بعد المبادرة التى أطلقها أبرز الأحزاب السياسية السويسرية، وهو اتحاد الوسط الديمقراطى، للمطالبة بمنع بناء المآذن، نتيجة مخاوفهم من أسلمة المجتمع السويسرى، ها هو ذا يتبنى مواجهة سياسية جديدة مرتبطة بالإسلام، يتعلق الأمر هذه المرة بقلق هذا الحزب إزاء تزايد حجم استثمارات سويسرا فى البنوك الإسلامية فى الشرق الأوسط.
فى حوار أجرته صحيفة لوماتان السويسرية مع رئيس لجنة المبادرة ضد بناء المآذن فى سويسرا، أوسكار فريسينجر، وصف هذا الأخير قيام بعض البنوك السويسرية بالتعامل مع النظم المالية الاسلامية "بالفضيحة"، محذرا السويسريين من أن هذا الأمر يعنى إسهامهم فى تمويل أعمال منظمة القاعدة الإسلامية بفضل مدخراتهم، ومشيرا كذلك إلى أن استمرار هذا التوجه سوف يمنح فرصة للشيوخ المسلمين بالتحكم مستقبلا فى أسلوب حياة السويسريين.
عن سؤال وجه إليه حول ما إذا كان يشعر بالقلق إزاء تزايد إقبال رجال البنوك السويسريين على النظم المالية الإسلامية، أجاب أوسكار فريسينجر، إن هذا الأمر لا يقلقه فقط، بل أسوأ من ذلك، أنه يثير رعبه. ووصف قيام رجال البنوك فى سويسرا بالخضوع للشريعة الاسلامية، بأنها فضيحة وموقف غير مسئول من جانبهم.
وعن حرية البنوك فى الاستثمار فى أى مكان يشاؤنه، يؤكد الخبير الوطنى فريسينجر على حرية البنوك فى التعامل حتى "مع الشيطان"، ضاربا مثلا بالخسارة التى تعرضت لها هذه البنوك أثناء أزمة الرهن العقارى الأمريكى، إلا أن فى حالة تعاملهم مع البنوك الإسلامية، يرى فريسينجر أنهم يلعبون هكذا بالنار ببيع أنفسهم لملوك البترول، متسائلا عما سيحدث مستقبلا عندما تتحكم الشريعة فى الاقتصاد السويسرى، أو عندما يمنع أحد الشيوخ المسلمين البنوك السويسرية من الاستثمار فى بعض القطاعات كالمشروبات الكحولية أو الأماكن الترفيهية كالكازينوهات مثلا؟
وحول ما إذا كان يبالغ بعض الشىء فى رأيه هذا، يجيب فريسينجر أن "من يدفع هو من يتحكم".. مشيرا إلى أن البنوك السويسرية فد نست أن تطور هذه النظم المالية الإسلامية جاء على يد أكثر التيارات المتطرفة فى الإسلام، الحركتين الوهابية والسلفية، والتى ساعدتا على ظهور منظمة القاعدة. أى إن الأمر، على حد قوله، يبدأ بالنظم المالية الاسلامية لينتهى مع بن لادن، الذى ينظم هجماته الإرهابية بالأموال السويسرية.
ويحذر أوسكار فريسينجر السويسريين من أنهم سوف يقومون فعليا بتمويل إرهاب منظمة القاعدة فى حال قيامهم بالاستثمار فى البنوك الاسلامية، مضيفا أن سويسرا لا تملك أية سلطة على حركة الأموال التى تمر بهذه الدول التى لا تعرف "إلا القليل من الديمقراطية والشفافية".
وعما إذا كان يملك الدليل على صحة ما يحذر منه، يشرح أوسكار فريسينجر إن ما تفعله البنوك السويسرية هو وضع استثماراتها داخل نظام مالى يقوم على فلسفة بعيدة كل البعد عن الفلسفة المالية السويسرية.. وفضلا عن ذلك، فإن دول الشرق الأوسط تنتهج سياسة لغزو الغرب بفضل أموال البترول.. فالمال هو القوة والمسلمون سيمرون من خلال البنوك السويسرية ليقتحموا هذا البلد.
هل يعنى ذلك إذا أن البنوك السويسرية "على نيتها"؟ سؤال أجاب عنه أوسكار فريسينجر قائلا إن هذه البنوك تسعى، كعادتها، إلى تحقيق ربح سهل دون الاهتمام بمصلحة البلاد. ما هو الحل إذا من وجهة نظره؟ يرى أوسكار فريسينحر إن على البنوك السويسرية التوقف عن الخصوع لهذه النظم وإلا سيأتى اليوم الذى ستجمد فيه المملكة العربية السعودية الأموال السويسرية.
يضيف فريسينجر أنه شخصيا لن يشترى أى "منتج خاضع لمواصفات الشريعة الاسلامية".. وهو ما ينصح به الشعب السويسرى قائلا: "قاطعوا التعاملات المالية الاسلامية!!". أما على الصعيد السياسى، فقد أكد على ضرورة كسب معركة منع بناء المآذن فى سويسرا، حيث أن الأئمة يدعون مسلميهم إلى زيادة عدد مواليدهم ليتمكنوا من غزو الغرب، ضاربا المثل بالجالية العربية فى فرنسا، إذ أنها تمثل أكبر الجاليات الأجنبية عددا في هذا البلد.. وقريبا سيصبحون بفضل عددهم الكبير هذا قادرين على السيطرة على فرنسا.
وفى نهاية حواره، حذر أوسكار فريسينجر قائلا : "إذا تمكن الاسلام من سلب سلطتنا المالية، فقد انتهى أمرنا !!!".