اثارت الرحلة التي قدمها رجل اعمال فرنسي مهم للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لتمضية اجازة في مصر وسط تغطية اعلامية كبيرة مرة جديدة الجدل حول عطلة رئيس الجمهورية وحبه لعالم "المشاهير".
الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وصديقته كارلا بروني يقومان بنزهة في قارب في النيل بمنطقة الاقصر (© اف ب - خالد دسوقي )
فقد توجه ساركوزي الثلاثاء الى الاقصر بمصر على متن طائرة خاصة وضعها في تصرفه صديقه فانسان بولوريه وهو رجل اعمال ثري يتردد اسم مجموعته كثيرا في وسائل الاعلام.
وسخاء صديق الرئيس المليونير الذي سبق وقدم لساركوزي رحلة مع اقامة على يخته في مالطا مباشرة بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية في ايار/مايو اثار حفيظة المعارضة التي نددت بتقرب رئيس الدولة من اوساط الاعمال.
ولفت عدد من المعلقين الى افتتان الرئيس وانبهاره بعالم المشاهير والبذخ مع اقامة في فندق بخمس نجوم وعلاقته العلنية مع عارضة الازياء السابقة كارلا بروني.
واتهمته سيغولين روايال منافسته التي لم يحالفها الحظ في السادس من ايار/مايو الاربعاء بانه "يسيء الى استقلالية وشرف المهام الرئاسية".
واعتبرت انه يتوجب "ان يتوقف عن استفزازنا بسلوكه المتباهي وان يكف عن ان يكون على نفقة اصحاب الملايين الذين ترتبط اعمال بعضهم بالدولة".
وتساءل الاشتراكي ارنو مونتبور الناقد المعروف للممارسات الرئاسية منذ عهد جاك شيراك "بشأن المقابل الذي ينتظره بولوريه رجل الاعمال الماكر" منتقدا "الخلط بين المصالح الخاصة والعامة" الذي من شأنه "الاضرار بحيادية الدولة".
وقال الان كريفين مؤسس حزب الرابطة الشيوعية الثورية في اقصى اليسار "لا آخذ عليه ذهابه حيث يشاء مع من يشاء لكن المال المنفق مع مثل هذه الدعاية هو استفزاز حقيقي في وقت يطلب فيه من الناس شد الحزام".
من جهته دعا الحزب الشيوعي الفرنسي الرئيس الى "قليل من اللياقة" معتبرا تصرفه "كملياردير" امرا "مشينا".
وقد رفض قصر الاليزيه الادلاء باي تعليق في هذا الصدد وفيا في ذلك لسياسة الصمت التي يلتزمها حيال الامور "الخاصة". لكن احد المقربين من رئيس الدولة باتريك بالكاني النائب في حزب الاتحاد من اجل حركة شعبية اليميني الحاكم حرص على التقليل من شان رحلة ساركوزي في طائرة خاصة وقال بصددها "كما لو انك تقترض سيارة من صديق".
وقال ان بولوريه "يملك ثروة طائلة صنعها بنفسه والدولة لا تتدخل ابدا في شؤونه".
وكان سكرتير الدولة لشؤون السياحة لوك شاتيل اعتبر الثلاثاء انه لا مجال ل"الجدل" فالرئيس ساركوزي "اظهر التزامه بخدمة الفرنسيين ولكن له الحق ايضا في حياة خاصة والحق باخذ بضعة ايام للراحة".
وقد بدأ حزب الاتحاد من اجل حركة شعبية بشن هجوم مضاد الاربعاء من خلال التنديد باولئك الذين يتعرضون "في كل لحظة للحياة الخاصة للرئيس".
ومرة جديدة وجدت الصحافة مادة دسمة لفصول جديدة من رواية رئاسية. فتحدثت صحيفة لوموند الى "افتتان الرئيس بعالم المشاهير والترف" مشددة على "وجوب ان يكون هناك مسافة بين رجل يمثل الدولة ومجموعة اجتماعية-مهنية".
وكتبت صحيفة ميدي ليبر "هناك في هذه الاجازة الرئاسية روح +الاغنياء الجدد+ بامتياز.. وهناك بالتأكيد غياب اللياقة".
واعتبرت صحيفة ايست ريبوبليكان "مهما كان الشكل فان المضمون والنتائج هي التي تهم".