فى واحدة من أسوأ موجات الهبوط للبورصة المصرية، فقدت محافظها الاستثمارية أكثر من 76 مليار جنيه خلال ثلاثة أيام فقط، وهو ما أرجعه محللون لعوامل دولية ومحلية.
كان المحرك الأول للخسائر التى طالت البورصة ما تعرضت له أسواق المال الأمريكية، والذى ألقى بظلاله على البورصات العربية والعالمية بالإضافة إلى الهبوط الحاد فى قطاع الأسمنت بعد إحالة مسئولى شركات الأسمنت العاملة فى السوق إلى المحاكمة بتهمة الاحتكار وممارسة سياسة ضارة بالأسواق علاوة على تعرض السوق لعمليات تصحيح قوية أدت إلى حالة من التوتر والقلق فى تعاملات المستثمرين .
وفى رد فعل من السلطات النقدية الأمريكية للسيطرة على وضع سوق المال، قام المجلس الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى بتقليص أسعار الفائدة على الإقراض للبنوك بمقدار 0.75%، وهو ما لم يحدث منذ عام 2001.
كما دعا الرئيس الأمريكى جورج بوش إلى حزمة تخفيضات ضريبية وإجراءات سريعة ربما تتكلف ما بين 140 ، 150 مليار دولار لانقاذ الاقتصاد الذى تضرر بشدة بسبب تباطؤ سوق الإسكان وأزمة الرهون العقارية عالية المخاطر وأزمة الائتمان العالمية.
وفى هذا الشأن ربط وائل النحاس الخبير المالى رئيس مجلس إدارة شركة الفراعنة لتداول الأوراق المالية، بين محاولات الرئيس الأمريكى السابق ذكرها وزيارته للمنطقة العربية وبين ما حدث فى الأسواق العربية والمصرية من هبوط حاد مشيراً إلى أن هذه الزيارة واكبت قرب إعلان نتائج الاقتصاد الأمريكى.
وأكد أن الهدف من وراء الزيارة كان بالإضافة إلى أنه هدف عسكرى لتمويل الحرب ضد إيران من جيوب العرب، هو رجوعه ـ بوش- بحجم استثمارات ضخمة خاصة بعد مشكلة الرهون العقارية.
وقال النحاس إن بوش بدأ يعرض على العرب حوافز استثمارية تتلخص فى بيع صفقات أسلحة لهم وتوسعة للمشاريع العربية فى أمريكا، وخاصة بعد خروج الاستثمارات العربية من الولايات المتحدة واضطهادها لشركة موانئ دبى بالإضافة إلى حوافز ائتمانية .
وبرهن على ذلك أن بداية هبوط الأسواق ارتبط برحيل بوش من المنطقة العربية، مما دفع المؤسسات والصناديق الاستثمارية إلى البيع بالإضافة إلى مواكبته إعلان الاتحاد الأوروبى عن المشاكل التى تعرض لها الاقتصاد الأمريكى.
وكشف النحاس عن صيغة اقتصادية جديدة بات العالم يتعامل معها، وهى أن الاقتصاد الأمريكى لم يعد على الإطلاق هو المتحكم فى السوق العالمية رغم حزمة الحوافز والتيسيرات الذى يقدمها هذا الاقتصاد للعالم وتحكم الولايات المتحدة بنسبة 35% من حجم التجارة الدولية .
وشدد على عدم (غض الطرف) عن الاقتصادين الصينى والهندى من جهة والخليجى والآسيوى من جهة أخرى، فى إشارة إلى أن هذه الاقتصاديات ستكون منافساً رئيسياً للاقتصاد الأمريكى عام 2012 على أقل تقدير .
ومن جانبه قال عصام أمين المدير التنفيذى لشركة أمان للسمسرة إن الارتفاعات القياسية السابقة للبورصة كانت بسبب تضخمات الأسعار ولم تكن ارتفاعات حقيقية ولا تعبر عن واقع السوق, مشيراً إلى أن ما حدث من هبوط كان إعادة تصحيح للمؤشر، ولذلك بدأت معظم أسواق المنطقة فى الصعود ثانية، وهو ما ينبىء بأن الصناديق العربية وخاصة المصرية ستعاود تعويض خسارتها عن طريق الأسهم الصغيرة وربما يحدث هذا فى غضون أيام قليلة قادمة.
وأشار أمين إلى أن "التورتة" الاستثمارية الجديدة ستصبح هى المنطقة العربية، حيث إن أسواقها صعدت بأياد عربية وليست بدفعة من الأجانب وهو ما ينبىء بقرب انهيار المارد الأمريكى خلال خمس سنوات وظهور ما يسمى بحيتان الخليج بجانب النمور الآسيوية والاقتصادين الهندى والصينى، خاصة بعد إعلان دول الخليج رفع سعر الصرف أمام الدولار ما أدى فى النهاية إلى ارتفاع اليورو أمام العملة الأمريكية.
بسبب زيارة بوش
76 مليار جنيه خسارة البورصة المصرية خلال 3 أيام
الأربعاء، 23 يناير 2008 08:51 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة