جرت العادة فى الأفلام والروايات أن تواجه "البطل" عقدة يحاول التخلص منها طوال الأحداث ولكن يفشل فى ذلك، على الرغم من قدراته العالية، وفى النهاية وقبل فوات الأوان ينجح البطل بسيناريو ملحمى وغير متوقع أن يقضى على تلك العقدة بشكل الدراماتيكى وتكون فرحته هستيرية وسط تصفيق حار من الجمهور الذى يعشق البطل والذى كان يمنى النفس فى أن ينتصر بطله المفضل فى النهاية وحدث ذلك بطريقة مثيرة تجعل لها طعم وشكل مختلف دائما، يجعل الجمهور فى النهاية يقوم سعيدا ومتأثر بالقصة الملحمية لبطلة المفضل الذى تمكن أخيرا من الانتصار بعد معاناة كبيرة طوال الأحداث بعدما رفض الاستسلام ووصل إلى هدفه فى نهاية المطاف.
بطل اليوم هو النجم المصرى محمد صلاح فخر العرب الذى جلس متوجا على عرش هدافى الدورى الإنجليزى لمدة موسمين متتالين فى حدث غير مسبوق لأى لاعب عربى أفريقي، ولكن كما يقول المثل "الحلو مايكملش"، فشل البطل المصرى على مدار موسمين فى هز شباك مانشستر يونايتد عبر 4 مباريات بواقع 350 دقيقة، صلاح كان مثل الأسد الجائع الذى لا يتوقف عن التهديف كان يفترس جميع شباك الخصوم ماعدا شباك الشياطين الحمر التى كانت مثل الجدار الحديدى أمام صلاح طوال عامين.
وعندما اقترب صلاح من مواجهة مانشستر يونايتد فى لقاء الدور الأول هاجمته لعنة الإصابة قبلها بأيام خلال مباراة ليستر سيتي، لتتوقف سلسلة انتصارات ليفربول على مسرح الأحلام أولد ترافورد بالتعادل الإيجابى 1-1، قبل أن تأتى المعركة الأخيرة اليوم على ملعب الأنفيلد، وعلى الرغم من تقدم الريدز بهدف فيرجل فان دايك، ولكن مازال صلاح لم يصل إلى مبتغاه بعد، تمر الدقائق واقترب حلم الفرعون المصرى من التبخر من جديد وانتظار عاما آخر ولكن فى الدقيقة الأخير والمشهد الأخير فى المباراة، ومن ضربة ركنية ليونايتد، يمسكها الحارس أليسون ويرسل كرة طويلة على محمد صلاح الذى حانت له الفرصة الأخيرة لتحقيق الحلم، فيركض بسرعة ويطلق تسديدة قوية تدمر جدار الشياطين الحمر الحديدى وتسكن الكرة الشباك، وسط فرحة جنونية تهز جميع أنحاء ملعب الأنفيلد بعدما انتصر صلاح فى النهاية وأنهى اكبر عقدة فى مشواره الاحترافى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة