من رايس وليفنى إلى بوتو والنائبة الجميلة ...

ذكورية إعلامية مصرية لمواجهة سياسة أنثوية

الإثنين، 14 يناير 2008 02:20 م
ذكورية إعلامية مصرية لمواجهة سياسة أنثوية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى عدد الاثنين من جريدة الحياة اللندنية كتبت أمينة خيرى مقالاً عن تناول النماذج النسائية الغربية فى الإعلام العربى ، وقالت أمينة إنه لم يفلح عدد كبير من الجمعيات النسائية الأهلية، ولا الهيئات الرسمية المعنية فى تعزيز دور المرأة سياسياً واقتصادياً، ولا الشعارات المتعلقة بالقوة الكامنة فى نصف المجتمع، فى تناول النماذج السياسية النسائية الغربية فى الإعلام فى شكل بعيد عن النهج الذكورى المعتاد. وكلما ازدادت الأوضاع تأزماً، وتعقدت الأمور مال كثيرون إلى تعليق هذا التدهور على «شماعة» المرأة الغربية المسترجلة أو سيدة السياسة الخالية من الجمال والأنوثة.
وأضافت أن وزيرتى الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس والإسرائيلية تسيبى ليفنى تحتلان هذه الأيام الصدارة فى الاهتمام الإعلامى المصرى الذى مال إلى صب مشاعر الغيظ والانتقاد لسياساتهما المتشددة. وجرى التركيز على كونهما امرأتين خاليتين من مظاهر الجمال والأنوثة واللطافة. الكاريكاتير الذى احتل صدر الصفحة الأولى لجريدة أخبار اليوم الأسبوعية المصرية الرسمية صوّر وزير الخارجية المصرى أحمد أبو الغيط وهو يقف متأملاً، فى حين يهمس مواطن مصرى فى الخلفية لزميله قائلاً: «الراجل ده مالوش حظ فى الحريم، الأبيض والأسود، ربنا يكون فى عونه مش عارف يلاحقها منين ولا منين، من رايس ولا من ليفنى، والمهم الاثنين كسر». وتشير كلمة «كسر» فى قاموس اللهجة المصرية الدارجة إلى الأنثى بأنها تفتقر إلى معايير الجمال والأنوثة.
واستطردت أن هذا الكاريكاتير ليس سوى حلقة فى سلسلة من الكتابات والرسوم التى لا تنظر إلى سياسات السيدة العاملة بالسياسة من منظور ذكورى بحت لا يقف عند حدود ليفنى ورايس، بل يمتد إلى أى امرأة تشتغل بالسياسة.
وامتلأت الصحف المصرية قبل شهور بعناوين لعبت على لقب أحد أعضاء مجلس الشعب واسمه «الوحش» وهو يتحدث مع عضو البرلمان المصرى (سابقاً) شاهيناز النجار على غرار «الجميلة والوحش». وحين اختارت النجار قبل أيام أن تستقيل من عضوية مجلس الشعب، بعد زواجها من أمين التنظيم فى الحزب الوطنى الحاكم رجل الأعمال أحمد عز، عمدت تقارير صحفية إلى إعلان زواج أحمد عز و «جميلة البرلمان المصرى».
وبغض النظر عن مصدر النظرة الجنسية للمرأة سواء كانت وزيرة أم عضوة فى البرلمان أم مرشحة رئاسة، فإن المؤكد أن الإعلام ما زال يخضع أى امرأة لمقاييس الأنوثة والجاذبية قبل أن يحكم عليها بالنجاح أو الفشل.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة