تناولت صحيفة جيروزالم بوست الإسرائيلية ـ اليوم ـ تطورات الوضع على الحدود بين غزة ومصر، وكتب السفير الإسرائيلى السابق فى مصر زئيفي مازل، تحليلاً عن الموقف المصرى فى هذه الأزمة وتحديداً موقف الرئيس حسنى مبارك. فكتب مازل يقول:"مصر تمر الآن بأوقات صعبة، فالرئيس مبارك الذى ارتدى قناع الشجاعة فى مواجهة موقف شديد التأزم سمح للفلسطينيين بالدخول إلى سيناء لشراء احتياجاتهم الأساسية، لكنه على أية حال يشعر بقلق عميق حيال هذا الوضع، فأصدر أوامر صارمة إلى قوات الأمن بضرورة مراقبة الداخلين إلى مصر بصورة دقيقة، وعدم السماح لهم بأى حال من الأحوال بالوصول إلى السويس وعبور القناة. كما أنه شدد على ضرورة منع (إرهابيى حماس) من الاتصال ببدو سيناء المعادين للنظام المصرى حتى لا يشجعونهم على تنفيذ عمليات إرهابية ضد السياح خاصة الإسرائيليين، كما أكد على منعهم أيضاً من العودة إلى صحراء النقب حتى لا يقومون بتنفيذ عمليات ضد إسرائيل".
ورأى السفير الإسرائيلى أن الرئيس المصرى لا ينبغى أن يلوم أحداً الآن سوى نفسه على هذا الموقف، فهو لم يحكم السيطرة على حدوده كما تعهد، وتجاهل تدفق الإرهابيين والأسلحة القادمة من "معسكرات التدريب الإيرانية" إلى غزة. وكان التعاون الوثيق بين مصر وإسرائيل قادراً على منع وقوع هذه الكارثة التى دفعت إسرائيل إلى اتخاذ خطوة تشريعية لحصار غزة كدفاع عن النفس، على حد وصفه.
واعتبر مازل أن الحفاظ على الحدود يتطلب من الرئيس مبارك أن يأمر قوات الأمن باستخدام القوة لوقف عمليات التهريب، إلا أنه سيتهم بقتل الفلسطينيين من أجل حماية إسرائيل، وهذا يعنى إدانة كبيرة من الدول العربية وربما اندلاع أعمال الشغب فى مصر، خاصة من جانب الإخوان المسلمين.
ويشير السفير الإسرائيلى أن قواعد اللعبة قد تغيرت الآن، فقد فشلت سياسة احتواء حماس وانهار الجدار الحدودى ولن يتم السيطرة على الحدود دون نزيف للدماء، فآلاف الفلسطينيين يتدفقون إلى سيناء، وعلى مصر أن تجد طريقة الآن لإعادتهم والتوصل إلى حل مقبول لإعادة فتح معبر رفح، فى ظل رقابة مناسبة. وما تستطيع مصر فعله الآن هو محاولة إقناع حماس والسلطة الفلسطينية للتوصل إلى اتفاق، إلا أن الطرفين غير متحمسين لمثل هذا الأمر.
ويدرك جميع الأطراف أن إسرائيل قد تحاول إعادة احتلال معبر فيلادليفيا "صلاح الدين"، وربما احتلال بعض الأجزاء فى غزة، كإجراء وقائى لمنع زيادة عمليات تهريب الأسلحة إذا استمرت، وهى خطوة ستهدد الاستقرار فى المنطقة كلها، وستشكل كارثة بالنسبة لمصر.
جيروزالم بوست تتحدث عن "خيارات مصر الصعبة" فى أزمة رفح
الثلاثاء، 29 يناير 2008 01:26 م