السيد زيادة

"هذى روح الروح"

الأحد، 26 نوفمبر 2023 08:19 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ السابع من أكتوبر الماضى، أصبح كل شىء فى قطاع غزة مختلف، بعد ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي العديد من المذابح والمجازر فى حق أهلنا فى قطاع غزة، حيث وصل عدد الشهداء جراء القصف الإسرائيلي للمدنيين منذ السابع من أكتوبر الماضى حتى إعلان الهدنة الإنسانية إلى أكثر من 15000 شهيد بينهم أكثر 5500 طفل، وارتكاب خلالها الاحتلال الصهيوني العديد من المجاز والمذابح التى نسفت عائلات بشكل كامل من سجلات القيد الفلسطينية فى غزة، ومحو مناطق سكنية كاملة وتغير معالمها من على الخريطة، نهيك عن الاعتداء على المستشفيات وقصفها، وقتل واعتقال الكوادر الطبية والصحفيين، وارتكاب جرائم الاعتداء على بيوت الله من مساجد وكنائس داخل القطاع.
 
كل شىء فى غزة مختلف، صمود أصحاب الأرض وتصديهم لمخططات التهجير من المحتل رغم الحصار والقتل التدمير والتجويع، يتمسك الفلسطينى بالعيش على انقاض بيته المدمر من طائرات الاحتلال، وصمود المقاومة أمام أعتى الجيوش من حيث العتاد والعدة، التى تمارس أعمال البلطجة والإرهاب ضد المدنيين، بينما تكبدها المقاومة الفلسطينة العديد من الخسائر فى الجنود والدبابات والاليات العسكرية، بإمكانيات وصناعة محلية، وتحقق إنجازات يوم بعد يوم، بينما لم يحقق جيش الاحتلال هدف واحد من الأهداف التى أعلن عنها نتنياهو قبل العملية البرية فى غزة، لتجبره المقاومة على هدنة لتبادل الأسري.
 
وداع الآباء والأمهات الفلسطينين فى غزة لأبنائهم ، ووداع الابناء للآباء والامهات واخواتهم أيضا فى غزة مختلف ولَم نر مِثْله مِن قَبْل، رجل يبلغ من العمر 50 عاما، يودع حفيدته "ريم" التي تبلغ من العمر قرابة الخمس سنوات، يحملها بين ذراعية بوجه مبتسم يتحدث إليها كأنها لم تستشهد وتقف أمامه يداعبها ويفتح عينيها ويقبلها، ويتحدث لمن حوله أنها تأتي اليه فى الصباح والظهيرة، تطلب منه بعض الاشياء ليحضرها اليها، ويعود ليعانقها بقوة ويقول "هذى روح الروح ، هذى صغيرة" ،ويأبى هذا الجد، أن يكفن روح الروح ثوبها الأبيض لتذهب الى مثواها الأخير، شعرت بلوعة الفراق الذى يشعر بها هذا الرجل وشعرت بدموعه التى لم تخرج من عينيه بل نزفت من قلبه الدماء وهو يحتضن صغيرته فى الوداع الأخير، واعتقد والله أعلم أن الذى يقف بين الرجل وملاقة صغيرته في الجنة سوى الموت.
 
مشهد وداع الزميل الصحفى وائل الدحدوح، المؤثر لـ نجله برفقة والدته وأخته وحفيد العائلة متحدث إليه باكيا "سلم على الجميع يابا، بينتقمو منا فى الأولاد"، وغيرها من المشاهد العديدة التى جلعتنى أقول داخلى يا الله !! كيف لهؤلاء يحملون قلوب بكل هذه الصلابة؟!، وأنا هنا فى مآمن وينتابني شيئ من القلق والخوف على أطفالى، لم أستيطع أن اتمالك نفسى ودموعى من البكاء، وربما هذا الشعور يشعر بيه كل أب وأم ، لينتقل إلينا أجواء من التوتر يُخيّم عليها الوساوس والقلق والخوف من أن يتعرض أولادنا لتلك الأحداث، أدركت وقتها أن هؤلاء وغيرهم رزق الله قلوبهم الطمأنينة، والسكينة، والصمود، لتحيا فلسطين.. لتحيا فلسطين.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة