ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن دور النشر الغربية تدشن حملة للاستفادة من النجوم الساطعة جديدا فى سماء أدب العالم العربى، حيث تهدف الحملة لسد فجوة اللغة مع أكثر من 200 مليون متحدث بالعربية، وكسب مزيد من المال جراء بيع الكتب المترجمة.
أعلنت مؤسسة بلومسبيرى البريطانية أمس الأربعاء، خلال معرض فرانكفورت للكتاب عن عزمها تأسيس دار نشر جديدة باللغة العربية فى شراكة مع دولة قطر، والدار الجديدة تدعى "مؤسسة بلومسبيرى قطر للنشر"، وستكون معنية بترجمة الأعمال العربية والأجنبية.
وقال عبد الرحمن عزام المتحدث باسم الشيخة موزة بنت ناصر، زوجة أمير قطر ورئيسة المؤسسة، "إننا نركز الآن على محو الأمية، ثم سننتقل إلى التحدى الثانى وهو كيفية الانتقال من معرفة القراءة والكتابة إلى الأدب ثم إلى خلق الثقافة".
أضاف عزام أن عالم الأدب العربى كان على مشارف طفرة مماثلة لتلك التى تتمتع بها الهند، حيث حاز الهندى أرفند اديجا على جائزة الكتاب مطلع هذا العام.
أشارت الصحيفة إلى أن المشروع يأمل فى إيجاد المواهب الجديدة للاستفادة من النجاح الذى حققه علاء الأسوانى صاحب رواية عمارة يعقوبيان فى مصر، وخالد حسينى الأفغانستانى المولد، مؤلف الطائرات الورقية، حيث حققا كلا الكاتبين مبيعات دولية هائلة.
وقالت الصحيفة إن الاهتمامات الغربية بالأدب العربى قد تزايدت على الرغم من قلة نشر الأعمال الجديدة، وتعد اللغة العربية خامس أكثر اللغات تحدثا حول العالم، حيث ينطق بها ما يقرب من 206 ملايين شخص.
يرى الكثيرون من العرب أن العولمة وهيمنة اللغة الإنجليزية على العالم أثرت بالسلب فى لغتهم الأصلية، إلا أن نفط الخليج وثروات الغاز والمنافسة حثت على خلق وشراء العلامات التجارية العالمية، التى فتحت الباب نحو آفاق جديدة فى العالم العربى.
قد أعلنت دبى عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة فى وقت سابق من هذا الأسبوع، أنها تستعد لتأسيس مركز إقليمى متعدد الوسائط لتدريب وتطوير وتشجيع المواهب العربية فى مجال الصحافة والإذاعة وصناعة الأفلام والنشر، كما قام دارا نشر "راندوم هاوس" و"هاربر كولنز" الغربيين بتأسيس مكاتب لهم بدبى.
قامت مؤسسة الإمارات فى بداية هذا العام بتخصيص جائزة فى الإبداع الأدبى تقدر بـ50 ألف دولار، وقت فازت بها المؤلفة المصرية "بها طاهر"، للمساعدة على تعزيز الطابع الدولى فى الخيال الأدبى العربى.
كما قامت مؤسسة من دبى تدعى "كلمة" العام الماضى، بالإعلان عن خططها لترجمة 500 كتاب من 16 لغة مختلفة للعربية بحلول 2010.
ذكرت الجارديان أنه قبل أربع سنوات، قالت الأمم المتحدة فى تقرير لها إن نقص الأعمال الأجنبية المترجمة للعربية يمكن أن تقيد الحياة الفكرية العربية، وأشار التقرير إلى أن أسبانيا قامت فى عام واحد بترجمة نفس عدد الكتب التى ترجمت للعربية فى ألف عام.
أكدت الصحيفة أن التعاون الغربى العربى هو المفتاح فى هذا المشروع، ولقد قام معرض الكتاب بلندن هذا العام -المدعوم من المجلس الثقافى البريطانى- بالتركيز على العالم العربى.
وسوف تركز قائمة بلومسبيرى على كتب الخيال للأطفال والبالغين، والكتب التعليمية وكلاسيكيات الأدب العربى، وكذلك الكتب المرجعية.
قال ناجيل نوتن المدير التنفيذى لبلومسبيرى إن رواية عمارة يعقوبيان أوضحت مدى إمكانية اتساع الأسواق الأوروبية والأمريكية للكتب العربية.