أكرم القصاص - علا الشافعي

د. خميس الهلباوى

هل يقبل الرئيس مبارك هذا الوضع؟!

الثلاثاء، 14 أكتوبر 2008 05:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تأملت ما نشر عما جاء فى تقرير "الشفافية الدولية" السنوى لعام 2008، أن مصرنا الحبيبة تراجعت 10 مراكز عن العام الماضى، وجاء ترتيبها 115 بين دول العالم "كالأقرب للدول الفاسدة"، وأدمى قلبى وقع الخبر، وسرحت بذهنى للحظات فى الماضى والحاضر والمستقبل المتوقع لمصر، ومر بى شريط طويل رأيت فيه أن الحاضر هو الأسوأ، فلم نر فى عهد الدولة الملكية قبل الثورة، ولا فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر، ولا فى عصر الرئيس السادات ما نراه اليوم من فساد وترهل للسلطة، واختلاط الحابل بالنابل, وسيطرة بعض القلة الجشعين على الحزب الحاكم، بزواج غير شرعى وغير قانونى وغير إنسانى.

فأسوأ ما مر بجيلى منذ سنة 1937 كان نكسة وهزيمة 1967، وبالتحديد قبل حرب 1973 مباشرة، حيث كان الحزن، والذل من عار الاحتلال، والفقر مسيطر على الشعب المصرى بالكامل، بالرغم من أن سيناء المحتلة هى جزء فقط من أرض مصر، ورأيت أن الوضع الحالى أشبه باحتلال يسيطر على كامل التراب المصرى، احتلال لإرادة مصر ولثروات مصر، ولمستقبل مصر من عدو هو أكثر غدراً من العدو الصهيونى، وهذا العدو هو الزواج بين السلطة ورأس المال أو رجال الأعمال الفاسدين المفسدين حتى تفشى الفساد وأصبح مثل الطوفان وضرب كل شئ، من نشر الرشوة والإهمال والعشوائية، حتى بلغت الرشوة القضاء، فأصبح الداء اللعين ينهش فى جسم مصر، حتى أصبحت مصر عليلة بأمراض، يعلم الله مدى ضررها وإلى متى سوف تنهش أجساد مصر وتمتص دماءها.

بحثاً عن شعاع أو ضوء أمل وجدت ضوءاً أخيراً، حيث تذكرت الأمل الباقى، وكان الأمل المتوقع هو الرئيس مبارك، وسألت نفسى: هل يمكن أن يترك الرئيس مبارك مصر بعد عمر طويل - أطال الله فى عمره - وهى منكسة الرأس مكسورة الجناح، مصابة بالمرض اللعين "الفساد"؟.. هل يتركها والسلطة ضعيفة ومقيدة بقيد الفساد متمثلاً فى بعض رجال الأعمال وبعض الوزراء الفاسدين الذين سهلوا لهم الاستيلاء على ثروات مصر من أراضٍ ومحاجر وأموال بنوك؟ تتضخم أموالهم من الحرام والشعب المصرى يتمزق ألماً من الفقر واليأس، بعد أن تسلمها من الرئيس محمد أنور السادات مرفوعة الهامة والراية، وكان الرئيس مبارك نفسه من أوائل الأبطال الذين وضعوا رؤوسهم على أكفهم لطرد العدو الذى احتل سيناء؟.. وهل سيسلم الرئيس مبارك علم المصريين منكساً حتى يكتب فى التاريخ، إنه ترك مصر فى أسوأ أحوالها على مر العصور؟ وبعد مراجعة تاريخ الرئيس مبارك وتذكر معرفتى بشخصيته عندما كان يشجعنا بكل قوته، كجنود فى جيش الاقتصاد والصناعة لتصدير إنتاجنا المتميز عالمياً تحت عبارة "صنع فى مصر"، فاستيقظت من ثبات تفكيرى وأنا أقنع نفسى بأن الرئيس سوف ينقذنا فى آخر لحظة سينقذ مصر وشعب مصر من الأمراض اللعينة التى تمكنت من أبداننا فى غفلة من فترة لا تتعدى الثمانى سنوات من حكمه لمصر، وتمنيت أن يتحقق حلم اليقظة الذى رأيته بأن الرئيس محمد حسنى مبارك، لن يسلم مصر بعد عمر طويل إلا وهى مرفوعة الرأس والعَلَم، وجسدها بريئٌ تماماً من المرض اللعين، وليس بها رجل أعمال ولا وزير فاسد، وقد سبقه الرئيس محمد أنور السادات بتسليم راية مصر خفاقة فوق تراب سيناء بعد أن انتكست من سنة 1967 حتى عام 1973، فمات الرئيس السادات بطلاً، يذكره التاريخ بالخير والبطولة والشجاعة، والوطنية، خاصة أن الرئيس محمد حسنى مبارك كان فى مقدمة القادة الأبطال فى حرب 1973، فلا أعتقد أنه سيقبل أن يسلم مصر منكسة رأسها ورايتها فى ذل أقوى وأصعب من هزيمة 1967، فقد كانت تلك الهزيمة تختص جغرافياً بسيناء، ولكنها كانت وصمة لمصر كلها بالرغم من أن الشعب لم يتسبب فيها، ولكن أبى الرئيس السادات إلا أن يترك الراية خفاقة ورأس مصر مرفوعة.

أما الوضع الحالى فإن الفساد الذى يشهد به القاصى والدانى أصبح يوصم مصر بالعار وفى درجة مرتفعة من الفساد ودرجة رديئة من الشفافية، مع زيادة أعداد الجوعى من أفراد الشعب، وهو ما يجعل مصر أسوأ حالاً منها قبل حرب 1973، فهل يقبل الرئيس مبارك هذا؟.. لا أعتقد.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة