر ولكن شهر يناير سجل حالة وفاة غريبة دخلت مستشفى العباسية لمده أسبوع واحد ليتحول اسمها من سجل الدخول إلى سجل الوفيات، بالإضافة إلى 5 حالات وفاة فى نفس الشهر ولكن لمرضى مقيمين أكثر من سنة.
العام الماضى سجل فى دفاتر المستشفى العديد من حالات الوفاة الغامضة أيضا ففى شهر ديسمبر وصلت معدلات الوفاة إلى 5 حالات ما بين مرضى مقيمين من أسبوع وحتى أكثر من سنة أما شهر أكتوبر فسجل حالتين ونوفمبر حالتين وسبتمبر حالة واحدة.
شهر يوليو 2007 سجل أعلى معدل وفيات خلال عام 2007 حيث وصلت الحالات إلى سبع حالات كلهم بمستشفى العباسية وفى شهر يونيه توفيت حالة واحدة تتراوح إقامتها ما بين شهر وثلاثة أشهر فقط بالمستشفى.
أسبوع واحد أقامته حالة بمستشفى العباسية ثم توفيت فى شهر مايو من نفس العام ومعها أربع حالات إقامتهم أكثر من سنة ليلحقوا بثلاث حالات توفيت فى شهر أبريل.
سجلت دفاتر الموت خلال شهر مارس حالة واحدة بمستشفى العباسية وحالة أخرى بالخانكة وحالة بالمعمورة وحالة بحلوان بالإضافة إلى خمس حالات خلال شهر فبراير وأربع حالات خلال شهر يناير من نفس العام.
رحلة الموت داخل أسوار مستشفى الأمراض النفسية والعصبية بالعباسية تختلف، تتعدد، تتنوع بتنوع حالات المرضى ولكنها تتشابه فى أن تذكرتها ذهاب فقط إلى العالم الآخر وتبقى أسباب الموت غامضة.
نتعامل مع الحالة بمجرد مفارقتها الحياة كما يقول الدكتور «مودى زكى» مسئول مصالح المرضى بمستشفى الصحة النفسية بالعباسية إن المستشفى يقوم بإبلاغ قسم مدينة نصر ثان، بوفاة أى حالة والقسم يقوم بدوره بإبلاغ النيابة التى تأمر بفحص الحالة بمعرفة مفتش الصحة، الذى يستخرج شهادة الوفاة الخاصة بالمتوفى ويثبت سبب الوفاة فى تقريره الطبى.
رحلة المتوفى بعد ذلك تسير فى طريقين الأول إخبار الأهل بالوفاة واستلام الجثة ودفنها بمعرفتهم أما الطريق الثانى فيختلف باختلاف المتوفى الذى نسيه أهله أولم ينجح المستشفى فى الوصول إليهم أو رفضوا استلام جثته هنا يلجأ المستشفى إلى وضع جثته فى المشرحة لحين دفنها بالتعاون مع الحانوتى الذى يتعامل مع المستشفى بشكل دائم فى مدافن الصدقة أو فى مدافن مستشفى الخانكة.
الخانكة هو المستشفى الوحيد الذى يعالج المرضى المودعين بأوامر السلطات، المرتكبين لجرائم تحت تأثير المرض العقلى وهو المستشفى النفسى الوحيد أيضا التى يقبل دخول جثث المرضى النفسيين من كافة مستشفيات الصحة النفسية.
الجثث ليست الشىء الوحيد الذى يرفض الأهل استلامه ولكن المرضى أيضا، فالعلاج ليس السبب الوحيد لبقاء المرضى فى مستشفيات الصحة النفسية.
دراسة قامت بها إدارة مستشفى العباسية عن أسباب عدم خروج المرضى لممارسة حياتهم الطبيعية خارج أسوار المستشفى أكدت أن20 % من الأهل يرفضون استلام مرضاهم بعد تحسن حالتهم بسبب خوفهم من الانتكاسة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة