تسيطر الأحداث السياسية على العديد من العروض المسرحية المشاركة فى مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى فى دورته العشرين، الذى انطلقت فعالياته أمس بمشاركة 52 دولة عربية وأجنبية.
وتستحوذ العروض المصرية النصيب الأكبر فى التناول السياسى، حيث اختار المخرج سامح مهران أحداث ثورة يوليو 1952 والنكسة، وما نتج عنها من فساد ليناقشها ضمن أحداث عرض "اللغز" الذى تحول اسمه إلى "بازل 1".
وجاءت مسرحية "قهوة سادة" للمخرج خالد جلال فى مقدمة العروض التى اختارتها لجنة المشاهدة، لتمثيل مصر رسمياً فى المهرجان، وهى من نوع الكوميديا السوداء، ويور العرض حول الحزن على تراجع دور مصر على المستويين العربى والدولى، بالإضافة لانتقاده الأوضاع السياسية الداخلية السيئة لمصر، ودعوة المشاهدين لتناول فنجان قهوة سادة، حداداً على تدهور أوضاعنا الحالية.
أما العروض المسرحية الدولية المشاركة فى المهرجان فكانت أكثر تركيزاً على قضية احتلال الجيش الأمريكى للعراق، وتعذيب المواطنين فى سجن أبو غريب، ومنها مسرحية "منتدى أبو غريب" للمخرج باكوبينيرو، والذى تقدمه فرقة "تيتروالميركادو" الإسبانية. يليه عرض "تحت الصفر" للمخرج العراقى عماد محمد، والذى تقدمه الفرقة العراقية القومية للتمثيل، وتتناول خلالها الواقع المؤلم للشعب العراقى ليلة سقوط مدينة بغداد 2003.
والغريب أيضاً، أن أمريكا نفسها تشارك فى المهرجان بعرض "ما الذى أعرفه عن الحرب" للمخرج أندريا مادوكس، والذى تتناول خلاله فضح الصور اللانسانية والوحشية الحتمية للحرب الأمريكية على العراق.
وللخروج عن الإطار التقليدى لعروض المسرح التجريبى، يقدم المخرجان جان فرانسوا أبو سالم، وعامر خليل مسرحية "ذاكرة للنسيان"، وهى نفس عنوان قصيدة الشاعر الفلسطينى الراحل محمود درويش التى يتناول فيها تفاصيل الحصار المحكم الذى ضربه الجيش الإسرائيلى على مدينة بيروت فى أغسطس 1982.
أما قضية انفصال شمال السودان عن جنوبه، تناولتها الفرقة السودانية "الورشة المستمرة لتطوير فنون العرض"، من خلال صياغة لمسرحيتين هما "الحريق" للمؤلف القاسم محمد، و"الملك لير" لوليم شكسبير تحت عنوان "لير السودانى".
كما تشارك البرازيل بعرض "أول قطمة" للمخرجان الشيدر هوتر والمصرى مدحت عبد العزيز، والذى تنتقد فيه هيمنة أمريكا على دول العالم، من خلال طرح أزمة الغذاء العالمية ونقص الطعام.