د. محمد ابو هاشم

رئيس.. يُحِبُنا.. ونُحِبَه

الجمعة، 12 أبريل 2019 08:46 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

التكافل الاجتماعى فى الإسلام بناء فكرى متكامل، له أساسه من العقيدة، ومن المنظومة الأخلاقية الإسلامية، ويمثل فكرة متقدمة فى التعاون بين الناس وتقديم أوجه المساعدة وقت الحاجة، فالإنسان فى التصور الإسلامى لا يعيش مستقلا بنفسه منعزلا عن غيره، وإنما يتبادل مع أفراد المجتمع الآخرين المساندة والمساعدة فى أمور الحياة.

 

التكافل فى الإسلام يعنى التزام المسؤول داخل المجتمع تجاه أفراد شعبه، بما يحقق لهم الكفاية والكفاف فى جميع حاجاتهم، مادية كانت تلك الحاجة أو معنوية أو فكرية، ويدفع عنهم المفاسد والأضرار المادية والمعنوية، انطلاقا من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته" .

 

 التكافل الذى جاء به الإسلام لا يقف عند تحقيق مصالح الجيل الحاضر بل يتعدى ذلك إلى نظرة شاملة تضع فى الاعتبار مصالح أجيال المستقبل، وفق سياسة عمر بن الخطاب رضى الله عنه عندما قال: "إنى أريد أمراً يسع الناس أولهم وآخرهم".

 

وقد وجه الإسلام عناية خاصة لكبار السن واعتبرهم مستحقين للكثير من الرعاية، مقابل التضحيات التى قدموها من أجل إسعاد الجيل الذى ربوه ورعوه، فقال صلى الله عليه وسلم: «ليس منّا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا».. وامتدت كفالة الإسلام للأيتام فقال تعالى: ﴿فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ﴾.. واشتملت النصوص الإسلامية بالحض على كفالة الفقراء والمساكين، ومشاركتهم آلامهم وتنفيس الكرب عنهم، وبذل العون لهم مادياً ومعنوياً.

 

ففى الوقت الذى يفتح فيه الإسلام فرص العمل أمام الجميع ويزيل العقبات والعراقيل أمام الفقراء ليعملوا فإنه يفرض على المجتمع المسئولية الكاملة عن فقرائه الذين لا يجدون عملاً أو لا تتسع مواردهم للوفاء بحاجتهم ويعطى لولى الأمر الحق عندما يستشعر وجود تهديد للتوازن الاجتماعى بأن يعيد الأمور إلى نصابها، ويتخذ من الإجراءات ما يراه كفيلاً بإعادة التوازن إلى المجتمع وتقريب الفوارق الاجتماعية بين الموسرين والمحرومين، وإيجاد الضمانات اللازمة لتحقيق ذلك .

 

تلك المعانى السابقة الذكر دارت بذهنى وأنا أتابع احتفالات مصر بعيد الأم المصرية، وما صاحب تلك الاحتفالات فى كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية من إجراءات أعلن عنها للحد من ارتفاع الأسعار، وتخفيف العبء عن كاهل موظفى الدولة وغيرهم من أصحاب المعاشات الذين كانوا يعانون مرارة النقص بين الموارد والنفقات، وطالبوا مرارا وتكرارا بأن تتدخل الجهات المسئولة لحمايتهم من ذلك التباين بين المطالب والمكاسب، حتى جاء الرجل الإنسان فى الوقت المناسب وتدخل ليسحب الاستشكال القضائى المُقدم من وزارة التضامن الاجتماعى ضد حقوق أصحاب المعاشات، ولم يكتفِ بذلك بل قام برفع الحد الأدنى لأصحاب المعاشات وأقر لهم زيادات مالية تليق بما قدموه للوطن، ولم يغفل فى ذلك السياق أصحاب الوظائف والشباب الذى يتأهل لخوض غمار الحياة فقرر ربط حد أدنى يتناسب وحياة لائقة، وليس هذا فحسب بل أقر معاشا شهريا بعنوان: تكافل وكرامة، هدفه حفظ كرامة المصريين وسد حاجتهم، إضافة إلى الدعم التموينى الذى يُكلِّف الدول المليارات، هذا جميعه يحدث بالتزامن مع مشروعات عملاقة وخطى ثابتة فى القفز نحو مستقبل أفضل للأجيال المقبلة .

 

هذا الرجل الذى يقود مصر حالياً متشبعاً بحب الوطن، يعرف قدر شعبه، ألم ترى إلى تقديره للقواعد من النساء وتقبيل أيديهن، ألم تنظر إلى احتضانه أصحاب الاحتياجات الخاصة فى حنان الأب الحريص على رعاية أبنائه، ألم تخطفك دموعه أثناء سماعه قصة بطل من أبناء مصر دفع حياته ثمنا لأمن وطنه .

 

هذا الرجل يعرف سماحة الأديان ووسطية الشرائع السماوية، يؤمن بالمبادئ الإنسانية، يرفض التعصب، ويحارب التشدد، يضع نصب عينيه أن الآدمى بنيان الرب ملعون من هدمه، هذا الرجل الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس مصر، يحب شعبه.. ويحبونه.. أعزة عليه.. كما هو عزيز عليهم .










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة