فى الوقت الذى اختار فيه المسرحيون المصريون مواضيع محلية لتقديمها فى عروضهم المسرحية فى مهرجان المسرح التجريبى، اختارت الفرق الأجنبية مواضيع ساخنة وأحداثا سياسية تخرج من الإطار المحلى، وكانت العراق وفلسطين هما المادة الثرية فى التناول لديهم.
وجاء العرض الأسبانى "جنية أبو غريب" للكاتبة أنطونيا جيمينز والمخرج باكو بينيرو، وقد حصلا على الصور وشرائط الفيديو التى التقطت داخل سجن أبو غريب واستخدموها كوسيلة لإدانة الأمريكان، ويطالبون المجتمع الدولى بمحاكمة "بوش" كمجرم حرب.
وتقول مخرجة العرض "إننى أدين التعذيب أينما كان أصله وأينما كانت دواعيه، والمسرحية تشير إلى الأسباب التى قد تحول الإنسان إلى طاغية".
وتضيف المخرجة انطونيا خيمينيث، "اخترت قضية سجن أبو غريب لأنها الحدث الأكثر بشاعة فى حرب الأمريكان ضد العراق، ففكرة التصوير الفوتوغرافى للمارينز مع العراقيين أنفسهم وفى أشد لحظات إذلالهم، كانت هى الأكثر إهانة وإثارة للرأى العام".
العرض الأمريكى "ما الذى أعرفه عن الحرب ؟" للمخرج الأمريكى أندريا مادوكس والمؤلفة ماجو لى شيرمان، تدور أحداثه حول اعترافات مجموعة من الجنود الأمريكان الذين شاركوا فى الحرب على العراق، بل إن احدهم يشارك فعليا فى العرض كممثل ويروى تجربته الحية بعد أن قدم استقالته من الجيش ومر بفترة علاج نفسى لينسى آثار الحرب، ويفضح العرض الصور اللا إنسانية والوحشية والانتهاكات التى يتعرض لها العراقيون على أيدى الأمريكان، ويدين العرض رامسيفيلد وبوش وكونداليزا رايس ويصفهم بالمتآمرين على ضياع أمريكا.
وعلى نفس المنوال اختارت دولتا السويد والدنمارك، موضوع الحرب الأمريكية وآثارها على المجتمع العراقى، وتجاهلت العروض العربية هذه القضايا. ولكن يأتى العرض الأهم فى المهرجان هذا العام هو العرض الفلسطينى "ذاكرة للنسيان" وهو إعداد مسرحى لقصيدة الشاعر الفلسطينى الكبير محمود درويش "ذاكرة للنسيان".
والعرض يتناول تفاصيل الحصار المحكم الذى ضربه الجيش الإسرائيلى على مدينة بيروت فى أغسطس 1982، بالإضافة لتسليط الضوء على شخصية الشاعر محمود درويش وتفاصيل حياته الشخصية وخصوصياته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة