بن بلة أول رئيس للجزائر بعد استقلالها عن الاحتلال الفرنسى.. اعرف تاريخه

الثلاثاء، 15 سبتمبر 2020 06:00 م
بن بلة أول رئيس للجزائر بعد استقلالها عن الاحتلال الفرنسى.. اعرف تاريخه أحمد بن بلة
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى مثل هذا اليوم 15 سبتمبر من عام 1963م، تم انتخاب الرئيس أحمد بن بلة رئيسا لدولة الجزائر، ليصبح أول رؤساء الجزائر بعد استقلالها عن الاحتلال الفرنسى، لما له تاريخ من النضال العظيم، منذ أن كان فى عمر الـ16 عامًا، جعله رمزًا من رموز الثورة الجزئرية، وأطلق عليه أبناء شعبة "أبو الجزائريين"، ولهذا نستعرض عبر التقرير التالى تاريخه النضالى.

ولد أحمد بن بلة فى 25 سبتمبر 1916، ببلدة مغنية التابعة لولاية تلمسان، فى عائلة فقيرة تمتهن الفلاحة، تلقى تعليمه فى البلدة الواقعة غرب الجزائر، وبعد ذلك انتقل إلى مدينة تلمسان، ودرس فى المدرسة الابتدائية الفرنسية، التى نال منها شهادة الابتدائية ثم الإعدادية.

انتقد بن بلة أساتذة التاريخ والعلوم الاجتماعية الذين كانوا يشوهون التاريخ الوطنى، منعته السلطات الفرنسية من متابعة دراسته، وأجبرته على التجنيد فى صفوف الجيش الفرنسى، خلال الحرب العالمية الثانية، وكان حينها ناشطا ضمن حزب الشعب الجزائرى، وتدرج فى المناصب العسكرية ونال وسام صليب الحرب.

لم تكن مشاركته فى الحرب العالمية الثانية مجبرًا، هى المرة الأخيرة، حيث لم تتركه السلطات الفرنسية، وتم استدعاؤه مرة أخرى للمشاركة فى حرب الفرنسيين والحلفاء ضد إيطاليا وألمانيا ضمن مجموعة من المغاربة، وضمن الكتيبة الخامسة للقناصين، حيث حمل رتبة رقيب أول ثم مساعد، كما اشترك فى معركة مونتى كاسينو، وقد قلده الجنرال ديجول الميدالية العسكرية بعد تحرير روما عام 1944م، وكان الوحيد الذى يحصل على أعلى وسام فى فرنسا.

كان الزعيم أحمد بن بلة مشاركًا فى تأسيس جبهة التحرير الوطنى عام 1954، وقيام الثورة التحريرية، كما كان من أبرز المدافعين عن حقوق الإنسان، ليس فى الجزائر فحسب بل فى الدول العربية جميعًا.

فى عام 1945م، توالت مجازر فرنسا ضد الجزائريين، فى سطيف وخراطة وعدد من المدن الجزائرية، مما دفعه إلى الالتحاق بصفوف الحركة الوطنية واشترك فى حركة انتصار الحريات الديمقراطية، وفى حزب الشعب الجزائرى، ثم انتخب مستشارا لبلدية مغنية حيث عمل جاهدا لخدمة الشعب ومحاربة الاستعمار.

انتقل بن بلة إلى العاصمة، ليبدأ الإعداد لثورة مسلحة، وكان قائدًا عسكريًا لما يقرب من 5000 جندى جزائرى، بل وأصبح أيضًا أحد القادة التسعة للجنة الثورية للوحدة والعمل والتى فجرت ثورة التحرير فى عام 1954م، وبعد عدة سنوات من النضال اكتشف الفرنسيون المنظمة السرية وتمت محاكمة بن بلة ورفاقه بالسجن 7 سنوات.

استطاع بن بلة أن يهرب إلى مصر فى عام 1953م، بعد خروج الملك فاروق من مصر، واجتمع بالزعيم جمال عبدالناصر وتباحث معه لتوريد السلاح للجزائريين، وأوضح أن مصر قد أمدته منذ البداية، بمساعدة عظيمة، وبفضل هذا التسليح استطاعت الثورة الجزائرية أن تتقدم إلى العمل، يوم 2 أكتوبر 1955 فى جهة وهران.

أصبح أحمد بن بلة يشكل خطرًا على الاستعمار الفرنسى، مما دفعه للسعى لاغتياله مرتين، الأولى بالقاهرة والأخرى فى طرابلس بليبيا، وبذلك أصبح بن بلة قائدا لثورة الفاتح الجزائرية عام 1954 بقيادة حزب جبهة التحرير الوطنى.

فى عام 1958 أعلن تأسيس حكومة جزائرية مؤقتة فى المنفى، ترأس المجلس الوزارى فرحات عباس وكان بن بلة ومحمد بوضياف نائبين لرئيس الحكومة، وفى عام 1959 بدأت المفاوضات بين جبهة التحرير والجنرال ديجول، وبعد العديد من المفاوضات بين الطرفين تم التوصل لاتفاقيات إيقيان، وتم البدء بوقف إطلاق النار فى 1962، وتم الإفراج عن القادة المسجونين وبن بلة، ثم الاستقلال عام 1962.

وشارك فى مؤتمر طرابلس الذى تمخض عنه خلاف بينه وبين الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، وبرز هذا الصراع فى مؤتمر طرابلس المنعقد فى مايو 1962، حيث تمكن من جمع كلمة القوات المسلحة وترأس المكتب السياسى لجبهة التحرير لينتخب فى 15 سبتمبر، رئيسا للجمهورية.

لم يستمر الزعيم أحمد بن بلة فى الحكم طويلا، حيث امتدت فترة رئاسته عامين من 1963 حتى 1965، واستمر رئيسا للجزائر حتى انقلاب وزير الدفاع هوارى بومدين عليه، متهما إياه بالانحراف عن أهداف الثورة.

فى 11 إبريل 2012، رحل عن عالمنا أحمد بن بلة فى الجزائر عن عمر يناهز 96 عاما بعد إصابته بوعكة صحية، استطاع خلال عمره أن يوثق من خلال الكتب كل لحظات نضاله، منها «خطاب التوجيه – المؤتمر الأول للحركة من أجل الديمقراطية فى الجزائر- باريس 1984»، و«حول الإسلام والنظام العالمى الجديد 1989»، «أى دور للإسلام فى ولادة العالم الجديد 1989، و"الإسلام والثورة الجزائرية 1989".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة