الفشل الكلوى والكبدى .." ضربتين فى راس مصر"

الخميس، 02 أكتوبر 2008 08:08 م
الفشل الكلوى والكبدى .." ضربتين فى راس مصر" منظمة الصحة العالمية: عام 2020 سيشهد أعلى نسبة فشل كلوى كبدى فى مصر
كتب إبراهيم عبد اللطيف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتشرت الإصابة بالأمراض المتوطنة، وخاصة البلهارسيا فى حقبة الستينيات بمعظم المحافظات، خاصة الزراعية منها، وكان لها بالغ الأثر فى إصابة أجيال كاملة بالمرض وأثبتت الأبحاث أن البلهارسيا كانت وراء 95 % من أسباب تفشى أمراض الكبد والكلى، وبعد أن تم السيطرة على البلهارسيا بشكل كبير، بفضل برامج المكافحة التى تقوم بها وزارة الصحة، أصبحت أمراض السكر وارتفاع ضغط الدم ومياه الشرب الملوثة، من أهم مسببات المرض فى الوقت الحالى.

فالمريض يصاب بالفيروس ويظل كامنا من 20 إلى 25 سنة حتى تظهر المضاعفات، والمرضى الذين عاشوا ونقلوا المرض بعد ذلك بدأت الآن المضاعفات فى الظهـــور عليهم، ومتوقع أن يرتفع معدل الإصابة عام 2012م، وفقا لآخر الأبحاث والإحصائيات وتصيب أمراض الكبد والكلى حوالى ثلث سكان جمهورية مصر العربية، وتعتبر أمراض الكلى والالتهاب الكبدى الفيروسى أكثر الأمراض انتشارا فى مصر.

وأكدت آخر الإحصائيات، أن عدد الحالات المصابة بمرض الفشل الكلوى يصل إلى 300 حالة لكل مليون مواطن،40% من هذه الحالات فى حاجة إلى عمليات زرع كلى، أى أن هناك حوالى 10 آلاف حالة سنوياً تحتاج إلى زراعة كلى، بينما عدد عمليات زراعة الكلى التى تجرى فعلياً فى مصر لا تتجاوز سنوياً 2000 حالة فقط، أغلبها من القادرين، أى أن هناك 8 آلاف مريض فشل كلوى يموتون سنوياً، نظراً لعدم زرع كلى سليمة لهم.

وقد حذرت تقارير منظمة الصحة العالمية، بأن عام عام 2020 سيشهد أعلى نسبة فشل كلوى وسرطان كبدى فى مصر.

ويوجد بالمنوفية 23 مستشفى عاما ومركزيا وتخصصيا ويعالج بها عدد 585 مريضا بالفشل الكلوى بمستشفيات مديرية الصحة يستخدمون 130 ماكينة غسيل كلوى، إضافة إلى المرضى بالمستشفى التعليمى والجامعى والمراكز الخاصة، وهناك ارتباط وثيق بين ارتفاع نسبة الأملاح فى مياه الشرب وزيادة نسبة الإصابة بأمراض الفشل الكلوى وأمراض الكبد بالإقليم وتشهد المستشفيات والمراكز العلاجية ضغطا شديدا من المرضى، ويتم تقسيم العمل على أجهزة الغسيل الكلوى على 3 مراحل كل مرحلة 4 ساعات.

عدم توافر العلاج
اليوم السابع استطلع آراء المرضى حول الخدمات والرعاية المقدمة لهم بالمستشفيات العامة والحكومية وأهم المشكلات التى تواجههم فى السطور القادمة.

أوضح – حازم السيد– موظف، أن المشكلة تكمن فى عدم توافر انواع من العلاج نضطر إلى شرائها من الخارج، وتمثل عبئا على غير القادرين، وعلى ذلك الخدمة الطبية تسير بنظام جيد وكل مريض يعرف الجهاز الذى يتلقى عليه جلساته فى مواعيد محددة، ومعظم المرضى يتلقون العلاج بقرارات على نفقة الدولة أو على حساب التأمين الصحى.

بينما يشكو مريض آخر، رفض ذكر اسمه، من سوء معاملة بعض الممرضات للمرضى وذويهم وعدم إشرافهم أو متابعتهم لهم أثناء إجراء عمليات الغسيل، مما أدى بشقيقى الذى يتلقى العلاج بوحدة الغسيل الكلوى بمستشفى شبين الكوم التعليمى إلى أن ينزف ساعتين حتى جاء الطبيب وأنقذ الموقف.

ويشير د. محمد عمر بدر الدين استاذ المسالك البولية بطب المنوفية، إلى أن 40% من أسباب الفشل الكلوى وراءها مرض السكر وارتفاع ضغط الدم، ويوجد حوالى 40 ألف مريض بأمراض الكلى على مستوى الجمهورية، تتركز فى القاهرة نسبة إلى تعداد السكان ومن حسن حظ الكثيرين، أن هذين المرضين يسهل علاجهما ووقاية آلاف المرضى منهما. كما تعتبر العيوب الخلقية والالتهابات الكبدية من أسباب الإصابة بالفشل الكلوى، بالإضافة إلى حصوات الكلى والدرن وانسداد المسالك البولية وتراجع خطر البلهارسيا بعد القضاء عليها بشكل شبه كامل، ويتم العلاج فى الحالات الحادة بالأدوية والمزمن منها يتم وضع برنامج غذائى معين مع جلسات الغسيل الكلوى مرتين إلى 3 مرات أسبوعيا حسب الحالة ولا يتم استئصال الكلية إلا فى الحالات التى لا تستجيب للعلاج.

تلوث مياه الشرب
ويرى د. نبيل أبو إسماعيل رئيس قسم المسالك البولية بطب الأزهر، أن من أهم أسباب الفشل الكلوى حاليا يأتى تلوث مياه الشرب فى بعض الأماكن، خاصة فى الأرياف، إضافة إلى الالتهابات الخلوية التى تصيب الكلى ولا يشعر بها المريض، إلا بعد تفاقم المرض وتكوين الحصوات بالكلية وانسداد الحوالب يضاعف من الخطورة، وربما يؤدى فى مراحل متقدمة إلى موت مليون مرشح بالكلية وتوقفها عن أداء وظيفتها ويتم علاجها بالغسيل الكلوى أو الاستئصال فى النهاية.

وأشار د. عابد الشريف مدير الطب العلاجى بالمنوفية إلى الحرص شديد على تقديم أفضل خدمة طبية لمرضى الفشل الكلوى بمراكز العلاج التابعة لمديرية الصحة بالمنوفية، ويتم باستمرار إنشاء وحدات جديدة للغسيل الكلوى على نفقة الدولة أو من خلال التبرعات، وكان آخرها إنشاء مبنى الغسيل الكلوى بمستشفى قويسنا المركزى، بطاقة 25 ماكينة بتكلفة 3 ملايين جنيه، ومن الوحدات التى تم إنشاؤها بتبرع من بنك الزكاة الكويتى مبنى الغسيل الكلوى بمستشفى منوف العام بقوة 25 ماكينة، وجار الانتهاء من وحدة الغسيل الكلوى بمستشفى سرس الليان بتبرع من إحدى الجمعيات الأهلية، وتم توسعة عنابر الغسيل الكلوى بمستشفى أشمون وأصبحت الوحدة تسع 21 ماكينة تعمل بانتظام وتعتبر أكبر وحدة غسيل كلوى على مستوى الإقليم.

فيروس سى.. الشبح
وسبق وكشفت اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، أن أكبر نسبة انتشار للفيروس سى عالميا تكمن فى مصر‏,‏ وأن ‏14%‏ من المصريين تعرضوا للفيروس و‏10%‏ من بينهم يعانون من المشاكل بما يعادل‏1.5%‏ من الشعب المصرى مصابون بالتهاب كبدى مزمن وبعضهم يحتاج إلى زرع كبد.

وقال الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة والسكان إن من بين كل‏100‏ مصاب بالفيروس‏40‏ مريضا يتخلصون من العدوى تلقائيا بفضل قوة جهازهم المناعى و‏40‏ آخرين لديهم الفيروس فى حالة كامنة، ولا يعانون من أمراض كبدية‏، أما العشرون المتبقون فهم الذين يعانون من مشاكل الإصابة ويحتاجون للتدخل الجراحى أو العلاج‏، وسبق وأكد الدكتور وحيد دوس مدير معهد الكبد ورئيس اللجنة القومية التى تضم‏7‏ أعضاء خمسة من كبار أساتذة الكبد بمصر واثنين من خبراء الكبد بالخارج ـ أستاذ الوبائيات بمعهد باستير فى باريس وأستاذ الكبد بجامعة سان فرانسيسكو ـ أنه تم حقن‏10‏ آلاف مصاب بالفيروس بعقار الإنترفيرون، من خلال ‏13‏ مركزا بالمحافظات على نفقة الدولة بعد إخضاع المرضى للتحاليل اللازمة التى تؤكد احتياجه للإنترفيرون‏,‏ وأضاف أن هناك‏30‏ مصريا على قائمة الانتظار بمركز كان، جين لزراعة الكبد بالصين التى لم تجر هذا العام سوى‏10‏ جراحات بعد انحسار عمليات زرع الكبد هناك مع صدور القانون الصينى لتنظيم زراعة ونقل الأعضاء الذى حظر الاستعانة بأكباد المحكوم عليهم بالإعدام,‏ مما أثر على التوسع فى إجراء هذه الجراحات.

لمعلوماتك
مصر الأولى عالميا فى انتشار فيروس سى.
و‏14 %‏ من سكانها مصابون بالمرض.
‏*30 مصريا على قائمة الانتظار بمركز صينى لزراعة الكبد.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة