"يخرب بيتك يا كيف ويخرب بيت معرفتك".. حكايات متعافين من الإدمان.. أيمن تعافى ووهب حياته لعلاج المدمنين.. صاحب السوء وضع "كبريتا" على طريق المخدرات.. وخالد ينصح المدمن: ادى نفسك فرصة وهتعرف أنك أقوى من أى مخدر

الجمعة، 02 مارس 2018 06:05 م
"يخرب بيتك يا كيف ويخرب بيت معرفتك".. حكايات متعافين من الإدمان.. أيمن تعافى ووهب حياته لعلاج المدمنين.. صاحب السوء وضع "كبريتا" على طريق المخدرات.. وخالد ينصح المدمن: ادى نفسك فرصة وهتعرف أنك أقوى من أى مخدر أيمن التركى متعافى
كتبت نهير عبد النبى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"يخربيتك يا كيف ويخربيت معرفتك صحيح دمك خفيف بس يارتنى معرفتك"، من أشهر الأغانى الشعبية التى تحدثت عن إدمان المخدرات ومراحل التطور التى يمر بها المدمن من تجربة المخدر حتى الإدمان وفقدان الأهل والأصدقاء، ثم الانحراف والجريمة.

ووفقا للأبحاث والدراسات فإن 10% من المصريين يتعاطون المخدرات، و24% من متعاطى المخدرات سائقون، فضلا عن انتشار الحوادث والجرائم فى المجتمع بسبب المخدرات.

وعلى عكس الدارج والمعروف فهناك عدد كبير من الشباب استعادوا قوتهم وحياتهم واستطاعوا أن يحاربوا "الإدمان"، وذلك بعدما فقدوا حياتهم وضيعوا سنوات من عمر الشباب بسبب سيجارة حشيش أو قرص ترامادول.

قصص وحكايات خلف أسوار المستشفيات على كلمات أغنية "الكيف" رصد "اليوم السابع" حكايات المتعافين من الإدمان ورحلتهم منذ بداية التعاطى حتى الشفاء والرجوع إلى الحياة أقوى وأنجح من قبل.

 

"وسجارة جابت جوان وجوان جاب حباية"

خالد سلطان وكبريتا
المتعافى وزميله 
 

"الإدمان مرض مثل باقى الأمراض وبالصبر والقوة نستطيع أن نهزمه".. هكذا بدأ خالد سلطان 56 عاما كلامه، فهو واحد من الأبطال الذين استطاعوا أن يحاربوا الإدمان ويتخطوا كل المراحل المؤلمة فى العلاج.

 

قال خالد لـ"اليوم السابع": "لا يوجد سبب محدد لتعاطى المخدرات، ولكنه يعتمد على التجربة، ففى سن الشباب والمراهقة تعرضت لإغراءات كثيرة وكان الإدمان واحدا منها، وللأسف وقعت فريسة له حتى أدمنت كل أنواع المخدرات".

وأضاف: "خسرت وظيفتى وأسرتى بسبب الإدمان، فكنت أجيد عملى وأتقنه وكنت زوجا وأبا لطفلة 4 سنوات، ولكن منذ دخولى عالم الإدمان ضيعت كل شىء أملكه، فتغير سلوكى وتدهورت صحتى وانفصلت عن عملى وزوجتى وحرمت من أجمل لحظات الأبوة والحنان مع طفلتى".

 

وتابع خالد: "كنت ميتا على قيد الحياة، لا أعمل أى شىء فى حياتى غير توفير الفلوس من أى مكان لشراء المخدرات، حتى وصلت لأقصى مراحل الضياع وتعرضت للحبس والضرب والنوم فى الشوارع، ومن هنا قررت العلاج والرجوع لحياتى التى خسرتها بسبب قرص مخدر، فذهبت إلى المستشفى وأنا بكامل قوتى لأبدأ رحلة العلاج".

 

واستطرد خالد حديثه: "فى بداية الأمر كان العلاج قاسيا، خصوصا فى مرحلة الانسحاب وخروج المخدر من الجسم، ولكن جلسات الدعم النفسى والسلوكى هونت هذه اللحظات، وبالفعل ربحت فى معركتى مع الإدمان، ومنذ 14 عاما حتى الآن وأنا مقلع عن المخدرات بجميع أنواعها".

 

وانهى خالد حديثه: "الآن أصبحت شخصا سويا له دور فى المجتمع وأعمل فى أحد مستشفيات علاج الإدمان، والحمد لله تزوجت وأنجبت وعوضت كل ما خسرته فى حياتى، وأنصح كل مدمنى المخدرات بتجربة العلاج.. اعطى لنفسك فرصة وستكتشف أنك أقوى من أى مخدر".

 

"فى واحد ابن حرام قاعد جوه نفوخى".. سجارة من صديق التركى سبب الإدمان 

ايمن
أيمن

"من مدمن لطبيب المدمنين"، قصة أيمن تختلف كثيرا عن غيره فبدأ الإدمان وهو طفل عمره 13 عاما، لم يدرك من الأساس تأثير المخدرات على صحته وحياته، ولكنه خاض هذه التجربة لنسيان فقدان أحد أقاربه، حيث نصحه واحد من الأصدقاء بأن المخدرات تشعرك بالسعادة والفرح وتنسيك هموم الحياة.

 

ايمن التركى
ايمن التركى

 

قال أيمن التركى 54 عاما لـ"اليوم السابع": "المخدرات لعنة ووباء منتشر فى المجتمع، ولكن أى شخص يستطيع التخلى عنها بالصبر والإرادة، فأنا واحد من هؤلاء الذين اصابتهم اللعنة منذ الطفولة وجربت كل أنواع المخدرات". 

اسرة ايمن التركى
اسرة ايمن التركى

 

وأضاف: "خسرت والدتى وأهلى بسبب التعاطى، فكانت المخدرات هى وسيلتى لمحاربة المشاكل والصعوبات، كما نصحنى أحد الأصدقاء بأن المخدرات تستطيع أن تنسينى المشاكل والهموم، ولكن لم ينصحنى بتأثيرها على حياتى وصحتى".

 

وتابع: "فى 2011 قررت الإقلاع عن المخدرات بسبب تدهور صحة والدتى وإهمالى لها ولصحتى، وبالفعل ذهبت لأحد المستشفيات الخاصة لعلاج الإدمان وتعرضت لخطوات العلاج الدوائى والنفسى والسلوكى لمدة ثلاثة شهور، فى بداية العلاج كان الأمر صعبا بسبب التعب الجسدى والاشتياق للمخدرات، ولكن مع الوقت اختفت هذه الأعراض، فبعد فترة التبطيل اختلفت حياتى وأصبحت شخصا مقبولا اجتماعيا، وحياتى وعملى فى تقدم، وعلاقتى بربنا أقو، وشاركت فى تأسيس مركز لعلاج المدمنين مع مجموعة من الأطباء".

 

التركى
التركى

 

واستطرد حديثه: "كنت رافض الزواج أثناء فترة التعاطى، وذلك بسبب فشل العلاقات الزوجية والحياة البائسة التى يعيشها الطرفان عند تعاطى أحدهما المخدرات، وبعد التعافى قررت الزواج والآن لدى ولد وبنت".

 

ونصح التركى الشباب: "نحن نخلق اعتقادات بأن المخدر هو الوسيلة التى تخفف الألم والوجع، ولكن فى حقيقة الأمر المخدر له تأثير لفترة قصيرة، ولكن مخاطرة كبيرة على الصحة، فمن الممكن أن تحارب مشاكلك فى الحياة بالصبر والإيمان والعمل".

 

"

يخربيتك يا كيف يا معيشنى فى مذلة".. كبريتا يعود للحياة بعد ذل المخدرات

"يخربيتك يا كيف يا معيشنى فى مذلة"، فعبرت هذه الكلمات عن حياة محمد كبريتا 38 عاما خلال سنوات من الإدمان، بسيجارة واحدة من أصدقاء السوء، لم يستطع محمد التخلى عن المخدرات حتى وصل به الأمر لخسارة عمله وحياته وإيذاء كل المقربين إليه.

 

محمد كبريتا
محمد كبريتا

 

قال محمد لـ"اليوم السابع": "بعد التعافى من المخدرات شعرت بطعم الأكل والسعادة والنجاح، فالإدمان وباء أو مرض خبيث مثل السرطان، يصيب الإنسان ويجعله أسيرا لكل أنواعه، فبدأت القصة بتجربة سيجارة حشيش من أحد الأصدقاء وبعدها تعاطيت كل أنواع المخدرات، حتى وصلت لأصعب مراحل الإدمان، وخسرت حياتى ومستقبلى وعملى وأهلى، وتدهورت حالتى الصحية والنفسية وأصبحت شخصا ضعيفا ذليلا لسيجارة أو قرص تراماول.

 

وأضاف محمد: "ساءت حالتى من جميع النواحى فقررت أن أعود لحياتى من جديد وأبدأ فى العلاج، والحمد لله حققت إنجازا كبيرا، وفى شهور أصبحت شخصا متعافيا من الإدمان، وواحد من العاملين بالمستشفى لمساعدة المدمنين وتأهيلهم نفسيا ومعنويا والحمد لله تزوجت وأنجبت".

 

وأضاف: "الشخص القوى والشجاع هو من يعود للحياة مرة أخرى بدون المخدرات التى تجعله فى أقصى درجات السعادة دائما، فعمرى الحقيقى 12 عاما، وهى فترة الإقلاع عن المخدرات والآن أصبحت شخصا سويا ونافعا للمجتمع".

كبريتا
كبريتا

 

 

الدكتور خالد السياجى: المتعافى من الإدمان أفضل 600 مرة من الشخص الطبيعى

وقال الدكتور خالد السياجى، نائب مدير إدارة علاج الإدمان بالأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان: "يعتقد الكثيرون أن المدمن مجرم ولكن فى حقيقة الأمر فالإدمان مرض مثل أى مرض عادى يحتاج لفترة علاج وتأهيل للرجوع للحياة الطبيعية مرة أخرى، فيحتاج المدمن للدعم والتشجيع، فالإدمان عبارة كيمياء تتغير فى المخ واستبدال متعة بمتعه أخرى وهى المخدر".

 

وأضاف السياجى: "الشخص القوى هو الذى يقرر محاربة الإدمان بالعلاج، فالمتعافى من الإدمان أفضل 600 مرة من الشخص الطبيعى، وذلك لأنه يمر بمراحل علاج عديدة منها الدوائى والسلوكى والنفسى، فالمدمن تعرض لجميع أنواع الإيذاء النفسى، وبالتالى يتم علاجه جسديا ونفسيا حتى يطرد كل الأفكار والطاقات السلبية من جسمه".

 

وتابع السياجى: "ففى جلسات الدعم النفسى يتحدث المدمن عن مخاوفه وأخطائه ومشاكله، وفريق الطب النفسى والسلوكى يقوم بدوره فى تأهيل المريض وتشجيعه على التغلب على مخاوفه وتحويله لشخص سوى نفسيا وجسديا".

 

وأنهى السياجى كلامه: "جميعنا لدينا أسرار لا نبوح بها لأحد ولكن المدمن يستطيع أن يتحدث عن كل مشاكله فى جلسات الدعم، لذلك أنصح المدمنين بتجربة العلاج الصحيحة لتصبح إنسان نافع للمجتمع".

 

وقالت الدكتورة أمانى هارون، أستاذ الطب النفسى والإدمان طب عين شمس: "إن جزءا كبيرا من مرضى الإدمان يصابون بحالة من الإنكار ويعتقدون أنهم فى أحسن حالاتهم، نظرا لتأثير المخدر عليهم وشعورهم الدائم بالسعادة، لذلك يرفضون العلاج ظنا منهم أنهم بصحة جيدة".

 

وأضافت أستاذ الطب النفسى: "من الطبيعى عندما يشعر أى شخص بألم جسدى أو نفسى يلجأ للطبيب فورا لوصف العلاج وتشخيص الحالة، ولكن أثناء فترة الإدمان يشعر المريض أنه طبيعى وبصحة جيدة حتى يتعرض للعلاج، خصوصا مرحلة الانسحاب فيتعرض لألم واكتئاب شديد".

 

وتابعت: "من أبرز أسباب رفض المدمن للعلاج هو تعرضه لمرحلة علاج غير ناجحة أو غير كاملة، وبالتالى يصاب بالإحباط ويرفض العلاج، لذلك أنصح المدمن باختيار المكان المناسب للعلاج ومن الأفضل أن يكون العلاج داخل مستشفى متخصصة لاتخاذ كورس كامل من العلاج الدوائى والسلوكى والنفسى، والمساعدة على تحمل الألم أثناء مرحلة الانسحاب حتى يعود لحياته الطبيعة دون الرجوع إلى الإدمان مرة أخرى".

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة