أسبوع أموال الغاز الضائعة و الآثار المسروقة

الخميس، 16 أكتوبر 2008 12:24 ص
أسبوع أموال الغاز الضائعة و الآثار المسروقة يوسف بطرس غالى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فهمى أجبر الشركات المصرية على السعر العالمى للغاز وفشل مع إسرائيل حسنى يحتفل بالاحتلال فى فرنسا ويسقط فى اختبار حماية اللوحات الأثرية

حدث واحد يمكن أن يرفع سياسيا كبيرا، أو شخصية عامة إلى قمة التأييد الجماهيرى، وحدث آخر يمكن أن يضعه فى قفص اتهام الرأى العام لأسابيع طويلة ممتدة، الأحداث والأشخاص فى حوار مستمر بين الصعود والهبوط، وهذه الصفحة ترصد الصاعدين والهابطين أسبوعيًا، وتقدم خريطة شاملة لتأثير الأحداث على الشخصيات العامة والمسئولين عبر سبعة أيام كاملة.
فى الأسبوع الأول لـ»اليوم السابع»، هذه هى قائمة الصاعدين والهابطين، يوسف بطرس غالى صاحب أسهم مرتفعة هذا الأسبوع، لفوزه برئاسة لجنة السياسات فى صندوق النقد الدولى، أما الصاعد دائما فهو عصام إسماعيل فهمى ناشر جريدتى «الدستور» و«صوت الأمة»، لشجاعته الفائقة التى مكنته من تأسيس ودعم منظومة صحفية جسورة فى مصر، وينضم الدكتور مجدى يعقوب إلى قائمة الصعود، إذ لم يكتف بما حققه من إنجازات علمية، لكنه أضاف إلى رصيده عملاً اجتماعيًا جديدًا فى مساعدة الفقراء فى مصر.
الهابطون متعددون هذا الأسبوع، لكن أبرزهم الوزير سامح فهمى، الذى لم يحرك ساكنا حتى الآن فى المفاوضات الجارية، حول بيع الغاز للأجانب بأسعار دون المستوى العالمى، وينضم إليه فى لائحة الهبوط وزير الكهرباء، الذى يفرط فى تصريحاته التى تخص استثمارات قطاع الكهرباء، بينما لا تزال خريطة القرى المحرومة من الطاقة ممتدة فى ربوع مصر، ويهبط هذا الأسبوع فاروق حسنى، الذى احتفل بنابليون بونابرت رمز الاحتلال الفرنسى لمصر، وتشاركه فى الهبوط النجمة، التى (رغم تقديرنا ومحبتنا لها) رفضت أن يوجه لها النقاد اللوم، أو يشاركوها بالنصيحة على أعمالها الدرامية هذا العام.

فوز بطرس غالى فى صندوق النقد.. انتصار يستحق التقدير
فوز وزير المالية الدكتور يوسف بطرس غالى برئاسة اللجنة الدولية للشئون النقدية والمالية بصندوق النقد الدولى سيخدم الدول النامية بصفة عامة ومصر بصفة خاصة، فالفرصة كما قال ستتاح للمشاركة بفعالية أكثر فى الحلول التى يتم طرحها لإعادة هيكلة الاقتصاد العالمى.
اختيار غالى جاء بالإجماع، وهو ما يعكس حجم الثقة التى يتمتع بها كشخصية اقتصادية لها خبرات محلية ودولية. فهو ليس جديدا على صندوق النقد، فقد سبق له أن عمل كخبير اقتصادى فى الصندوق فى الفترة من 1981 حتى 1986 واستطاع خلال هذه الفترة المساعدة فى مواجهة أزمات اقتصادية فى الأرجنتين والبرازيل.. وهو ما أهله لهذا الموقع الحساس.
كما أن غالى هو وزير المالية الأول الذى يتولى هذا المنصب من خارج الدول الصناعية المتقدمة، والتى احتكرت هذا المنصب منذ إنشاء الصندوق عام 1945، وهو ما يفتح مجالاً جديدًا فى المستويات القيادية العليا بالصندوق أمام شخصيات من خارج الدول الغربية، ويفتح أفقا لخدمة الدول النامية وليس المتقدمة فقط، فأهمية هذا المنصب فى أنه هو المسئول عن وضع استراتيجيات الصندوق للتدخل فى الأزمات الدولية، والإشراف على إدارة وإصلاح النظام النقدى العالمى، وهذا الأمر يكتسب أهمية كبرى بعد الأزمة العاصفة التى تعرضت لها الولايات المتحدة الأمريكية.
المستفيد الأكبر من فوز غالى هو الدولة المصرية والتى من المؤكد أن حصول مصريين على هذه المواقع يزيدها ثقلا فى المحافل الدولية.. ويجعلها أكثر تأثيرا فى محيطها الإقليمى، وهو ما يجعلنا نتمنى أن يفوز فاروق حسنى بموقع رئاسة منظمة اليونسكو، ودعك من أى خلافات معه، ففى هذا كما قلنا مصلحة للدولة المصرية.. وفخر لكل مصرى.

عصام فهمى.. صنع صحافة شجاعة ولم يخضع لضغوط المسئولين
ربما لا يعرف الكثير من القراء هذا الاسم.. ومعهم الحق، فهو لا يمارس الكتابة الصحفية، ولا يظهر فى المحطات الفضائية، رغم أنه صانع صحف من طراز رفيع, فهو الذى غامر بأمواله لإصدار صحيفة «الدستور» الأولى، بترخيص من قبرص، أى معرضة للإغلاق بجرة قلم من أى موظف فى السلطة الحاكمة.
ورغم هذه المخاطر لم نسمع أنه تدخل فى السياسة التحريرية، فقد كانت كلها اختيارات الزميل العزيز إبراهيم عيسى رئيس التحرير وفريق العاملين معه، فهو نوع من مُلاك الصحف يعرف أن دوره هو الإدارة وليس التحرير، أى المادة الصحفية، فرغم أنه ينتمى إلى حزب الوفد، لم يفرض الخط السياسى لهذا الحزب العريق على الصحيفة التى يملكها. وعندما تم إغلاق الصحيفة بقرار سياسى لم ييأس الرجل، ولم يفكر فى استثمار أمواله فى نشاط أقل خطورة، نشاط لا علاقة له بالألغام السياسية، ولكنه لم يفعل واشترى ترخيص جريدة «صوت الأمة» التى رأس تحريرها الزميل الكبير عادل حمودة ومن بعدها جريدة «الدستور» فى إصدارها الأسبوعى الثانى ومن بعده اليومى، وتحمل الرجل تبعات التوجهات السياسية والمعارك التى خاضتها الصحيفتان.. ولم يحدث أن تخلى عمن اختارهم لرئاسة التحرير، رغم أن الصدام مع السلطة الحاكمة وصل إلى ذروته فى قضية شائعات صحة الرئيس، وتم الحكم بسجن عيسى، لم يخرج منه تصريح مهادن أو يبدو منه أن هناك نية لتغيير السياسة التحريرية، فقد ظلت الصحيفة على ذات الوتيرة التى اختارها عيسى منذ أول عدد.
بالطبع هناك ملاحظات وانتقادات على أداء عصام فهمى فى إدارته لصحفه، ولكن لا يمكن أن ننكر فضل وشجاعة الرجل على الصحافة المصرية، وهو ما نظن أن التاريخ سيذكره بكل امتنان.

مجدى يعقوب.. الانحياز للفقراء بـ20 مليون جنيه من ماله الخاص
الدكتور مجدى يعقوب جراح القلب العالمى قام بخطوة ايجابية للمساهمة فى علاج الفقراء، فقد قرر تأسيس مركز لأبحاث أمراض القلب فى محافظة أسوان، بتكلفة 4.5 مليون جنيه. وتبرع بـ20 مليون جنيه ثمن أجهزة الأشعة المقطعية والقسطرة المتحركة لعمليات القلب وأجهزة الرنين المغناطيسى.
الحقيقة أن هذه ليست أول مساهمة للدكتور يعقوب، ولكنها الأكبر، فالرجل رغم انشغالاته وشهرته العالمية لم ينس أنه مصرى، وأن هناك واجبا عليه، حتى لو كانت مصر لم توفه حقه، أو لمع وحقق كل هذه الشهرة على أرض أجنبية.
فهناك فرق بين كبير بين أن تظلمك بلدك لأن أنظمة الحكم التى تتوالى عليها فاشلة، ولا تقدر قيمة الموهوبين.. وبين المصريين أنفسهم الذين يحتاج معظمهم وبدون أدنى شك لعلاج محترم.. وهذا ما فعله الدكتور يعقوب,
على الجانب الآخر فهذه السلطة الحاكمة فاشلة فى الاستفادة من العلماء العظام فى الخارج، فالدكتور أحمد زويل أقيمت له الاحتفالات وصورت المحطات التليفزيونية ونشرت الصحف صوره مع المسئولين الكبار.. وفى النهاية مات مشروعه الكبير لتأسيس مدينة علمية، وهو ما سيتكرر مع الدكتور مصطفى السيد الذى حصل على أرفع وسام أمريكى سلمه له الرئيس بوش، وذلك بسبب مساهماته الرفيعة فى أبحاث النانو تكنولوجي. فالمركز القومى للبحوث قرر الاحتفال بالرجل.. وستحتفل به العديد من الجهات.. وللأسف فى الغالب سينتهى الأمر إلى لا شىء. فمتى نستطيع الاستفادة الحقيقية من النابغين فى الخارج؟

وزير البترول حازم مع شركات الداخل ومتراخٍ مع إسرائيل
وزير البترول المهندس سامح فهمى قام بتعديل عقود الغاز مع أكبر شركتين تقومان بتصدير الغاز الطبيعى المصرى لإسبانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وهذا سيحقق عائدات إضافية تصل إلى 350 مليون دولار خلال العام الحالى، وسوف تزيد هذه العائدات سنويًا.
ولكن لماذا لم يفعل الوزير ذات الأمر فى باقى العقود الخارجية، خصوصًا مع إسرائيل،والعديد من الدول الأخرى
الوزارة تبرر موقفها دائما بأن الشريك الأجنبى هو الذى يبيع الغاز للخارج ،أو أن الشركات العاملة فى مصر هى التى تقوم بتصدير الغاز وليست الحكومة أو الوزارة، وهذا منطق مغلوط لأن الوزارة هى المسئول الأول عن الغاز المصرى.
فإذا علمنا أن مصر تبيع المليون وحدة حرارية فى المتوسط بثلاثة دولارات فقط، ويحتوى برميل النفط على 6 ملايين وحدة حرارية، بما يعنى أن سعر برميل البترول يصل إلى 18 دولارا، فى الوقت الذى يتجاوز فيه سعر برميل البترول 90 دولارا، وهذا معناه أننا نخسر أكثر من 70 دولارا فى البرميل الواحد. صحيح أن الوزير قال إن العائدات الإضافية المتوقعة نتيجة تعديل الأسعار خلال الفترة المتبقية من تعاقدات التصدير تقدر بحوالى 19 مليار دولار (إذا تمت هذه التعديلات) ،وأنه تجرى حاليا مراجعة لباقى عقود التصدير، بما يتماشى مع المتغيرات العالمية فى أسعار الطاقة. ولكن السؤال إلى متى ننتظر ؟! فى الوقت الذى تقول فيه معظم الدراسات إن الاحتياطيات المصرية من الغاز- ورغم الاكتشافات المتتالية- سوف تتعرض للنضوب بحلول عام 2020. ثم لماذا كل هذا الحسم مع شركات الداخل.. وكل هذا التباطؤ مع الخارج؟ ثم لماذا تستثنى إسرائيل دائمًا من أى تعديل فى مصلحة المصريين؟

فاروق حسنى يحتفل باحتلال نابليون لمصر فى باريس
عدة أحداث شهدها هذا الأسبوع جعلت وزير الثقافة فاروق حسنى من الهابطين، فقد شارك فى الاحتفال بمعرض «نابليون ومصر»، وصدر حكم على مدير مكتبه السابق «أيمن عبدالمنعم» بالسجن عشر سنوات فى قضية رشوة، والثالث سرقة لوحتين للفنان حامد ندا من دار الأوبرا.
قد يرى الوزير أن الاحتفال بالحملة الفرنسية ضد مصر بعد مرور كل هذا الزمن، أمر مقبول؛ لأن لها فى رأيه ورأى البعض أثرًا ثقافيًا من الصعب تجاهله، وربما لذلك حاول منذ عدة سنوات الاحتفال بالذكرى الـ200 لها، وهو ما لم يحدث بسبب المعارضة الشديدة التى حدثت وقتها، ولكن من الصعب قبول أن يتم الاحتفال بقائد عسكرى هو نابليون، والفارق كبير، فالحملة كانت تضم علماء من مختلف التخصصات، وكان معها بجانب المدافع المطبعة، أما نابليون فهو رجل عسكرى لا أكثر ولا أقل، ناهيك عن أنه اعتقل وقتل وشرد، وانتهك من الحرمات والمقدسات الكثير، فكيف يحتفل الوزير برجل عسكرى أيديه ملوثة بالدماء؟
ربما لو كان الاحتفال بشخصية مثل العالم الفرنسى شامبليون الذى استطاع أن يفك رموز حجر رشيد، لكان مقبولا.
ونرجو ألا يعتبر الوزير أنه غير مسئول عما فعله «أيمن عبدالمنعم»، فهو الذى اختاره، مثلما اختار من قبل سكرتيره محمد فودة، نعرف أن هذا لا يحمله المسئولية الجنائية، ولكنه يتحمل دون أدنى شك المسئولية المعنوية، وهى المسئولية التى يتحملها لاحتراق المسرح القومى، وسرقة لوحات الفنان الكبير حامد ندا من دار الأوبرا.. لكنه هو المسئول عن اختيار الموظفين وصنع السياسات التى أدت إلى هذه الكوارث.

دكتور حسن يونس وزير التصريحات الوردية
وزير الكهرباء الدكتور حسن يونس ملأ الدنيا تصريحات عن التوسع فى المحطات النووية، وأن مصر دخلت عصرًا جديدًا، ستصل فيه الكهرباء إلى مختلف القرى والنجوع، ولكن على أرض الواقع لن تجد الكثير.
فقد صرح بأن الوزارة قدمت لمحافظتى شمال وجنوب سيناء استثمارات فاقت 6 مليارات جنيه، وصرح أيضًا بأنه تم التعاقد على معظم عمليات مشروعات الكهرباء المقرر تنفيذها خلال الخطة الخمسية 2007 /2012 بتكلفة إجمالية للعقود الثلاثة بلغت نحو 10 مليارات جنيه مصرى، كما أعلن انتهاء جميع شركات الكهرباء من تنفيذ برامج الإحلال والتجديد للشبكة لمواجهة الأحمال المتزايدة.
فأين كل ذلك على أرض الواقع؟
لن تجد شيئًا، فمازالت هناك أماكن كثيرة تعانى من القطع المتكرر للكهرباء، ناهيك عن عدم وصول هذه الخدمة الحيوية لأماكن أخرى، بل إن الوزير ناقض نفسه وحذر من ارتفاع الأحمال على محطات الطاقة، نتيجة لانتشار مكيفات الهواء، وأننا قد نتعرض لأزمة طاقة كهربية.

فأى تصريحاته نصدق؟
نصدق الواقع.. فقد قام الوزير برفع أسعار فاتورة الكهرباء ليزيد أعباء المواطنين الذين يئنون من ارتفاع الأسعار.. ولم يفلح كلام الدكتور يونس حول تأهيل مصر لاستخدام الطاقة البديلة كالشمس والرياح فى أن يخفف منها.
كيف يخفف منها مجرد كلام؟
فالوزير مثل بعض المسئولين لا تشعر أنهم يعيشون فى بلدنا.. إنما يعيشون فى واقع افتراضى صنعوه لأنفسهم ويريدون منا أن نقتنع بأنه الحقيقة.

يسرا هاجمت النقاد.. ثم اتهمت الجمهور إنه «مفهمش»
لم تكتف الفنانة يسرا بمهاجمتها للنقاد الذين أبدوا ملاحظاتهم على مسلسلها «فى إيد أمينة»، بل قالت على الجمهور إنه لم يستوعب أحداث وقضية المسلسل، وتجاوزت كل الحدود عندما صرحت «اللى مش عاجبه يسرا يروح يتفرج على حد غيرها»، وذلك بدلاً من مراجعة نفسها، خاصة أن مخرج المسلسل محمد عزيزية اعترف بوجود بعض الأخطاء نتيجة الاستعجال.
يسرا فاتها أن أى فنان مهما كان حجم موهبته، من الجائز أن يقدم عملاً دون المستوى ويخونه التوفيق.. ثم إن أى عمل فنى مهما كانت جودته من المستحيل أن يكون كاملاً، فالكمال لله وحده.
يسرا، تريد من النقاد ومن الجمهور أن يصفقوا لها «عمال على بطال».. فهذا فى رأيها هو دورهم الوحيد.. فهى لا تخطئ، وكيف تخطئ وهى النجمة الكبيرة، فهى لا يمكن أن تتصور أن عالم الصحافة الذى قدمته فى المسلسل لا علاقة له بالواقع، بالمعنى المهنى، وكان عليها أن تتواضع قليلاً هى والمؤلف والمخرج وأن يسألوا حتى لا يقعوا فى هذه الأخطاء الفادحة؟!
ثم إذا كانت غاضبة كل هذا الغضب.. فهل نغير لها هذا الجمهور ونأتى لها بجمهور آخر تضع هى شروطه، هل نقوم بتصنيع جمهور ونقاد يستطيعون فهم هذا المسلسل؟
الفنان الكبير، وهى كذلك، هو الذى يستفيد من أخطائه يراجع نفسه، حتى يتعلم ويطور قدراته حتى يظل نجمًا محبوبًا.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة