تقبلت عزاء والدتى وأنا مكبل

الخميس، 16 أكتوبر 2008 12:12 ص
تقبلت عزاء والدتى وأنا مكبل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الندم لا يفيد .. ربما تعبر هذه العبارة عن أكثر الأشياء التى أصبحت مؤمنا بها عقب دخولى السجن ، لن يفتح الندم لي بابا، لن يعيدنى إلى دفء العائلة والأصدقاء ولن يغسل وجهى أمام الناس بعدما شوهته جدران السجن الذي قضيت داخله أكثر من عشر سنوات على ذمة القضية التى اشتهرت بقضية «نواب القروض»، وخلال مدة السجن علمت أن والدتى مريضة فحاولت أكثر من مرة أن أحصل على تصريح بزيارتها، ولكن للأسف كانت محاولاتى تبوء دائمًا بالفشل. ومع الوقت تلقيت نبأ وفاتها، ووسط حياة السجن القاسية وجدرانه العالية تتضاعف الأحزان وتتكاثر الهموم، لفراق الأحباب وللسمعة السيئة، ومع تدافع الأفكار طلب منى عدد من الزملاء وقتها أن أتقدم باستخراج إذن لتقبل واجب العزاء، ورغم معرفتى بالنتيجة مقدما طالبت إدارة مصلحة السجون التابعة لوزارة الداخلية بطلب للسماح لى بحضور جنازة والدتى، ومرت الوقت وأنا أعانى من آلام نفسية رهيبة وأدعو الله أن يمكنى من الحضور... حتى جاء الفرج بورود إخطار يفيد استجابة الداخلية بالموافقة على خروجى لعدة ساعات ثم العودة مجددا لمحبسى، وهو ما فرحت له جدا.
فى اليوم المحدد فوجئت بقدوم سيارة الترحيلات التى ستقلنى وأمامها سيارتان شرطة ظلتا تطلقان سارينة الشرطة فى إصرار عجيب، وعند المسجد المخصص لتلقى العزاء سدت سيارة الترحيلات باب المسجد لتحبس المعزين داخله، وعندما نزلت فوجئت أنهم لن يفكوا قيودى، وتقبلت عزاء والدتى وأنا مكبل اليدين فى فضيحة كبيرة اعتبرتها أصعب من سجنى، ليمر الوقت بطيئًا ولسان حالى يقول «ياريتنى ماروحت».

إحسان دياب
رجل أعمال وأحد المتهمين فى قضية نواب القروض






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة