المكان: مستشفى المطرية التعليمى، الزمان: التاسعة والنصف مساء, الحدث: حريق بالدور الثانى وقسمى العناية والرعاية المركزة للمخ والأعصاب, الخسائر: وفاة حالتين من المرضى متأثرين باختناق ووصول حالتين أخريين إلى حالة حرجة إثر خروجهما من الرعاية، وفصل أجهزة التنفس الصناعى عنهما.
حتى الساعة التاسعة والنصف مساء والأمور كعادتها فى المستشفى الذى لا يخلو من العويل والصراخ أمام بوابته وقسم الطوارئ, ليس عويلا مرضيا خالصا, بل اعتراضا على جبروت إدارة المستشفى التعليمى – المجانى - الذى يجبر المرضى على دفع مبلغ مالى – تحت الحساب - لا يقل عن 550 جنيها، إذا لم يتعد الأمر إجراء إسعافات أولية للمريض، وضعف المبلغ إذا تطلب إجراء عملية أو دخوله قسم العناية المركزة, بالإضافة إلى 175 جنيها ثمن كيس دم, احتاجه المريض أو لم يحتاجه.
الكارثة بالتفصيل: عود كبريت مشتعل تم إلقاؤه فى غرفة تستعمل كمخزن للبطاطين والملاءات والكراسى الطبية الخاصة بالمعاقين وبعض الأجهزة الطبية, تولى عود الكبريت أمر الغرفة والدور الثانى بالكامل.
تم إخلاء عنابر المرضى وأقسام الرعاية والعناية المركزة، وألقى جميع المرضى المحتجزين فى الشارع، تحديدا على الرصيف الملاصق لبوابة المستشفى. تم استدعاء عربتين من عربات المطافئ بعد فشل كل جهود الأمن فى السيطرة على الحريق بواسطة طفايات الحريق الخاصة بالمستشفى، والذى أثبت محضر الشرطة رقم 10129 الخاص بالحريق تلفها تماما وعدم صلاحيتها للاستعمال.
◄أحاط رجال د. أسامة جميل مدير المستشفى سور المستشفى من الجانبين، مانعين دخول أو خروج أى شخص, واعتدوا بالضرب على الإعلاميين والصحفيين الذين حضروا لتغطية الحدث, وبالفعل لم يتمكن مصور اليوم السابع من الدخول، إلا أننا استطعنا النفاذ إلى الداخل بعد تدخل مأمور قسم المطرية العميد سعد رجب ونائبه المقدم هشام أبو زيد لحمايتنا, اللذين حضرا فورا لمعاينة الحريق وحالة المستشفى.
◄الحالتان اللتان توفيتا اليوم إثر الاختناق ومنع وصول أجهزة التنفس الصناعى إليهما، كانتا ملقتين أمس بعد إخماد الحريق أمام قسم الطوارئ, ولم تتلقيا أى إسعافات أولية حتى الرابعة فجرا.
◄محمد فراج، أقارب أحد المرضى الذين تم الإلقاء بهم خارج المستشفى لساعات دون نقلهم إلى مستشفى أخرى أو إجراء أى إسعافات أولية لهم, أكد لنا أن المستشفى ألقت بأخيه وبمرضى آخرين فى الشارع دون رحمة، ولم يسمحوا لهم بالدخول بعد إخماد الحريق للاطمئنان عليهم وحتى الآن.
◄على الرغم من وصول أخبار لنا بأن هناك حالات توفيت وأخرى مازالت حرجة، لكننا لم نستطع معرفة أسماء هؤلاء المرضى.
الغريب فى الأمر أنه على الرغم من كل ما حدث، لم يحضر مدير المستشفى ولم يتابع بنفسه أحوال المرضى والمستشفى، واكتفى بأن أرسل بدلا منه الدكتور مجدى خلف، نائب مدير المستشفى ورئيس قسم المخ والأعصاب، لمتابعة الحادث.
وأرجع أمن المستشفى عدم مجيئه إلى خوفه من انتقام أقارب المرضى منه بسبب ما حدث لذويهم، وعندما تحدثنا مع د. أسامة جميل عبر التليفون قال لنا: لستم جهة رقابية لكى تحاسبوننى, "انتوا عالم فاضية بتدور على الفضايح والصحافة لم تعد لها وظيفة سوى الاهتمام بصحة الناس! لدرجة أن الشائعات الصحية طالت صحة الرئيس", سألناه عن أسباب الحريق وما يتردد عن ارتباط الحريق بإخفاء معالم سرقة جهازى رسم القلب وجهاز أشعة مقطعية من المستشفى فأجاب: " انتوا عايزين تعملوا أى خبطة وخلاص دى مسائل شخصية وأنا مبحبش اتكلم فيها ولا بحب الصحافة ومش هتكلم إلا بعد إذن كتابى من حاتم الجبلى نفسه"!
الحقيقة الكاملة فى حريق مستشفى المطرية التعليمى
الأربعاء، 15 أكتوبر 2008 09:00 م