شن الاحتلال الإسرائيلى فى وقت متأخر من مساء أمس غارتين على قطاع غزة أسفرت إحداهما عن استشهاد إبراهيم الغوطى أحد قيادات كتائب المجاهدين وإصابة اثنين آخرين، فى الوقت الذى غرقت فيه غزة فى الظلام بعد توقف المحطة الوحيدة لتوليد الكهرباء.
وأفادت مصادر فلسطينية أن طائرة استطلاع إسرائيلية أطلقت صاروخا على ثلاثة من النشطاء بينهم أسعد أبو شريعة القيادى بكتيبة المجاهدين فأصابتهم بصورة مباشرة.
كما أعلن مسئولون فى حركة حماس أن الغارة الثانية استهدفت مجموعة مقاومين من الحركة، وأسفرت هذه الغارة عن سقوط عدد من الجرحى أحدهم حالته حرجة.
وبرر جيش الاحتلال غاراته بالقول إن أكثر من 230 قذيفة هاون وصاروخا أطلقت من غزة على جنوب إسرائيل الأيام الخمسة الماضية.
وكانت محطة توليد الكهرباء الوحيدة فى قطاع غزة والتى تلبى 30% من الاستهلاك فى غزة قد توقفت تماما عن العمل مساء أمس بسبب وقف تسليم الوقود نتيجة الإغلاق التام الذى فرضته إسرائيل منذ الخميس على القطاع.
وأفاد مراسل فرانس برس أن مدينة غزة ومعظم مناطق شمال ووسط القطاع غرقت فى ظلام دامس.
وقال رفيق مليحة مدير مشروع محطة توليد الكهرباء الفلسطينية لوكالة فرانس برس "إننا أوقفنا كليا عمل المحطة بسبب عدم تزويدنا بأى كمية من الوقود وهذا يعنى دخول معظم مناطق قطاع غزة فى ظلام دامس".
وأضاف أن "عملية القطع أو وقف العمل ستستمر حتى إعادة تزويد المحطة بالوقود"، مشيراً إلى أن انقطاع التيار الكهربائى "يؤثر بشكل سلبى كبير على مجمل مناحى الحياة بما فى ذلك المشافى ومضخات المياه والمجارى والصرف الصحى عدا عن الإنارة العامة والتدفئة".
وكانت محطات الوقود قد توقفت عن العمل منذ ساعة مبكرة من صباح أمس بسبب نفاذ الوقود والغاز المنزلى.وأوضح مدير محطة الكهرباء الوحيدة فى القطاع أنه لم يتلق أى إشارة حول احتمال استئناف شحنات الغاز التى قد تسمح بها إسرائيل.
يشار إلى أن المركز الإسرائيلى للدفاع عن حرية الحركة قال : إن الاحتياجات الشتوية لقطاع غزة من الكهرباء تصل إلى 240 ميجاوات، ومع توقف تشغيل المحطة الرئيسية، فإنه ستتم تغطية نصف الاحتياجات المطلوبة فقط، والتى تقدم إسرائيل القسم الأكبر منها. ومن جهته قال وزير الدفاع إيهود باراك فى اجتماع الحكومة، بحسب ما نقل عنه مسئول، "إننا سنجعل الحياة أمسية فى غزة أكثر صعوبة".
وأضاف "نحن نستهدف العناصر الإرهابية ونحاول أن نظهر للمجتمع الدولى أننا نستنفذ كل الخيارات قبل أن نقرر عملية واسعة عسكرية".
كانت الحكومة الإسرائيلية قد قررت فى جلستها الأسبوعية أمس الإبقاء على الإغلاق المفروض على قطاع غزة الفقير، حيث يعيش 1.5 مليون نسمة .
وخرج المئات من الفلسطينيين وسط قطاع غزة فى مظاهرة صامتة حاملين الشموع احتجاجاً على توقف محطة توليد الكهرباء الرئيسية فى القطاع بسبب نقص الوقود نتيجة الحصار الخانق الذى تفرضه سلطات الاحتلال على غزة.
وتصدر أطفال غزة المظاهرة، حاملين لافتات كتب عليها بالعربية والإنجليزية "لا لحصار غزة"، "أين العالم ليرى الجريمة الإسرائيلية".
وأشارت قناة الجزيرة الفضائية إلى أن ثمانى آبار لمياه الشرب توقفت عن العمل فى القطاع، بالتزامن مع انقطاع التيار الكهربائى، فضلاً عن حرمان ساكنى الأدوار العليا فى مبانى غزة من المياه، نظرا لتوقف مولدات عن رفع المياه إلى الأدوار العليا .
وتجرى الرئاسة الفلسطينية اتصالات مكثفة فى هذه الأثناء لإقناع مجلس الأمن الدولى بعقد جلسة طارئة لبحث تداعيات الكارثة الإنسانية فى غزة.
من جانبها هددت لجان المقاومة الشعبية الفلسطينية فى قطاع غزة بفتح معبر رفح "بالقوة" إن لم تقم السلطات المصرية بفتحه فورا والمساهمة بوضع حد للحصار المفروض على القطاع.
وقال أبو مجاهد، المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية فى القطاع، "إنه يتعين على مصر اتخاذ قرار بهذا الأمر حتى لا نضطر لفتحه بالقوة، فقد استنفدنا جميع الوسائل الأخرى" .
وأضاف: "لا مجال للوقوف مكتوفى الأيدى أمام مقتل نسائنا وأبنائنا".
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة