صور.. ملحمة نجاح يكتبها رجال النظافة بمدينة العاشر من رمضان.. حولوا شوارع وأزقة المدينة لمستوى جمالى بديع.. "الحاج إبراهيم": الفلوس مش كل حاجة وإتقان العمل الأهم.. و"عم صابر" ابن سوهاج يدعو للرئيس السيسي بالصحة

الأربعاء، 11 يوليو 2018 04:00 ص
صور.. ملحمة نجاح يكتبها رجال النظافة بمدينة العاشر من رمضان.. حولوا شوارع وأزقة المدينة لمستوى جمالى بديع.. "الحاج إبراهيم": الفلوس مش كل حاجة وإتقان العمل الأهم.. و"عم صابر" ابن سوهاج يدعو للرئيس السيسي بالصحة المساحات الخضراء فى مدينة العاشر من رمضان
كتبت – منال العيسوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مدينة العاشر من رمضان واحدة من أقدم المدن العمرانية فى مصر، ورغم مرور السنوات عليها إلا أنها مازالت تحتفظ بلقب المدينة الخضراء، لما تتمتع به من مساحات خضراء شاسعة، شوارعها الرئيسية دائما نظيفة، لأن المهمة أوكلت من جهاز المدينة لعمال اليومية فى قطاع النظافة، فهم كلمة السر الأولى فى استمرار المدينة الخضراء.

 

يسطر عمال النظافة بمدينة العاشر من رمضان ملحمة يومية فى خدمة بلدتهم، ومع أول خيط للنهار تراهم يقفون مجموعات فى ميادين وشوارع مدينة العاشر من رمضان ومعهم أحد مشرفين النظافة بجهاز المدينة، لتوزيعهم كل فى موقعة. أحلامهم بسيطة والستر والصحة هدف مشترك للجميع.

جهاز مدينة العاشر من رمضان، قرر أن يوكل مهمة نظافة الأحياء السكنية لشركات نظافة قليلة الخبرة، التى بات أداؤها سيئ وتكاسلت فى رفع كثير من المخلفات التى سبق ورصدها "اليوم السابع" فى أحد تحقيقاته، بالتوازى مع هذه الحالة احتفظت الميادين والشوارع الرئيسية ببريقها ونظافتها المستمرة، ويعود الفضل فى الأمر لهؤلاء الذين جاءوا من قرى محافظة الشرقية وصعيد مصر بحثا عن لقمة عيش ورزق حلال.

 

وفى البداية يتحدث الحاج إبراهيم يوسف، وهو رجل النظافة الذى تخطى الخمسين عاماً، ونحت الزمن على وجهه تفاصيل حياة ملئها التعب والشقى، قائلاً: "أنا من مشتول السوق، وعندى 6 أولاد جميعهم بالتعليم وأكبرهم متخرج من كلية الهندسة ويعمل مهندس حاليا فى ادارة العقارية، علمتهم جميعا بالحلال رغم أنه جنيهات قليلة ".

 

ويكمل عم إبراهيم وهو يمارس عمله فى مدخل مدينة العاشر من رمضان لـ"اليوم السابع"، قائلاً: "الفلوس مش كل حاجة رغم أنها مهمة، لكن الصبر والحكمة فى التصرف وإنفاق هذه الجنيهات البسيطة يجعلها تفى ببعض الاحتياجات، انا باخد 860 جنيه وربنا مبارك فيهم، صحيح مع ارتفاع الأسعار الحياة بقيت صعبه لكن بتتقضى، الرزق مش بس فلوس، الرزق ممكن يكون عيل صالح ومتربى يشيل مع ابوه الحمل، وست مدبره تحط القرش على القرش وتقدر تعمل حاجة".

 

ويعتبر عم إبراهيم والد لـ3 فتيات وله إبن طالب فى الهندسة، ومازال لدية ولدان احدهم بالثانوية العامة والأخير بالمرحلة الإعدادية، يأتى كل صباح فى الأتوبيس الذى يستقله من بلدته مع الخامسة صباحا ليكون داخل مدينة العاشر فى تمام السابعة والنصف.رغم سنه الكبير، الا أنه منتظم فى عمله لكن يحلم بحجة لبيت الله، معاش لزوجته بعد مماته حتى يتركها مستورة قائلا: "نفسى فى معاش لمراتى بعد ماموت عشان تعيش مستورة بدل ما تبقى مكافآتها فى الحياة الصعبة اللى استحملتها معايا، تكون البهدلة، والمعاش لازم أكون متثبت فى الشغل، وأنا شغال بقالى 28 سنة عامل يومية زهرات"، ومسمى عامل زهرات تلك الكلمة الوحيدة التى رددها كثير من زملاؤه الذين يمارسون عملهم دون كلل أو ملل، يرفعون قمامة الشوارع ويمشطونها يوميا، ويجمعون قصاصات ورق الأشجار بعد تهذيبها، كل ما يطمحون فيه التثبت لتأمين غدر الزمن على اولادهم وأسرهم.

 

فيما وقف صابر عبد الله ممسكا بمكنسته الطويلة، يدعو للرئيس السيسى بالصحة، قائلا " ربنا يحميه زى ما حمى البلد، وحمانا من الارهاب، لكن عليه أن ينظر لنا بعين العطف فهو أب لنا جميعا، واحنا هنستحمل معاه كل اللى عاوزه، لكن 100 جينة زيادة فى المرتب تهون الصعب علينا، عشان نعرف نعيش، أو تثبتنا فى شغلنا لحماية ولادنا بكرة ".

 

الحاج صابر جاء للمدينة من أقصى صعيد مصر من قرية تتبع مدينة طهطا بمحافظة سوهاج منذ 20 عاما، فى رحلة بحثه عن لقمة عيش ورزق حلال، عمل فى رفع الطوب والزلط، وساهم فى انشاء كثير من العمارات الفارهة بالعاشر من رمضان، يسكن فى بيت بسيط بمنطقة الكيرهاوس بالمجاورة 15 بمدينة العاشر، ومع خطة جهاز العاشر لتطوير المنطقة يخاف أن يجد مصيره بالشارع، ويطمع فى شقة تأوية هو وأسرته".

أما أبو على مصطفى فقد جلس على رصيف الشارع يكمل إفطاره مع زملاؤه، دون الاهتمام بما يدور حوله من حديث بينهم، وفجأه قرر أن يشارك بأحلامه قائلا: "أنا بحلم أن بلدنا تبقى اغنى بلد فى العالم، لكن هيه فعلا اغنى بلد بناسها الطيبة، لكن هناك كثير من رجال الأعمال يقدروا يساعدوا مع الحكومة والريس، لو كل رجل أعمال قرر يبقى مسئول عن مجموعة من العمالة، يدربهم ويدفع مرتبتهم، وده يبقى الزام عليهم فزى ما البلد بتديهم هما كمان لازم يدوا البلد ".

 

وأكمل ابو على بكلماته البسيطة التى رغم بساطتها تحمل فكر عالى، مؤكداً أن الفكرة الجيدة ليست حكرا على المتعلم، أو المسئول، وإنما تأتى من قلب من يعانون منها، قائلاً: "فى مدينة زى مدينة العاشر من رمضان، ممكن كل رجل اعمال يكون مسئول على شريحة بسيطة من الناس يبنى لهم مساكن ويوفر لهم عمل، وان كل العمالة الغير منتظمة والغير معينه يمكن أن يتم أنشاء مؤسسة لهم تعلمهم مهن ويتولى دفع راتبهم والتأمين عليهم هذا الرجل، وهنا يكون رفع عن الدولة الحرج فى تعين هذه العمالة، احنا عارفين، أن السبب فى عدم التعيين انم فيش ميزانية تكفى، فلو توفرت الميزانية هتكون الأزمة أتحلت".

 

وبهذه المفردات المتتالية البسيطة المنظمة طرح أبو على فكرة المسئولية المجتمعية للشركات وهى فكرة تناقشها وزارات وقطاعات، ووعى المواطنين لا يتوقف عند حد من التعليم، فأحيانا يكون الرجل البسيط الذى يعمل فى جمع القمامة والنظافة له من الفكر الناضج النابع من التجارب الحقيقة فى الحياة".

 

أبو على ومصطفى وصابر وعبد الله وأحمد هم مجرد نماذج من هذا المجتمع البسيط، أحلامهم لا تتخطى سقف الأحلام المشروعة، فى حج بيت الله والستر والصحة لاستكمال حياتهم، يملكون القدرة على العمل والصبر وينتظرون الاستقرار، ويقول عبد الله أبو ستيت أحد عمال النظافة: "التثبيت فى الوظيفة مش هيزود مرتباتنا كتير، فالفرق بين عامل اليومية والعامل المثبت لا يزيد عن 100 جنيه فى المرتب، لكن فيه فرق تانى أهم هو أن الأول لو مات ضاعت أسرته، أما الثانى فهيبقى له معاش تكمل بيه أسرته حياتهم"، ومع نهاية يوم عمل يبدأ من الثامنة صباحا حتى الثانية والنصف ظهرا، جلس العمال يفترشون أحد المسطحات الخضراء بالمجاورة الرابعة يقتسمون القوت والأحلام وينتظرون أتوبيس الجهاز ليقلهم إلى قراهم وأسرهم.

 









مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

معتز مجدى حامد

مدينة خضراء ازاى وهما فى التطوير قطعوا كل الشجر

مجاورة 15 فى الحى الثانى فى مدينة العاشر من رمضان بدء التطوير فيها شهر مايو 2017 وفى التطوير ده المقاول قطع كمية شجر مهولة المجاورة كانت خضراء بقت صحراء ولسة لحد دلوقتى شغالين فى التصحير وسد غرف تفتيش الصرف الصحى

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة