محمد عبدالرحمن زغلول

الحب.. ألا أكتفى منك أبدا

الخميس، 14 فبراير 2019 01:25 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نولد على فطرة الحب، نكبر وتنمو المشاعر بداخلنا، يزداد الإحساس، لكن لا أحد يعرف متى يأتيه ذلك السحر الخفى المسمى الحب، وكيف يتسلل إلى قلوبنا، ويأسرها لصالح شخص آخر، تبدو الأسئلة كثيرة، عن ذلك المجهول الجميل، الذى يدركنا دون أن نعرف، وعن تلك الحالة الساحرة التى يهبها الله لمن يشاء، ذلك الشعور التى يأتينا كوحى إلهى محمل بهدايا السماء.

الحب مشاعر لا توصف، لا تستطيع الكلمات أن تعبر عن ذلك المكمون الإنسانى، تلك الأحاسيس التى تذهب فيها العقول والقلوب، ذلك الخفقان فى القلب عند رؤية الحبيب، قشعريرة الجسد، الهوس والتعلق بشخص آخر ربما نقابله للمرة الأولى، الحالة اللاشعورية التى تسرقنا وتجذب أنظارنا إلى الحبيب وتولى قلوبنا نحوه.

 

"حبك يا عميقة العينين: تطرف. تصوف. عبادة. حبك مثل الموت والولادة. صعب بأن يعاد مرتين" نزار قبانى

مشاعرنا هى صلوات روحانية، دقات القلب كالتراتيل الدينية ترتلها القلوب فى انتظام شديد كلما تذكر الحبيب، النبضات المتسارعة التى تكاد تخرج قلوبنا معاها تسابيح وأذكار تناجى الحبيب، وتبقى نظارتنا وأفعالنا اللاإرادية كأنها طقوس تعبدية خالصة.

تلك التناقضات الإنسانية التى تنتابنا فى أوقات الحب، التهور والتطرف الشديد فى مشاعرنا، الغيرة ذلك الجنون الحدسى المربك، فى مقابل ذلك الهدوء والسكينة التى تنتابنا فى وجود الحبيب، هذه القداسة والإجلال لذات الحبيب.

 

"الحب مثل الموت وعد لا يرد ولا يزول" محمود درويش

الحب عهد ووعد، دون عقود ودون شروط، هو اتفاق ضمنى بين قلبين تواعدا يبقوا معا،.. فى الحب نحن لا ننتظر شىء، لا نبتغى مقابل، كل ما هنالك هو الحب نفسه، كل ما نأمله هى تلك المشاعر والأحاسيس، هو البقاء، الحياة التى نعيش فيها الحب.

الحب من المسلمات، مثل الولادة والموت، بل هو لحظة ميلاد جديدة للمحب، وفى فقدانه هى نهاية ووفاة مشاعر جميلة، وحتى لو تحاشينا الحب نفسه، فنحن نصير موتى، فالحب هو غذاء الروح.

 

"وتسألنى ما الحب؟ الحب أن أكتفى بك ولا أكتفى منك أبداً".. نزار قباني

هكذا هو الحب، لا ندرى بأنفسنا بالوقت الذى نقضيه مع الحبيب، الأوقات كلها قصيرة ولو ظللنا العمر كله، نكتفى بوجوده طوال الوقت ولا نكتفى منه أبدا، لا يكفينا الحديث إليه، النظر فى عينيه، التقرب له، نتمنى تطول بينا الحياة، كى نضمن البقاء طوال الوقت إلى جانبه.

الحب هو تلك الأوقات المقدسة التى تستحق أن يقام من أجلها الصلوات.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة