3 أحزمة أمنية لحماية سفير مصر فى بغداد

الخميس، 16 أكتوبر 2008 12:17 ص
3 أحزمة أمنية لحماية سفير مصر فى بغداد هل تحمى الإجراءت الجديدة البعثة المصرية من الانفجارات المستمرة ؟!
أحمد عليبة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مصادر: رئيس البعثة دبلوماسى بخلفية أمنية.. وزار بغداد بصحبة أبو الغيط

وزارة الخارجية تقف على ساق واحدة هذه الأيام، وتتكئ على سيقان أجهزة أمنية أخرى تجرى بدورها استعدادت مكثفة أشبه بالاستعداد لدخول حرب.. الكل مرتبك قبل تنفيذ عملية إرسال السفير المصرى إلى بغداد التى تحددت ملامحها، وتحدد موعدها بين دائرة ضيقة للغاية من صناع القرار الأمنى والدبلوماسى فى الوزارة.
السؤال من وجهة نظر الشارع هو: ما ثمن عودة سفير مصرى جديد إلى العراق؟ وهل حصلت الخارجية المصرية على ضمانات أكيدة من الجانب العراقى لعدم تكرار السيناريو الأسود الذى خلفه حادث مقتل سفير القاهرة السابق فى بغداد؟ وهل سيكون للسفير الجديد دور دبلوماسى حقيقى على خريطة تموج بالدم، ويخط حدودها أكثر من 60 فصيلا مسلحا، وحكومة اتهمت بالطائفية والعمالة للاحتلال؟...
السفير عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية السابق يشير إلى أن واشنطن ظلت تضغط على مصر طوال الوقت لإرسال سفيرها إلى هناك. ويضيف: الولايات المتحدة الأمريكية مارست ضغوطها على الدول العربية أيضا كمؤشر نجاح على مدى حالة الاستقرار الأمنى، ولإحداث نوع من التوازن الناتج عن النفوذ الإيرانى المهيمن على الساحة العراقية. لكن د. إبراهيم نوار المستشار السياسى لبعثة الأمم المتحدة السابق فى بغداد يرى أن الوضع الأمنى العراقى ليس كما قد يتبادر إلى الذهن وأبعد مما يمكن تصوره للاطمئنان على بعثة مصرية دبلوماسية فى بغداد.
الأشعل لم يستثن جملة المخاوف التى تحيط بمهمة البعثة المصرية المزمع إرسالها إلى هناك لحين التأكد من مدى جدية الوعود العراقية والأمريكية بإسباغ الحماية اللازمة عليه. نوار هو الآخر نبه إلى مخاطر الاستعجال فى الدراسات الأمنية التى قامت بها مصر للوضع فى بغداد اعتمادا على الترتيبات التى من المنتظر أن تجرى، وهى ترتيبات أمنية مشتركة.
مصدر مطلع قال لـ «اليوم السابع»: فى الأسبوع الماضى زار مدير مكتب طارق الهاشمى نائب الرئيس العراقى القاهرة وحمل معه ملفات وخططا لم يعلن عنها، بالتأكيد تم التطرق إلى مسألة توفير حماية قصوى للسفير المصرى قبل أن تطأ أقدامه أرض العراق.
مصر من جانبها لم تنتظر مجىء مدير مكتب الهاشمى إلى القاهرة، وفتحت قنوات اتصال كثيرة مع جميع القوى السياسية بما فيها الشيعة والتيارات الأقرب إلى مصر، خاصة التيار الصدرى الذى أرسل أكثر من مرة المتحدث الرسمى باسمه صلاح العبيدى إلى القاهرة لعرض رؤية التيار، وتقديم عربون المحبة للقاهرة.
اللواء سامح سيف اليزل خبير شئون الأمن القومى ومصادر أخرى كشفت عن أن مصر عكفت منذ يوليو الماضى على البحث فى إمكانية التعاطى مع الوضع الأمنى فى العراق، وقال اليزل: أكثر من بعثة مصرية أمنية توجهت إلى العراق للوقوف على جدوى الحالة الأمنية هناك، واستقرت على أن الوضع أفضل مما كان عليه، وكل التقارير التى تقدمت بها لاتزال حتى اللحظة مبدئية، وآخرها التقارير التى قدمت أثناء الزيارة الأخيرة للوفد المصرى، وأضاف: لكن من المهم القول بأنه تم الاستقرار على مقر السفارة المصرية داخل المنطقة الخضراء المحصنة أمريكيا، حيث عرض على الوفد المصرى ثلاثة مقار، تم اختيار واحد منها، وحصل الوفد على تعهدات واضحة من الجانب العراقى الذى استوعب على ما يبدو درس حادث السفير المصرى المغدور.
مصدر دبلوماسى ألمح إلى أن المكان الذى وقع عليه الاختيار كمقر للبعثة المصرية تمت دراسته بعناية، وأن القوة التى ستتشكل لحماية المقر الدبلوماسى والسكنى داخل المنطقة الخضراء مدربة على أعلى مستوى أمنى، وأن هذا المستوى التأمينى تم الاتفاق عليه فى نطاق ثلاثة أحزمة أمنية رئيسية، الحزام الأول عبارة عن القوة المصرية الأمنية الخاصة التى سوف ترافق السفير فى مقره الدبلوماسى والسكنى وقوامها على نحو تقريبى 15 فردا. والحزام الثانى سيكون عبارة عن قوة مشتركة عراقية أمريكية، والقوة الثالثة ستكون الحزام الأخضر نفسه المحاط بسياج أمنى أمريكى، واشار هذا المصدر إلى أن قيادة القوة الأمنية التى سترافق السفير صاحبت أبو الغيط واطلعت بنفسها على حالته وعاينته على الطبيعة.
اللواء اليزل لم يختلف كثيرا مع هذه الرواية وقال: هناك تأكيدات بأن أمن السفير ليس محل شك، لكن القوة المصرية التى سترافق السفير ستكون أكثر من 15 فرداً، ولن تشارك شركات أمن خاصة فى عملية الحماية مثل بلاك ووتر، حيث قدمت الولايات المتحدة عرضا بذلك سارعت مصر برفضه، وهناك ضمانات واتفاق شبه نهائى على هذا الموقف. ستوضح ملامحه النهائية خلال الأسبوعين المقبلين.
أما أحدث المعلومات حول السفير المزمع إرساله إلى العراق أنه سيكون دبلوماسيا مدربا أمنيا ومخابراتيا على التعامل مع الوضع العراقى، ولن تكون شخصية عسكرية أو أمنية، هذا ما أكدته الكثير من المصادر، وقال اللواء اليزل: السفير سوف يكون دبلوماسيا ومن وزارة الخارجية وسيكون مؤهلا بالقدر الكافى أمنيا واستخبارتيا، وحاصلا على دورات فى هذا الشأن».






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة