معارك كبيرة دارت فى الكواليس وفى الخفاء، وأخرى فى العلن، حتى وقع الاختيار على الفنان الشاب مجدى كامل، لتجسيد شخصية الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى مسلسل "ناصر". وبعد أن فاز مجدى بالدور الذى يعد محورياً وتاريخياً فى حياته الفنية، انقسمت آراء النقاد حول مدى نجاحه فى تجسيد الشخصية، وبات فى مقارنة مع من سبقوه فى تقديمها على شاشة السينما.
اليوم السابع استطلعت آراء عدد من الفنانين والنقاد حول رأيهم فى تجسيد مجدى لشخصية "ناصر".
الفنانة سميحة أيوب تقول: رغم قيام ممثلين عباقرة بتجسيد شخصية جمال عبد الناصر، إلا أننى كنت أشعر أن مجدى يحمل روح عبد الناصر، وأنه فى داخله حماسة ووطنية ناصر، ونجح فى أن ينقلها للجمهور، وفى مشاهد الخطب كنت أرى فيه ثورة عبد الناصر وغضبه فى أحايين، وفى أخرى أرى حكمته وهدوءه.
الناقد نادر عدلى يرى، أن مجدى نجح فى أحايين كثيرة فى أن يصل إلى روح عبد الناصر، وفى أخرى كان يقلده فى تعبيرات وجهه الغاضبة والضغط على العينين، للتعبير عن التسلط المستمر لناصر وهذا التقليد أفقد باقى ملامح الوجه القدرة على التعبير. ويضيف نادر أن الشخصية مرت بمرحلتين: الأولى مرحلة الشباب، وهذه برع مجدى فى تقديمها، أما المرحلة الثانية التى وصل فيها للحكم، فكان مجدى مبالغا فيها زيادة عن اللزوم، لأن أى إنسان مهما إن كان متسلطا، لا يكون هكذا طوال الوقت.
فى أجزاء عديدة من المسلسل كانت هناك حالة من الافتعال، ولكن الأزمة هنا تعود إلى السيناريو الذى تحدث عن ناصر كما لو أنه مولود زعيم، وكان يخطط منذ الصغر للوصول إلى السلطة، وهو أمر به كثير من المبالغة.
الناقدة ماجدة خير الله تشارك نادر فى الرأى، وترى أن مجدى لم يكن موفقا على الإطلاق، ولم تشعر تجاهه بأى روح أو كاريزما تليق بشخصية زعيم. وتضيف: لا يهمنى قدر اضطلاع مجدى على المصادر التى رأى فيها ناصر، ولكن الأهم، النتيجة التى رأيتها على الشاشة. وإذا كان مجدى قد شاهد صور ناصر سنجده فى معظم الوقت مبتسما وواثقاً من نفسه، وليس كما قدمه مجدى غاضبا طوال الوقت وعبوساً، وينظر لمن حوله بغضب دائم، وأنه ولد زعيما منذ نعومة أظافره. لقد قدم شخصية غير آدمية.
وتوقفت ماجدة أمام مشاركة مجدى فى رمضان أيضاً فى بطولة مسلسل "طريق الخوف" أمام غادة عبد الرازق وإخراج عادل الأعصر، ويقوم فيه بدور حرامى. وتضيف: المفارقة أنه يقدم دور ناصر ودور الحرامى بنفس طريقة الأداء وردود الأفعال!.
الناقد طارق الشناوى يقول: مجدى كان يقدم فى معظم أوقات المسلسل أداء واحداً وردود أفعال واحدة، ولم أر منه كاريزما أو حضورا أو أى شىء. وهو باختصار قدم شخصية ثقيلة الظل. وألقى طارق بجزء من المسئولية على مجدى، وبالجزء الأكبر على المخرج الذى كان يتعين عليه أن يدير الممثل الذى يمثل أمام كاميراته. ثم أنه لا حجم مجدى ولا سنه كان مناسبا لمرحلة شباب ناصر، لأنه دخل الكلية الحربية وعمره 18 عاماً، وانضم إلى تنظيم الضباط الأحرار وهو فى بداية الثلاثينيات، وهو ما لا يتناسب وسن مجدى الذى تجاوز 45 عاماً.
الناقد الدكتور رفيق الصبان يختلف مع كل من ماجدة خير الله ونادر عدلى، ويرى أن مجدى كان مخلصا بشكل كبير فى تجسيد شحصية ناصر وإلى اقرب صورة ممكنة. كان مقنعا ومجتهدا، وإن كان إيقاع الشخصية قد أفلت منه فى بعض الأحيان. وهذا طبيعى فى مسلسل تمتد أحداثه لأكثر من 30 حلقة. ولكن المشكلة هو المقارنة التى لا يمكن إجراؤها على الإطلاق بينه وبين الراحل أحمد زكى الذى جسد شخصية ناصر فى فيلم "ناصر 56"، لأن الفائز فيها بكل تأكيد هو زكى رحمه الله.
ويشيد الصبان بالتطور الكبير فى أداء مجدى لشخصية ناصر فى مسلسل "ناصر"، مقارنة لأدائه نفس الشخصية فى مسلسل "العندليب". هذا يؤكد اجتهاد مجدى كممثل واستيعابه للدروس السابقة، وإن استشعرت أن مجدى كان مرتبكاً فى المراحل الأولى للشخصية، وظهر كمن يتلمس طريقه، ثم ضبط أداء الشخصية مع استمرار الحلقات، وكان موفقاً بالنسبة لطبيعة الشخصية الصعبة.
لمعلوماتك
◄شخصية الرئيس جمال عبد الناصر قدمها عدد من الفنانين فى العديد من الأفلام والمسلسلات، ومنهم أحمد زكى فى فيلم "ناصر 56"، وخالد الصاوى فى فيلم "جمال عبد الناصر"، ونبيل الحلفاوى فى مسلسل "أوراق مصرية"، ورياض الخولى فى مسلسل "أم كلثوم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة