ودعا اللقاء القوى المتحكمة بالسياسة العامة في لبنان إلى الاعتبار من كلام الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، والتوقف عن "سياسة التفشيل" القائمة على تغليب مصالح خارجية على المصلحة الوطنية، مشيرا إلى أن الدول الصديقة للبنان مثل المملكة العربية السعودية وأعضاء "مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان" أظهرت حرصا كبيرا على أمن لبنان وسلامة شعبه وتحييده عن صراعات المحاور الإقليمية وتحقيق سيادته وحصر السلاح بيد الدولة، في وقت تتصرف بعض القوى اللبنانية كمجموعات تابعة للخارج.

على صعيد متصل، أكد لقاء سيدة الجبل (تجمع سياسي – ثقافى يستهدف تعزيز قيم العيش المشترك المسيحي الإسلامي في لبنان) وحركة المبادرة الوطنية التي تأسست قبل عدة أشهر وتعد من القوى السياسية المناهضة لـ "حزب الله" – أن الخروج عن الدستور واتفاق الطائف وقرارات الشرعية الدولية لا يمكن أن يؤدي إلى قيام دولة في لبنان.

واعتبر أعضاء التجمعين السياسيين - في ختام اجتماعهم اليوم - أنه لا توجد إمكانية لاستعادة الدولة في لبنان في ظل سلاح حزب الله، مشيرين إلى أن المرحلة الراهنة التي يمر بها لبنان تتطلب تشكيل إطار سياسي يعمل على رفع وصاية إيران عن لبنان وقيام دولة القانون والسيادة.
وانهارت مساعي تشكيل حكومة جديدة للبنان برئاسة الدكتور مصطفى أديب، في ضوء إصرار حركة أمل وحزب الله على الاحتفاظ بوزارة المالية في الحكومة، وذلك عبر تسمية الثنائي الشيعي للوزير الذي سيشغل الحقيبة، إلى جانب المشاركة في تسمية ممثليهما في الحكومة من خلال تقديم لائحة أسماء لـ "أديب" ليختار منها وزراء الطائفة الشيعية.

ووجّه الرئيس الفرنسي ماكرون - خلال مؤتمر صحفي عقده أمس - انتقادا حادا لجميع الزعماء السياسيين اللبنانيين، متهما إياهم بارتكاب "خيانة جماعية" بعدم الالتزام بتعهداتهم التي قطعوها أمامه خلال زيارته إلى بيروت مطلع شهر سبتمبر الجاري بتسهيل تشكيل حكومة إنقاذ برئاسة مصطفى أديب، وقيامهم بتقديم مصالحهم الخاصة والفئوية على المصلحة العامة للبنان وشعبه.