المساحات الفارغة الموجودة داخل الحدود المصرية

الأربعاء، 01 أكتوبر 2008 10:07 م
المساحات الفارغة الموجودة داخل الحدود المصرية
اليوم السابع

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حادث اختطاف السياح الأجانب فى منطقة الجلف الكبير فى الوادى الجديد كشف ضمن ما كشف، عن ما يمكن تسميته "مربعات الفراغ الأمنى"، أو "جيوب فراغ أمنى" فى بعض مناطق مصر، وهى المناطق التى تسبق الحدود الفاصلة مباشرة، والتى تقع على المساحات السابقة على تواجد قوات الجيش أو حرس الحدود أو بالتماس التام مع حدود الدول المجاورة.

تلك المربعات أو الجيوب تنشط فيها عصابات إجرامية، أو تأوى إليها عناصر إرهابية ومتطرفة، وتجرى عبرها عمليات تهريب السلاح والمخدرات، بل محاولات اغتيال، كتلك التى استهدفت الرئيس حسنى مبارك، أثناء زيارته لأديس أبابا فى منتصف التسعينيات. ووضحت التحقيقات آنذاك أن المنفذين استغلوا جيوب الفراغ الأمنى فى المنطقة الجنوبية التى تتماس مع السودان، لتنفيذ خطتهم.

ليس ببعيد كذلك عملية اقتحام الحدود الشرقية من جانب أنصار حركة حماس فى قطاع غزة، الذين انتهزوا ما يسمى بـ"الفراغ الأمنى" فى سيناء والمترتب على اتفاقية كامب ديفيد فى التجرؤ على دخول البلاد عنوة.
فسيناء منطقة مكشوفة أمنياً على طول تاريخها، وليس فى العهد الحديث فقط كما هو شائع، فمعظم الغزوات والحروب التى تعرضت لها مصر كانت من هذه الجهة، وهو ما لاحظه المفكر جمال حمدان فى كتبه.

ما قبل الحدود الغربية ناحية ليبيا، نقطة ضعف أمنى وديموغرافى أخرى، أولاً، بسبب انفراد قبائل "أولاد على" بملء الفراغ الحادث هناك، وميولهم الليبية المعروفة. ثانياً: لأن دولة مثل ليبيا من الضعف والصغر، بحيث هى الأخرى أكثر انكشافاً.

وللحقيقة، إن مربعات الأمن القومى تتجاوز الحدود المصرية هكذا، وتليها إلى حدود الدول المجاورة التى هى من الضعف إلى الدرجة التى يتعرض معها الأمن القومى المصرى لمخاطر، وفى هذه الحالة مخاطر مزدوجة. إذ لم يعد سرا أن فصائل من دارفور فى السودان، وأخرى من تشاد، اعتادت اقتحام الحدود الجنوبية، مستفيدة من الغياب الأمنى الحادث هناك.

المرشدون السياحيون يشكون مما يسمونه "عمليات سطو مسلح" فى الصحراء تجرى هناك فى مناطق نائية بعيدة عن متناول قوات الأمن المصرية فى الصحراء القاحلة الضعيفة أمنياً. إن مصر تعطى اهتماماً كبيراً للأمن، لكنها تبدو عرضة للهجوم فى أطراف البلاد، وتتأثر بالصراعات المشتعلة على الجانب الآخر من حدودها.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة