وانتقد بطريرك الموارنة - في كلمة له خلال قداس عظة الأحد - عدم تحرك الدولة والقوى السياسية أمام إلحاح الدول الصديقة للبنان على الإسراع بتشكيل حكومة جديدة والشروع في تنفيذ الإصلاحات، لاسيما في ظل جاهزية المجتمع الدولي لتقديم الدعم لمساندة لبنان.


وقال: "لا نستطيع أن نرى هدفا آخر لهذا الاستهتار بمصالح الشعب والوطن والتعطيل المتمادي المرفق بإسقاط ممنهج للقدرة المالية والمصرفية، وبإفقار الشعب حتى جعله متسولا، وبإرغام قواه الحية وخيرة شبابه المثقف على الهجرة، سوى أن هناك مشروعا لإسقاط الدولة اللبنانية ووضع اليد على أنقاضها".


وأشار إلى أن من يعطلون تشكيل الحكومة الجديدة يستبيحون الدستور وهوية لبنان ورسالته في المجتمعين العربي والدولي، مؤكدا أن الشعب اللبناني الذي هو مصدر كل السلطات، يريد حكومة مستقلة عن القوى والأحزاب السياسية، بكامل وزرائها باعتبار أن هذا الأمر هو المخرج الوحيد لكافة الأزمات التي يمر بها لبنان.


وشدد على أن الكنيسة المارونية تؤمن بمشروع العيش المشترك والشراكة الحضارية وليس الشراكة العددية، وترفض أي اصطفاف تقسيمي يفتت الشراكة ويحول لبنان إلى ساحة صراع بين مشروعي الأقليات والأكثريات في المنطقة.


من ناحية أخرى، أعرب البطريرك الماروني عن تضامنه مع الشعب الأرمني الذي اضطر إلى مغادرة الأراضي التي خسرها بعد المعارك مع أذربيجان، داعيا إياهم إلى المحافظة على إرثهم وتراثهم باسم حقوق الإنسان والأخوة الإنسانية ومبادئها التي أبرزتها "وثيقة الأخوة الإنسانية" التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والبابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية في فبراير من العام الماضي بدولة الإمارات العربية المتحدة.