أزمة عالمية تهدد مصر والحكومة مطمئنة.. حبس للصحفيين وعفو رئاسى منقوص.. وتخفيض المعونة الأمريكية ..انخفضت الأسعار فى العالم كله.. لكنها ثابتة فى مصر

أمريكا تستعيد الكساد الكبير بالأبيض والأسود
وسط حالة الفزع من الأزمة المالية العالمية، يستعيد الأمريكيون والأوروبيون، يوم 24 أكتوبر 1929، أو «الخميس الأسود»، عندما انهار وول ستريت، وأفلست البنوك وأغلقت المصانع أبوابها، وانهار النظام الاقتصادى فى فرنسا وإيطاليا وإنجلترا وألمانيا، وكانت سنوات الكساد الكبير، الذى أرجعه الاقتصاديون وقتها إلى التوسع فى الاستثمار والإقراض. بعد تسعة وثمانين عاما، تكررت الأزمة لتطرح أسئلة عن مصير النظام الرأسمالى، فقد أدى الكساد الكبير لإعادة النظر بسياسات آدم سميث الداعية إلى عدم تدخل الدولة، وبداية عهد تطبيق نظرية كينز، التى تحمل الحكومة مسئولية التخلص من الركود. اليوم يستعيد الأمريكيون ذكريات الكساد الكبير، ويطرحون أسئلة حول مستقبل العهد الأمريكى كله، وجاء عدد مجلة تايم فى 13 أكتوبر حاملا على غلافه صورة أمريكا عام الكساد الكبير بالأبيض والأسود، وفى الداخل صورتان لوول ستريت فى الأزمتين والفرق هو اللون، مع أسئلة: هل انتهى العصر الأمريكى؟ وكيف يمكن أن يساعدنا التاريخ فى تجاوز الأوقات الصعبة.
لقد توطدت نظرية كينز فى أزمة الكساد الكبير، ويبدو أن الرأسمالية تبحث عن نظريات جديدة يمكنها تجاوز أوقاتها الصعبة؟

العالم كله مشغول بمواجهة الأزمة العالمية، وحكومتنا تصر على أننا فى أمان تام، بعيدًا عن الأزمة، وبينما انخفضت الأسعار العالمية ظلت الأوضاع عندنا كما هى، ورئيس الحكومة الدكتور أحمد نظيف حريص فقط على نسبة النمو التى بلغت 7 %، وتبدو الحكومة أحيانًا سعيدة بالانهيار العالمى الذى أبعد عنها الاتهامات بالفشل والتقصير فى مواجهة الحرائق، وكارثة الدويقة. الصحفيون أمام المحاكم فى قضايا مرفوعة من أعضاء الحزب الوطنى، بينما رئيس الجمهورية والذى هو رئيس الحزب الحاكم، يصدر قرارات عفو عن صحفى، ولا يتدخل فى منع أعضاء الحزب من رفع دعاوى، أو إصلاح التشريعات المعوجة.
ادعاءات حكومة نظيف بأن مصر بخير تكذبها حرائق طائفية تنتشر فى القاهرة والصعيد، وعمارات تتساقط على ساكنيها.

هل خدعت حكومة نظيف الشعب والرئيس بنفى تأثيرات الأزمة العالمية؟
بينما اشتعلت الأزمة المالية العالمية، إفلاس بنوك وسقوط بورصات، ظلت الحكومة عندنا تضع أيديها فى ماء بارد، وتطلق التطمينات بأن مصر بعيدة عن الأزمة، العالم كله قلق من الأزمة أمريكا وأوروبا واليابان والصين، ومصر مطمئنة، فى البداية قال رئيس الوزراء إن الاقتصاد المصرى بخير، وإن كل همنا الحفاظ على نسبة نمو 7 %، البورصة المصرية شهدت انهيارات كبيرة ورأت أيامًا سوداء، وظلت الحكومة مطمئنة، على عكس تصريحات وبيانات عالمية تشير إلى تأثر الدول المختلفة فى ظل اقتصادى عالمى يرتبط بعضه ببعض. وعندما عقدت مؤتمراً صحفياً اختلفت لغة الحديث وواصلت الحكومة إطلاق تطميناتها على أحول الإقتصاد وسوف تكشف الأيام القادمة عما إذا كانت الحكومه صادقة أم أنها تخدع الرأى العام.

هل يحل العفو الرئاسى مكان القانون فى قضايا الصحفيين؟
الصحافة انشغلت بالمحاكمات، ووقف ستة رؤساء تحرير أمام المحاكم فى يوم واحد، حجزت قضية رؤساء التحرير الأربعة للحكم فى ديسمبر، وأجلت قضية أحمد عز ضد عبدالحليم قنديل لنوفمبر، وغرمت جنايات الجيزة عادل حمودة ومحمد الباز 80 ألف جنيه لكل منهما فى قضية شيخ الأزهر، كل هذا قبل مرور أسبوع على قرار العفو الرئاسى عن إبراهيم عيسى رئيس تحرير الدستور، وهو ما يعنى أن يواصل الصحفيون الوقوف أمام المحاكم خلال الشهور القادمة، والعقوبات إما حبس مع العفو الرئاسي، أو غرامة ضخمة بدون عفو.
خاصة أن الحكم بالغرامة فى قضايا السب والقذف، يمثل إيذاء للصحف والصحفيين، مع الأخذ فى الاعتبار أن القضايا المرفوعة ضد الصحفيين تأتى من قبل أعضاء فى الحزب الحاكم، وتستند إلى مواد مطاطة ولا تتعلق بالسب والقذف أو حقوق الأفراد، وفى حالة استمرار القوانين والتشريعات التى تعاقب بالحبس على جرائم مطاطة، ينتظر أن يواصل أعضاء الحزب الوطنى رفع القضايا ضد الصحفيين، ويتفرغ الرئيس لإصدار قرارات عفو.
كما أن الاعتماد على تدخل الرئيس يجعل التعامل مرهونا بإرادة فرد، وينتقص من الشرعية، ويجعل الرئاسة فوق القانون والدستور، وربما يكون أوقع لو تدخل الرئيس لإنهاء التشريعات المعيبة والقوانين القادمة من القرون الوسطى.

210 ملايين دولار خصمت من المعونة الأمريكية لمصر.. إسرائيل أم سعد؟
الكونجرس الأمريكى خفض قيمة المعونة الاقتصادية والعسكرية لمصر بنسبة 12 % مقارنة بالعام الماضى، لتصبح 1.5 مليار دولار بدلا من 1.71 مليار دولار.
210 ملايين دولار مرة واحدة، صحيفة «وورلد تريبيون» نقلت عن مصادر فى الكونجرس أن المعونة العسكرية ستتحدد وفقا لتطور التعاون الأمنى مع إسرائيل، وتحسين سجل القاهرة لحقوق الإنسان، ولا نعرف ما إذا كان تخفيض المعونة استجابة لمطالبات أشخاص مثل الدكتور سعد الدين إبراهيم أم تأثيرات قضية أيمن نور.

انخفضت الأسعار العالمية.. فلماذا لم تنخفض عندنا؟
عند كل ارتفاع فى أسعار السلع والخامات تسارع الحكومة بالحديث عن السعر العالمى، لكن عندما تنخفض الأسعار فى أنحاء الدنيا، تنسى الحكومة السعر العالمى، وتعمل محليا. الأزمة المالية أدت لانخفاض كبير فى أسعار السلع، انخفضت أسعار الحديد بنسبة 40 %، والسلع الغذائية والعقارات بنسب تتراوح بين 20 و30 %، لكنها ظلت فى مصر ثابتة، وهو أمر أثار دهشة المراقبين، خاصة أن الحكومة بررت الارتفاع بالأسعار العالمية، وعندما انخفضت التزمت الصمت والعقارات التى اشتعلت أسعارها بشكل غير مبرر.

من المستفيد من استمرار أزمة دير أبوفانا؟
لا يبدو أن قضية دير أبو فانا فى سبيلها إلى الحل، ومنذ اشتعلت الأحداث نهاية مايو الماضى، عقدت جلسات عرفية ووعود بصلح لم يتم، ومؤخرًا أعلن زكارى كمال محامى دير أبوفانا عن قرب الانتهاء من إعداد الاتفاق النهائى مع رهبان الدير، لكن أعضاء اللجنة العرفية لا يعرفون شيئًا.
التصريحات المتضاربة لمحامى الدير، ومحامى العرب تشير لوجود أطراف لها مصالح من استمرار الصراع. حتى لو أدى لتجدد الأحداث الطائفية.

هل تنجح جميلة فى دعم أيمن أمام البرلمان الدولى؟
جميلة إسماعيل زوجة أيمن نور رئيس حزب الغد المسجون ومقررة اللجنة الوطنية للدفاع عنه موجودة فى جنيف لعرض شكوى أمام اللجنة البرلمانية الدولية يوم السبت الماضى باعتبار نور برلمانيًا معارضًا تم اعتقاله، ويتعرض لانتهاكات، فى مواجهة وفد يعبر عن وجهة نظر الحكومة، الوفد الذى يضم مصطفى الفقى وعبدالأحد جمال الدين ومحمود أباظة وآخرين قدم دفوعه على اعتبار أن نور متهم بالتزوير، وقد أثار تقدم جميلة بشكوى دولية انتقادات لها، بينما ترى هى أن رفض التماسات العفو عنه يمثل تعنتا لا حل له إلا المساعى الدولية، فهل تنجح جميلة، فيما فشلت فيه طوال عامين؟

محيى الدين هل يتراجع عن مشروع قناة البورصة؟
قبل أيام من الأزمة العالمية التى اجتاحت الاقتصاد الأمريكى، كانت هناك مفاوضات تجرى بين وزير الاستثمار وإعلاميين مختصين فى الفضائيات، المفاوضات تجهز لإطلاق قناة فضائية تختص بالبورصة لتكون أول قناة مصرية تركز على أخبار البورصة وشئونها، لكن جاءت الأزمة العالمية والانهيار فى البورصة المصرية الضعيفة أصلا لتطرح سؤالا مهمًا: هل يتوقف مشروع قناة البورصة استنادا إلى انخفاض الجدوى الاقتصادية، أم يؤجل؟

أين النسيج الواحد وسط كل هذه الطائفية؟
مسلسل الحوادث الطائفية أصبح مثل مسلسلات التليفزيون، ويمكن لأقل شرارة أن تشتعل معارك يسقط فيها قتلى وجرحى، خلال أسبوع واحد وقعت ثلاث حوادث طائفية، أخطرها فى الأميرية بالقاهرة عندما سقط أحمد صلاح شاكر قتيلا برصاص أهل زوجته التى أسلمت وتزوجته.
وفى المنيا قتل مسيحى على خلفية مشاجرة ومعاكسات بنات، وفى قنا نجا ثالث من القتل بعد اتهام متطرفين مسلمين له بإهانة الإسلام. تكرار الحرائق الطائفية الصغيرة يهدد باشتعال المزيد.

إسرائيل فى أفريقيا هل تمثل خطرا على النيل؟
من أين أتى وزير الرى بكل هذا الاطمئنان وهو ينفى وجود أى خطر من الوجود الإسرائيلى فى وادى النيل. إسرائيل موجودة فى أفريقيا تبيع السلاح، وتشارك فى مشروعات مع دول نيلية، وحاولت من قبل التنسيق مع إثيوبيا للتأثير على حصة مصر والسودان من ماء النيل كل هذا يحتاج إلى بعض القلق والانتباه وليس الاطمئنان.