بعض الجمل الحوارية التى وردت أثناء المواجهة بينه وبين أبيه الذى طلق أمه وتخلى عن أولاده جاءت نسخة كربونية من نفس المواجهة بين «أحمد» وأبيه يحيى الفخرانى فى مسلسل «حمادة عزو»
ما الذى يمكن أن تفعله فينا القبلات المسروقة؟ إنها تمنحنا إحساسًا هائلاً بالإثارة الذى يسبق عادة اللذة المختلسة، ترتعش معها الشفاة وتتعالى نبضات القلب وترتفع درجة حرارة الأنامل،
نحن نحاول أن نختصر لذات الدنيا فى لحظات، ونطفئ نار الشوق فى دقائق، لكن ما يحدث هو أن جذوة الرغبة تظل متقدة، وأشواق الجسد لا ترتوى أبدًا!
هكذا يبدو أن فيلم «قبلات مسروقة» له من اسمه نصيب، فهو يقدم لوحة بانورامية ثرية لأزمة جيل تطحنه التناقضات ويفترسه الحرمان عبر 8 وجوه شابة تتقاسم البطولة الجماعية وتعزف بمهارة على وتر البطالة والجنس والزواج العرفى والدعارة، ولكن يظل الفيلم رغم الإيقاع السريع اللاهث، والجرأة فى طرح قضايا الجيل، من خلال حكايات متفرقة لشلة زملاء فى الجامعة، يفتقد لشيء ما شىء أقرب إلى الإشباع وأشبه بالخصوصية، ربما لحرص صناعه على طرح كل هذا الكم من القضايا دفعة واحدة، وربما لأن طريقة تناول كل قضية جاءت على نحو مكرر ومألوف لما اختبره المتفرج فى أفلام - بل ومسلسلات - أخرى!
أحمد عزمى لم يقدم جديدًا فى هذا الدور، فهو رغم أدائه المقنع وحضوره اللافت إلا أنه استهلك نفسه تليفزيونيًا فى دور الشاب المكافح المحبط خصوصًا عندما يقع فى غرام زميلته التى تنتمى - على النقيض - لطبقة ثرية ناعمة، والغريب أن بعض الجمل الحوارية التى وردت أثناء المواجهة بينه وبين أبيه الذى طلق أمه وتخلى عن أولاده جاءت نسخة كربونية من نفس المواجهة بين «أحمد» وأبيه يحيى الفخرانى فى مسلسل «حمادة عزو» راندا البحيرى فى دور «هالة» الفتاة البسيطة المؤمنة بالحب والكفاح مع زميلها لم تقدم هى الأخرى إضافة جديدة، اللهم باستثناء المزيد من الانتشار، أما مفاجأة الفيلم بحق فهى هذا الوجه الجديد الذى قام بدور «مروى»، فقد أجادت هذه الفنانة الشابة فى تجسيد حيرة الفتاة الثرية العاشقة لزميلها الفقير.
ولم يخل رسم الشخصيات وتطور الأحداث من بعض المفارقات مثل «ندى» الفتاة الجامعية التى انتحرت حرقًا بسبب اضطرارها للعمل فتاة ليل حتى توفر لقمة العيش لأخواتها وأمها، والغريب أن حدثًا هائلاً ومفصليًا فى البناء الدرامى كهذا مر مرور الكرام فلم يعلق عليه أحد من الشلة ولم يثر أى ردود أفعال من أى نوع!
ويحسب للمخرج خالد الحجر قدرته على ضبط هذا الأداء الجماعى لممثلين لم يبلغوا درجة الاحتراف بعد، فضلاً عن شد انتباه المتفرج من خلال إيقاع سريع، مشدود بمساعدة كاميرا د. رمسيس مرزوق، مدير التصوير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة