إذاعة صوت إسرائيل
◄وقع حزبا كاديما والعمل الاتفاقية الائتلافية بينهما بالأحرف الأولى، وتمت تلبية مطلب حزب العمل بتخصيص حوالى مائتين وخمسين مليون شيكل لمساعدة المتقاعدين فى العام المقبل، على أن يتم تخصيص حوالى تسعمائة مليون شيكل إضافية خلال السنوات الثلاث التالية. وسيواصل حزبا كاديما والعمل التفاوض بعد عيد المظلة "سوكوت" حول ثلاث قضايا ما زالت مدار خلاف. وهذه القضايا هى مطالبة حزب العمل بضم ممثل آخر له إلى لجنة اختيار القضاة وبالحصول على حقيبة وزارية أخرى، وطلب كاديما، أن تتنازل كتلة العمل عن رئاسة اللجنة المالية البرلمانية لصالح كتلة يهادوت هتوراة، ويتوقع أن تتكثف بعد العيد المفاوضات الائتلافية بين حزبى كاديما وشاس، تمهيداً لتشكيل الحكومة الجديدة برئاسة تسيبى ليفنى.
◄فى حاجز حوارة جنوبى نابلس ضبط عدد من الجنود الإسرائيليين ثلاث عبوات ناسفة خلال تفتيش أمتعة فلسطينى وصل إلى الحاجز بسيارة. ولاذ الفلسطينى بالفرار مستقلاً هذه السيارة، إلا أنه أصيب بجروح بعد أن أطلق الجنود النار باتجاهه فى محاولة لمنع هروبه. وتم تفجير العبوات تحت السيطرة دون وقوع إصابات. ويذكر أن قوة من الجيش ضبطت فى حاجز بيت إيبا قرب نابلس تسع عبوات ناسفة أنبوبية حاول ثلاثة شبان فلسطينيين تهريبها. واعتقلت القوة الشبان وأحالتهم إلى التحقيق.
◄اعتقلت الشرطة السائق توفيق الجمل المتسبب فى أحداث العنف فى عكا والذى دخل بسيارته الحى الشرقى من المدينة خلال يوم الغفران لدى الشعب اليهودى الأسبوع الماضى، مما أدى إلى اندلاع أعمال العنف بين سكان يهود وعرب فى المدينة وتم اعتقال السائق للاشتباه فيه بقيادة سيارته بسرعة مفرطة، مما عرض حياة أشخاص للخطر. كما يشتبه فيه بالمساس بالمشاعر الدينية. ومددت محكمة الصلح فى عكا فترة اعتقاله بثلاثة أيام. كما مددت المحكمة فترة اعتقال خمسة أشخاص آخرين يشتبه بضلوعهم فى أعمال العنف. وقدمت إلى المحكمة لوائح اتهام ضد ستة أشخاص من الضالعين فى هذه الأعمال.
صحيفة يديعوت أحرونوت
◄اعتدى عدد من سكان النقطة الاستيطانية العشوائية مزرعة جلعاد فى منطقة نابلس على طاقم من أفراد الشرطة والإدارة المدنية أثناء توفيره الحماية لفلسطينيين خلال قيامهم بقطف الزيتون. ويستدل من التحقيقات الأولية أن المستوطنين شتموا أفراد حرس الحدود على خلفية كونهم دروزا وألحقوا أضراراً بسيارة تابعة للإدارة المدنية. وقد اعتقل أحد المستوطنين على ذمة التحقيق، ثم أطلق سراحه على أن يمثل للتحقيق بعد عيد المظلة سوكوت. وجاء من جيش الدفاع والشرطة أنهما سيتعاملان بقبضة من حديد مع الخارجين على القانون ومع كل من تسول له نفسه بالاعتداء على رجال الأمن وتقديمهم للمحاكمة. هذا وادعى سكان النقطة الاستيطانية العشوائية أن أحد أفراد حرس الحدود اعتدى بالضرب على أحد المستوطنين دون أى سبب يذكر.
◄أظهر استطلاع للرأى نفذه "مركز القدس للإعلام والاتصال" فى الفترة الواقعة ما بين 2 - 6 أكتوبر 2008، أن أغلبية المستطلعين 51.4% تؤيد إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة عند انتهاء ولاية المجلس التشريعى فى يناير عام 2010، فيما أيد 36.5% إجراء انتخابات رئاسية منفصلة فى يناير 2009. وبين الاستطلاع الذى نقلته الصحيفة كيف انقسم الفلسطينيون فى توقعاتهم من الحوار الذى يجرى فى القاهرة، حيث توقع 47.7% الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية، فى حين 45.7% استبعد إمكانية حصول مثل هذا الأمر. وأشارت نتائج الاستطلاع الذى شمل عينة من 1194 شخصا فى الضفة وغزة، إلى ثبات التوازن فى شعبية التنظيمات والشخصيات السياسية الأساسية.
فلدى سؤال المستطلعين عن الشخصية التى سينتخبونها فى حال إجراء انتخابات رئاسية قال 24.7% إنهم سيصوتون للرئيس عباس، تلاه مروان البرغوثى الذى حظى بــ19.5% من تأييد المستطلعين، ثم إسماعيل هنية 17.3%.
وفى رد المستطلعين على سؤال بخصوص اختيار رئيس للسلطة الوطنية حال أجريت انتخابات رئاسية وتنافس عليها الرئيس عباس وهنية فقط، قال 43.3% من العينة إنهم سيصوتون للرئيس عباس مقابل 23.5% قالوا إنهم سيدلون بأصواتهم لهنية، بينما قال 29.6% إنهم لن ينتخبوا أحدا.
وفيما يتعلق بالتنظيمات السياسية وخصوصا "فتح" و"حماس" تبين أن "فتح" ما زالت متقدمة فى شعبيتها على "حماس" حيث قال 30.5% إنهم يثقون بفتح أكثر، مقابل 16.4% قالوا إنهم يثقون بـ "حماس".
وأشار التقرير إلى أنه نظم استطلاع الرأى الحالى بمناسبة مرور خمسة عشر عاماً على توقيع اتفاقية أوسلو، وقد تبين أن أكثرية 41% ترى أن الاتفاق أضر بالمصلحة الوطنية للشعب الفلسطينى، مقابل 20.4% قالوا إنه خدم المصلحة الوطنية، بينما اعتبر 34.3% أنه لم يقدم ولم يؤخر.
وأظهر الاستطلاع تحسناً فى درجة رضا الجمهور عن أداء حكومة فياض، حيث ارتفعت نسبة الذين يعتقدون أن هذه الحكومة ساعدت فى دفع الإصلاحات إلى الأمام من 32.2% فى أبريل الماضى، إلى 39.4% فى أكتوبر الحالى، وتبين أن نسبة الذين يعتقدون أن حكومة فياض دفعت الإصلاحات إلى الأمام من سكان الضفة 40.5% ومقابل 21.1% فقط قالوا عكس ذلك.
والأمر تشابه بالنسبة للسؤال حول الشعور بالأمن والأمان، حيث ارتفعت نسبة الذين يرون أن الأمن تحسن فى عهد فياض من 29.6% فى أبريل الماضى، إلى 37.7% فى أكتوبر الحالى. وفى الضفة الغربية قال 40.1% إن الأمن تحسن مقابل 23.9% قالوا إنه تراجع، و33.2% قالوا إن الوضع لم يتغير.
أما على المستوى الاقتصادى فقد حققت حكومة فياض تقدماً ملحوظاً فى تقدير الجمهور لأدائها، وقال 36.3% إن الوضع الاقتصادى تحسن فى ظل حكومة فياض مقابل 23.7% قالوا ذلك فى أبريل الماضى، بينما قال 31.3% إن الوضع الاقتصادى تراجع، مقابل 49.9% كانوا قد قالوا فى استطلاع أبريل الماضى إن الوضع الاقتصادى قد تراجع.
وجواباً على سؤال ما إذا كان الوضع الاقتصادى قد تحسن أم تراجع فى ظل حكومة إسماعيل هنية، قال 8.6% فقط من المستطلعين فى قطاع غزة إن الوضع تحسن، فى حين قالت أكثرية 75.9% فى غزة إن الوضع الاقتصادى تراجع فى ظل حكومة هنية.
وعلى مستوى الأداء الأمنى، أفادت أكثرية من 44.1% من المستطلعين فى قطاع غزة أن الأمن والأمان تحسن فى غزة فى ظل حكومة هنية، مقابل 39.8% قالوا عكس ذلك، و15.5% قالوا إن الوضع الأمنى لم يتغير. والجدير بالذكر، أن حكومة فياض حظيت بتأييد نسبة عالية لدى سؤال المستطلعين فى القطاع عن أدائها، وهى نسب أعلى من التى حصلت عليها حكومة هنية فى الضفة، وعلى سبيل المثال قال 37.7% من المستطلعين فى غزة، إن حكومة فياض ساهمت فى دفع عملية الإصلاح إلى الأمام مقابل 26.8% قالوا العكس، وانسحب الأمر على موضوع الأمن حيث قال 33.6% من غزة، إن الأمن والأمان قد تحسن فى عهد حكومة فياض مقابل 31.8% قالوا العكس. وفى المقابل فإن 23.5% من مستطلعى الضفة قالوا، إن الأمن والأمان تحسن فى عهد حكومة هنية فيما اعتبر 43.8% منهم أن هذا الأمر قد تراجع، وفى الإجابة على سؤال حول مدى مساهمة حكومة هنية فى دفع الإصلاحات إلى الأمام قال 17.5% من الضفة إنها فعلت ذلك مقابل 40.6% من الضفة قالوا، إن حكومة هنية ساهمت فى دفع الإصلاح إلى الخلف.
وأشارت نتائج الاستطلاع إلى وجود أكثرية فلسطينية 57.5% تؤمن بأن التهدئة الموقعة بين حماس وإسرائيل منذ نحو ثلاثة أشهر تخدم مصلحة إسرائيل أكثر من المصلحة الفلسطينية وتحديداً فى قطاع غزة، وقال 56.2% من سكان الضفة وأكثرية 59.5% فى غزة إلى أن هذه الهدنة تخدم مصلحة إسرائيل أكثر، وذلك مقابل 32% قالوا العكس 31.2% فى الضفة، و33.4% فى غزة واعتبروا أن هذه الهدنة تخدم مصالح الشعب الفلسطينى أكثر.
وفيما يتعلق بالانتخابات الأمريكية المقبلة، فقد فضل 37.3% فوز باراك أوباما، مقابل 15.3% فضلوا فوز جون مكين، أما الأكثرية 47.4% فلم يكن لديهم تفضيل أو رأى محدد.
صحيفة معاريف
◄أمر رئيس الوزراء إيهود أولمرت الشرطة بألا تتهاون مع مثيرى الشغب بعد أربع ليال من العنف بين العرب واليهود فى مدينة عكا. وبدأت الاضطرابات فى مدينة عكا التى قال أولمرت، إنها كانت يوما مثالاً ساطعاً للتعايش يوم الأربعاء فى بداية عيد الغفران اليهودى عندما قاد عربى سيارته إلى منطقة يهودية منتهكا الساعات الأربع والعشرين التى يصوم خلالها اليهود ويمتنعون عن قيادة السيارات. وقال أولمرت فى الاجتماع الأسبوعى لمجلس الوزراء الإسرائيلى 'تبعث المشاهد فى عكا منذ عيد الغفران وعلى مدى عدة ليال منصرمة على الألم'. وأضاف، أن مجموعة صغيرة من المتشددين تحتجز سكان المدينة البالغ عددهم 53 ألف شخص كرهائن. وقال، تلقت الشرطة تعليمات بعدم التهاون مع العنف.
وأرسلت الشرطة الإسرائيلية تعزيزات إلى عكا فى محاولة لوقف التراشق بالحجارة الذى استمر ليلة السبت. وألقى القبض على نحو 25 عربياً و25 يهودياً بالمدينة منذ يوم الأربعاء. ويمثل العرب نحو 20% من سكان إسرائيل. ويقول مسئولون إسرائيليون إن العرب يتمتعون بحقوق مواطنة كاملة، كما أن لهم تمثيلاً قوياً فى البرلمان. وتعهد قيادى مسلم من عرب منطقة 48 بأن تمول حركته إصلاح المنازل العربية المحروقة.
ومن جهته اعترف قائد اللواء الشمالى فى الشرطة الإسرائيلية، الجنرال شيمعون كورين ، أن المسئولين عن أعمال العنف فى مدينة عكا هم اليهود وليس العرب، كما حاولت وسائل الإعلام العبرية الإيحاء إليها لتأليب الرأى العام الإسرائيلى ضد فلسطينيى الداخل.
فى غضون ذلك، ما زالت الأجواء متوترة ومرشحة للتصاعد، بعد أن قام اليهود بإحضار قطعان المستوطنين من الضفة الغربية المحتلة إلى المدينة للمشاركة فى الاعتداءات على العرب الفلسطينيين. فى سياق ذى صلة، تعرضت العائلات العربية التى حاولت الدخول إلى منازلها فى الحى الشرقى من مدينة عكا الذى تسكنه أغلبية يهودية الأحد لاعتداء وحشى من قبل العصابات الفاشية فى الحى.
وكانت العائلات قد توجهت إلى منازلها بمرافقة قوات من الشرطة وبعض الشخصيات الاعتبارية العكاوية، لجمع بعض الحاجيات، إلا أنهم فوجئوا بهجوم عنيف من قبل المستوطنين الذين بدأوا يرشقونهم بالحجارة ويطلقون هتافات عنصرية، مثل الموت للعرب ويهددون حياة النساء والأطفال، وأكدت مصادر فى الحى، أن أصوات صراخ النساء والأطفال كانت تسمع من مكان بعيد.
وقام النائب واصل طه، من التجمع الوطنى الديمقراطى ترافقه قيادات من الحزب، بزيارة إلى المدينة التقى خلالها الأهالى والتجار، والقيادات المحلية وبعض المتضررين والمعتدى عليهم.
والتقى الوفد توفيق جمل أول ضحايا الاعتداء، الذى فند وكذب كل الادعاءات العنصرية ضده، وكذلك ابنه المعتدى عليه والمصاب فخرى جمل، والتقى أيضاً السيد شكر الله حجيرات فى بيته حيث اطلع النائب طه على آثار الاعتداء على بيته وأهل البيت وخصوصاً والده شبه العاجز. واستمع الوفد إلى العديد من الأهالى والتقى عضو الكنيست ابن عكا، الشيخ عباس زكور والشيخ محمد ماضى إمام مسجد الرمل كلاً على حدة.
وفى لقاءاته مع أهالى عكا وممثليهم ووسائل الإعلام قال عضو الكنيست واصل طه، إن هذا الكم من الأشخاص والنوعيات من المعتدين يؤكد أمرين: الأول أن النية كانت مسبقة لمثل هذا الهجوم، لأنه حتى اليهود يخطئون فى التعامل مع يوم الغفران، خطأً إنسانياً ولكن لا تنتهى الأمور إلى مثل ما انتهت إليه الأمور فى عكا، لأن النوايا السلبية مسبقة. والثانى: أن هذه التصرفات تقف وراءها عقلية دينية عنصرية تريد أن تحول الصراع الحقيقى فى عكا إلى صراع دينى، مثل وجود متدينين من خارج عكا ومستوطنين يملكون عقلية الاحتلال والغطرسة وطلاب المدرسة التوراتية، فيما هو صراع على الوجود العربى فى عكا وعلى هوية أهلنا هناك، بالرغم من أننا لا ننكر هويتنا القومية العربية وانتماءنا لدياناتنا ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية.
المؤسف فى الموضوع كما ذكرت الصحيفة، أن أحد موزعى الإنترنت العرب من عكا طالب اليهود فى المدينة مقاطعة العرب وعدم الدخول إلى حوانيتهم حتى لشراء علبة سجائر، وبالإضافة إلى التحريض السافر ضد العرب فى عكا، طالب الموقع، الذى نشر كلاماً بذيئاً لا ننشره حرصاً على كرامتنا، يهود عكا بعدم الدخول إلى البلدة القديمة، التى يسكنها العرب، مشيراً إلى أن أى يهودى يدخلها، يعتبر عربياً.
وقال 'يجب مقاطعة العرب فى عكا لا نشترى من محالهم، لا نحترم أعيادهم، ولا نحترم أى مكان تابع لهم، فليخرج العرب من عكا ويذهبوا إلى القرى العربية'. أيها اليهودى، بعد يوم الغفران وبسبب استفزاز العرب لليهود على نحو غير مسبوق، علينا أن نتوحد جميعاً فى مقاطعة العرب اقتصادياً فى عكا وخارجها، حتى نقضى عليهم اقتصادياً واجتماعياً وتربوياً.هذه هى العبارات التى تتصدر العنوان الرئيسى لأحد المواقع الإلكترونية التى يقوم عليه بعض اليهود المتطرفين فى عكا، والتى تنادى المواطنين اليهود بمقاطعة المحال التجارية العربية فى المدينة، ويركز أصحاب الابتكار على مقاطعة كل عربى، سواء كان مسلماً أم مسيحياً، فهو عربى يحمل ثقافة الانتفاضة، كما جاء. ويشدد العنصريون على عدم الدخول إلى البلدة القديمة بأى شكل، حتى شراء علبة السجائر من هنالك، بل وينشر القيمون على الموقع قائمة ببعض المحال التجارية التى يتردد عليها اليهود خاصة فى عطلة نهاية الأسبوع من بينها: حمص سعيد، مى ماركت، متجر سروجى، تصليح هواتف 'مراد'.. وكذلك يدعو إلى عدم شراء الحلويات والمشروبات، ومقاطعة المخابز وكل دكان عربى.
صحيفة هأرتس
◄الكاتب الصحفى عكيفا ألدار يضع تحليلاً لما وقع فى عكا من مواجهات بين الشرطة والسكان اليهود من جهة والعرب من جهة أخرى، ونظراً لقيمة المقال وأهميته هذه ترجمة حرفية له"مرة أخرى سينبش اليسار كتب الميزانية للسلطات المحلية ويتحدث عن الشعور بالغبن الذى يؤجج الخواطر فى عكا. ومرة أخرى سينهل اليمين معطيات حول دور "عرب إسرائيل" فى العمليات الإرهابية ويحذر من المشاعر القومية التى تؤججهم. هؤلاء سيطالبون بسكب الأموال على اللهب فى عكا قبل أن ينتشر لـ "مدن مختلطة" أخرى. وهؤلاء سيدعون إلى علاج المحرضين فى عكا بيد أكثر صلابة، كى يروا فى يافا ويرتدعوا. وكالمعتاد يبسط المعسكران الأمور ويجعلان حياتهما سهلة.
لا يجب أن تكون بروفيسور فى علم الاجتماع كى تفهم أن التمييز المزمن ضد المواطنين العرب بكل ما يتعلق بالخدمات والبنى التحتية والتعليم والعمل لا يساهم فى تقريب القلوب بينهم وبين الأغلبية اليهودية. ولكن الانتفاضة الأولى التى اندلعت فى المناطق (المحتلة) فى نهاية عام 1987 كشفت محدودية طريقة "العصا والجزرة". وتعلمت إسرائيل بالطريقة الصعبة، أن التحسن الملحوظ فى مستوى المعيشة مقارنة بالوضع الذى ساد هناك فى فترة الحكم الأردنى والانخفاض الكبير فى وفاة الأطفال الرضع لم تحول الفلسطينيين إلى محبى صهيون.
يشير الارتفاع الملحوظ فى تأييد حماس فى شرقى القدس إلى التأثير المحدود، إذا كان، لحرية التنقل وامتيازات أخرى، كمخصصات التأمين الوطنى التى يتمتع فيها سكان شرق المدينة. كما أن الاغتيالات الممنهجة لقادة حماس فى الضفة والقدس والاعتقالات الواسعة للنشطاء، وإغلاق مؤسسات خيرية تابعة للتنظيم زادت من جاذبية التنظيم، وخاصة فى أوساط الجيل الشاب. مع ذلك، تُعلمنا الحالة المقدسية أن ضم مناطق والسيطرة الرسمية على السكان واليد الصلبة، والجدار العازل والاعتقالات الإدارية وتحديد الهجرة- ليست وصفة للأمن، بغض النظر عن التعايش، 104 معتقلين بشبهة الضلوع فى الإرهاب حتى نهاية سبتمبر مقابل 37 فى عام 2007، صراخ الحرب الصادر عن إيفى إيتام وأصدقائه فى اليمين المتطرف اتجاه عرب إسرائيل فى أعقاب الاضطرابات فى عكا لا يهدئ الخواطر فى المدينة، ويحول المحرضين إلى "أبطال اليوم". ونداءات اليأس من قبل اليسار حول الغبن اللاحق بالأقلية العربية لن يمنع التفجر القادم. صحيح أن التقسيم العادل للموارد لن يضر فى العلاقات بين الأغلبية والأقلية. وأن التعامل بعدل أكثر مع مخططات مسطحات البناء فى القرى العربية من شأنه أن يخفف قليلاً نفور الجيل الشاب،الفئة التى تعانى بشكل أساسى من ضائقة أراضى البناء، من المؤسسة الإسرائيلية. ولكن لا يمكن لأى مال فى العالم أن يحول الجمهور العربى/ الفلسطينى، مسلمون كانوا أم مسيحيون، أم علمانيون، إلى جزء عضوى من دولة إسرائيل، التى تعرف نفسها حسب قومية الأغلبية "دولة اليهود".
إن إقصاء مواطنى إسرائيل العرب من بطاقة الهوية للدولة ورموزها الوطنية، وتحويلهم لـ"مشكلة ديموغرافية"، تدفعهم إلى البحث عن هوية فى محافظات أخرى. وحولت عملية تشويش الخط الأخضر والضم الزاحف، وانتماءهم الوطنى، إلى جانب القرابة الاجتماعية والعائلية للفلسطينيين الذين يعيشون وراء نفس خط الحدود، حولت كل المناطق التى بين شاطئ عكا وضفتى نهر الأردن لدولة مختلطة. وبالنسبة لمواطنى إسرائيل العرب، أرض إسرائيل/ فلسطين الكاملة أصبحت منذ زمن كياناً ثنائى القومية ونصف ديمقراطى. استطلاع أجرى عام 1976 أفاد بأن 45% من عرب إسرائيل شمل تعبيرهم عن ذاتهم مركبا فلسطينيا. وبالمقابل وصلت النسبة بين أعوام 1985-1999 إلى الثلثين. والغالبية تتنصل من تسميتهم بـ"عرب إسرائيل" ويطالبون بأن يسموا فلسطينيين.
مقتل رابين، وخيبة الأمل من اتفاقات أوسلو والانتفاضة الثانية صعدت فى هذا التوتر. وصعّد ذلك من تضامن عرب إسرائيل مع سكان المناطق وعززت الروح الوطنية، وخاصة فى أوساط الجيل الشاب. وشدد أعضاء لجنة أور للتحقيق فى أحداث أكتوبر عام 2000، أن الأمر لا يعنى أن الوسط العربى بكليته يؤيد كل طرق نضال الفلسطينيين، وأن أغلبيته الساحقة تؤيد بشكل دائم عملية السلام. إلا أنه فى نفس الوقت يتضامن بشكل كلى مع الطموح لإقامة دولة فلسطينية ويرى أن السياسات الإسرائيلية هى العقبة الأساسية أمام تحقيقها.
التقرير المهم والمهمل للجنة أور اقتبس القول "دولتى فى حالة حرب مع شعبى". وطالما أن دولتهم فى حالة حرب مع شعبهم تكفى جمرة واحدة فى يوم الغفران لإشعال النار، ولن يطفئها أية منحة مالية أو اعتقال ولن يطفئوها.