نشرت صحيفة سياتل تايمز الأمريكية اليوم الأحد، تقريراً مطولاً على لسان سائحتين أمريكيتين كانتا قد زارتا مصر لفترة. زعمتا فيه أنهما واجهتا كثيراً من المضايقات والتحرش من بعض المصريين, وأكدت إحداهما أن مصرياً طالبها بقبلة واحدة فى الفم مقابل دولار, وقالت "أحدهم قال لى أريد أن أتزوجك وآخر جذبنى من ذراعى ليسألنى عن اسمى، هذا هو ما حدث لى أثناء التجول فى أحد الشوارع المصرية، حينها أدركت أن التحرش الجنسى بمصر لا حدود له".
وأضافت: أعلم أن التحرش الجنسى فى إيطاليا منتشر للغاية، إلا أن الخبرات التى عاينتها فى فينسيا وروما لا تقارن بما مررت به فى مصر. وهذا لا يعنى أننا لم نتوقع ذلك، فلقد حذرنا مسئولون من وزارة الخارجية الأمريكية قبل السفر من تعرض الإناث فى مصر للمضايقات الجنسية، والشتائم عند السفر دون مرافق، وأوضحوا لنا فى بيان نتائج استطلاع رأى صدر عن المركز المصرى لحقوق المرأة, يكشف عن تعرض 98% من الأجنبيات بمصر للتحرش الجنسى، مقابل 83% من المصريات.
وفى محاولة منا لتجنب التحرش الجنسى بمصر أنفقت ما يقرب من 200 دولار لشراء الملابس ذات الأكمام الطويلة والتنانير التى تصل حتى الكاحل، كما اشتريت نظارة شمسية لتجنب التواصل عبر العين ووشاحاً طويلاً لتغطية الرقبة وقبعة للشعر، وبذلك أصبحت أنا وصديقتى جاهزتين بدنياً للتجول بمصر، إلا أننا لم نكن مستعدتين عقلياً لذلك.
وأكملت قائلة فى أول ليلة نزلنا لدى مضيف لنا بالقاهرة الذى استقبلنا بنفسه فى المطار واصطحبنا لجولة إلى الأهرامات، وتركت معاملته معنا انطباعاً جيداً، وحينما عدنا من الرحلة بدأنا نتبادل الحكايات عن حياتنا حتى قام هذا الشخص بالتحدث عن تفاصيل حياته الجنسية, وبدا علينا مظاهر عدم الارتياح لهذا الشخص حينما سألنا عما إذا كنا نود أن نقبل بغير رضانا. وخرجت من تلك التجربة دون أى أضرار بدنية، إلا أن صديقتى تعرضت لاعتداء من هذا الرجل بينما كنت فى دورة المياه.
ولم نتعرض لمثل هذه المضايقات فى شرم الشيخ, حيث استطعنا السباحة مع العديد من السياح الأوروبيين، لذا كنا أكثر تحرراً وأخذنا حمام شمس، إلا أن أحد المواطنين هناك رفض الابتعاد عنا بعد أن رفضنا عرضه بتدليك أجسامنا وقام بانتزاع قبعتى وحاول تدليك رأسى بالإجبار.
ثم توجهنا بعد ذلك إلى مدينة الأقصر، وتجولنا وسط الآثار المصرية القديمة والمعابد ومقبرة توت عنخ آمون، ثم ركبنا فلوكة صغيرة فى النيل فى رحلة جميلة وقصيرة تحولت لأطول مما كنا نتوقع، حيث قام البحاران اللذان كانا يقودا الفلوكة بمحاولة تقبيلنا وإجبارنا على الذهاب معهما إلى منزلهما لتناول الخمر وممارسة الجنس، وابتعدا بنا حتى أخبرناهما بأن مرشدنا ينتظرنا على الشاطىء فى خلال خمس دقائق وأنه يعلم أننا نركب تلك الفلوكة.
وختمت السائحة كلامها بقولها "يجب على كل امرأة تسافر إلى القاهرة أن تكون مع رجل وأن تكون متيقظة ومغطاة وأن تعد نفسها فكرياً لقبول تلك الثقافة الأكثر تسامحاً مع التحرش الجنسى".
جهد شاق يجب أن تبذله وزارة السياحة لتصحيح صورة المصريين
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة