جيش الـ"تحرير" يرفض وجود القوات المصرية فى دارفور

الإثنين، 31 ديسمبر 2007 04:02 م
جيش الـ"تحرير" يرفض وجود القوات المصرية فى دارفور
كتب - محمود جاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رفضت حركة جيش تحرير السودان (الفصيل الذي نشأ بفعل الوحدة بين فصائل في اجتماعات جوبا أخيراً)، نشر قوات مصرية أو صينية أو باكستانية في إطار قوات السلام الدولية الإفريقية المشتركة المفترض أن تتسلم من قوات الاتحاد الإفريقي مهمات حفظ الأمن في الإقليم السوداني المضطرب مطلع العام الجديد.
وجاء فى بيان للحركة التي يقودها أحمد عبد الشفي إضافة إلى قيادته لفصيل الوحدة أنها "لا ترحب بأي دور أو مشاركة في القوات الدولية من القوات المصرية التي لا تعدو عن كونها طلائع استخباراتية لدعم حكومة المؤتمر الوطني حيث تعمل دولتها وفق الأجندة الخاصة بها والاتفاقيات الأمنية التى تربطها مع حكومة الرئيس البشير، كما أبدت الحركة تحفظات مسبقة على أى اقتراح بشأن إرسال قوات صينية أو باكستانية.
وكان العرض المصري للمشاركة في قوة حفظ السلام بدارفور يقدر بثلاثة آلاف جندي بكامل معداتهم وكتيبتي مشاة ميكانيكي وسرية مهندسين وسرية نقل وسرية إشارة، إضافة إلي مستشفي ميداني وثلاث وحدات للشرطة وعدد كبير من المراقبين العسكريين.
ومن الدول التي أكَّدت المشاركة في قوة حفظ السلام في دارفور، والتي يبلغ تعدادها حوالي 26 ألف عنصر، نيجيريا وبوركينا فاسو وإثيوبيا وأوغندة ورواندا وتنزانيا وغانا. وكان فصيل الوحدة بقيادة عبد الشفى قد امتنع فى نهاية أكتوبر الماضى عن حضور مباحثات السلام التى جرت فى ليبيا. ويذكر أن أول ضحايا قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة هو المقدم إيهاب أحمد ـ المصرى الجنسية ـ الذى لقى حتفه فى 27 مايو 2007.
وعلى ذات الصعيد، رفض رئيس قوات حفظ السلام الأممية جين ماري غويهينو العرض المصري الخاص بإرسال 3000 جندي للمشاركة في بعثة حفظ السلام المختلطة من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي لإقليم دارفور في السودان بموجب القرار 1769، بسبب ما وصفه بـ"عدم مطابقتها للمعايير الدولية" مما أثارعديداً من ردود الفعل الغاضبة على الصعيدين المصري والسوداني على حد سواء.
وكانت قناة الجزيرة القطرية قد ذكرت فيما سبق تصريحا على لسان حلمي شعراوي مدير مركز البحوث العربية والإفريقية الذي قال أن مصر لا تقبل من موظف صغير في الأمم المتحدة أن يعلق على دولة ذات وزن عسكري مثلها، مشيرا إلى أن القوات المصرية التي أدت دورها في البوسنة ورواندا وفي أكثر من موقع في إفريقيا قد تم تقديم الشكر لها ولم نسمع اتهامها بعدم الكفاءة. واتهم شعراوي بعض الأطراف الغربية بالاستجابة لمطالب شرائح التمرد في دارفور بعدم مشاركة دول موالية لحكومة السودان في القوات الأممية، ومنها الحكومة المصرية، باعتبارها دولة تدعم الرئيس البشير، مما جعلها دولة غير محايدة بالنسبة لأطراف الصراع في دارفور.
وأضاف أن عدم اعتراف مصر بوجود إبادة في الإقليم إلى جانب انخراطها في الأزمة متأخرة أدى إلى قلق أمريكي من زيادة أعداد القوات المصرية في القوات الأممية في مناطق يسيطر عليها النفوذ الأمريكي، إضافة إلى خشيتها من احتمالات حدوث مواجهة بين القوات الأممية والقوات السودانية، وهذا لن تتحمله القوات المصرية أن يكون أحد أدوارها ردع القوات السودانية. وأعرب شعراوي عن خشيته من استخدام سلاح المحكمة الدولية وملاحقة المتهمين بالإبادة ومجرمي الحرب وتسليمهم إلى المحكمة سيكون من مهمة القوات الدولية، وبالتالي القوات المصرية المشاركة في هذه القوات لن تكون أداة سهلة في تنفيذ هذه المهمات ـ علي حد تعبيره ـ .


القوات المصرية وتاريخ طويل فى حفظ السلام في القارة السمراء

فى سبيل دعم جهود حفظ السلام في أفريقيا، قامت مصر بإنشاء واحد من أهم المراكز الإقليمية للتدريب على عمليات حفظ السلام وهو مركز القاهرة للتدريب على حل الصراعات وحفظ السلام فى أفريقيا فى عام 1995. ويهدف المركز إلى تدريب نحو 200 طالب سنوياً قادمين من الدول الإفريقية الناطقة بالفرنسية والإنجليزية والبرتغالية من أجل تعزيز التعاون والتفاعل بين المجموعات اللغوية والثقافية فى أفريقيا. ويتعاون المركز تعاوناً وثيقاً مع آلية الاتحاد الإفريقى لمنع المنازعات وأيضاً مع عدد من مؤسسات حفظ السلام، ومن بينها مركز بيرسون لحفظ السلام فى كندا. كما قامت مصر باستضافة عدد من ورش العمل والندوات والتدريبات خاصة تلك التى نفذتها بريطانيا بشأن عمليات حفظ السلام بأفريقيا، هذا إضافة إلى مشاركات وزارة الداخلية المتعددة فى مكون الشرطة المدنية ببعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام.

1-دارفور
فى أغسطس 2004 قامت بإرسال عدد 34 مراقب عسكرى وثلاثة ضباط هيئة قادة وذلك ضمن قوات الحماية التابعة للاتحاد الإفريقى بدارفور، هذا بخلاف المشاركة ببعثة الأمم المتحدة بالسودان وتقدر بـ 1046فرداً.

2- الحرب الأهلية فى الكونغو 1960-1961
شاركت مصر فى قوات حفظ السلام الدولية فى الكونغو الديموقراطية بعدد 2 سرية مظلات بحجم 260 فرداً.

3-حفظ السلام فى الصومال
المشاركة المصرية كانت بكتيبتين مشاة ميكانيكى(240 فرداً) من ديسمبر1992 إلى مايو1993، ومن عام 1993 إلى 1995 بقوات مؤلفة من 1680 فرداً بقيادة لواء وعدد ثلاث كتائب مشاة ميكانيكى لحماية مطار مقديشيو و تدريب عناصر الشرطة الصومالية.

4-أفريقيا الوسطى
شاركت مصر فى قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة من 1998 إلى 2000 بسرية مشاة ميكانيكى 125 فرداً ووحدة إدارية وأخرى طبية بحجم 294 فرداً.

5- موزانبيق
شاركت مصر فى الفترة ما بين عام1993 و 1995 بعشرين مراقب عسكرى.

فى حرب الخليج الأولى بعد قيام الرئيس العراقى السابق صدام حسين باجتياح الكويت كانت لمصر ثانى أكبر قوات مشاركة فى الحرب بعد الولايات المتحدة. إلا أنها رفضت المشاركة في القتال فى الأراضي العراقية تحت أى مسمى.

ومن ناحية أخرى، أكدت مصر فى أعقاب اختطاف الدبلوماسى المصرى إيهاب الشريف فى يوليو 2004 بالعراق، وبعد أن طلب رئيس الحكومة العراقية الانتقالية إياد علاوى من القاهرة إرسال قوات مصر للمشاركة فى إعادة الأمن بالعراق، أنها لم ولن ترسل أي قوات لها فى العراق فى المستقبل القريب.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة