الحصانة أنواع، منها البرلمانى، والقضائى، والدبلوماسى.. والأمنى أيضا، والأخيرة يوفرها القانون لرجال الشرطة لتمكينهم من السهر على تنفيذه.
والحصانة تذهب العقل أحيانًا, يفقد حاملها صوابه، ويرى نفسه فوق القانون, يمكنه القفز فوق أى حواجز، ولا يجرؤ أحد على الاقتراب منه، ولهذا يدخل كل هؤلاء سباقًا من نوعية خاصة، يعرف باستعراض عضلات الحصانة، يحاول كل منهم أن يثبت لزملائه المحصنين أنه «أحصن»، وأن حصانته أكثر فاعلية.
«وإيه يعنى أنا مايهمنيش».. ضرب بـالبوكس.. «أنت فاكر نفسك مين».. هذه هى مفردات الصدام بين أصحاب الحصانة، آخرها كان ما قام به نقيب شرطة بالاعتداء سبًا وضربًا على قاض فى غرفة المداولة يلجأ بعدها القاضى للنائب العام ونادى القضاة لكى يسترد حقه، الواقعة الأخرى ليست بالبعيدة ففى مطار الأقصر الدولى تعرض قاضيان للضرب والإهانة أثناء دخولهما المطار على يد ثلاثة من نقباء الشرطة بمساعدة أمين شرطة آخر. هذه الحوادث وغيرها تستدعى حوادث مشابهة مثل اعتداء الشرطة على القاضى محمود حمزة وكذلك الاعتداء على وكيل نيابة سيدى جابر بالإسكندرية عام 2006. جولة صدام أخرى دارت فصولها بمدينة إدفو، عندما اقتحمت سيارة نصف نقل كمين المرور، ولم يمتثل قائدها الذى لا يزيد عمره عن 12 عامًا لإشارات رجال الشرطة له بالتوقف، فكاد أن يطيح بفتاة أمامه، وهو ما جعل نقيب الشرطة يسرع لمطاردته, ليكتشف أن الصبى هو ابن عضو مجلس الشعب عبدالحافظ هريدى، فأصر على تحرير محضر بالواقعة، بينما أسرع ابن النائب إلى هاتفه المحمول، لإبلاغ والده المحصن، وفى لحظات وفور وصول النائب انهال سبًا على الضابط، واشتبك معه بالأيدى، فأسرع الضابط إلى مديرية الأمن يطلب الحماية.
واقعة أخرى تعرض لها معاون مباحث العجوزة، اصطدم بنجل سفير إحدى الدول، يسكن بنفس الدائرة، وعجز الضابط الذى تعرض للضرب أن يأخذ حقه، فتم تسوية الموضوع بمعرفة إحدى القيادات الأمنية، بدلا من حدوث أزمة دبلوماسية، لكنه أفلت من محاولات إجباره على تقديم اعتذار للسفير. النائب أحمد أبوحجى أشهر سلاحة الخاص داخل قسم أول سوهاج وأطلق منه عدة رصاصات فى جهاز التليفزيون والفيديو الخاصين بأحد أقاربه لاتلافهما، باعتبارهما أحرازا تثبت عرض قريبه أفلامًا مخلة بالمقهى الذى يملكه، الضباط لم يصدر منهم أى رد فعل مما دفع الوزير لإصدار قرار بنقلهم جميعًا عقابًا لهم على التخاذل فى مواجهة الموقف.
سيناريو مشابه تعرض له ضابط شرطة بشارع سوريا، بمنطقة رشدى بالإسكندرية، ونال نصيباً وافرًا من الضرب والشتائم من مستشار وزوجته، لأنه أوقف سيارة زوجة المستشار، لمخالفتها قواعد المرور.