"رمضان" طالب بالشهادة الإعدادية الأزهرية محبوب بين زملائه ومعلميه، انضم لفريق كرة القدم بمركز شباب قريته ، وراوده حلم الانتقال إلى أحد الأندية الى جانب استكمال دراسته، ولكن القدر لم يمهله، إذ لقى مصرعه صعقا بماس كهربائى بعمود إنارة أثناء لعبه بشوارع القرية.
اليوم السابع التقى والد الطفل ليحكى مأساة فقده لابنه بسبب الإهمال فى إصلاح عمود إضاءة وتركه عاما كاملا .
وأكد أحمد يوسف مرسى فلاح 50 سنة يقيم قرية الحاجر بمركز بنى سويف، إنه لديه 10 من الأبناء بينهم أربعة يعيشون معه بالمنزل والآخرون متزوجون، وابنه رمضان 15 سنة كان طالبا متفوقا بالصف الثالث الإعدادى الأزهرى، حريصا على المذاكرة وحفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية، إذ وهبه الله صوتا جميلا كثيرا ما استمعنا اليه بالمنزل خلال مراجعته القرآن الذى يدرسه بالمعهد .
وأضاف يوسف: يوم الواقعة استأذن "رمضان" فى الذهاب إلى بعض زملائه بالقرية لاصطحابهم إلى المعهد الأزهرى لمعرفة موعد الامتحانات، وغادرت المنزل وتوجهت إلى الحقل وبمرور الوقت علمت من أحد ابنائى بتعرض شقيقه للصعق الكهربائى بعمود إنارة ونقله للمستشفى، فعدت مسرعا لأجد ابنى جثة هامدة بالمنزل وأبلغت الشرطة وتحرر محضر بالواقعة ، وفحص مفتش الصحة جثمان الطفل وكتب فى تقريره وتصريح الدفن أن سبب الوفاة "صعق كهربائى نتيجة التعرض لخط نقل كهرباء أدى إلى إحداث هبوط فى قلب الطفل " ، وألهمنى الله الصبر والسكينة وقمت على غسل ابنى قبل تكفينه وعثرت فى يديه على آثار حرق فى الجلد بسبب الصعق الكهربائى .
وتابع يوسف قائلا : علمت من بعض الأهالى وأصحاب المنازل القريبة من مكان الواقعة أن ابنى كان يلعب الكرة مع زملاءه ، وركض ليلحق بالكرة بعد وصولها بجوار عمود إنارة فجذبه ماس بعمود كهربائى، نتيجة تدلى سلك كهرباء وملامسته للعمود فضلا عن وصوله للأرض المبللة بالمياه حول العمود .
وتابع : لم يحرك المسئولون ساكنا بعد الحادثة ، فضلا عن أن من تولى إصلاح الوصلة الكهربائية المتسببة فيما حدث لابنى كهربائى من أبناء القرية ، وليس العامل الفنى للكهرباء والمسئول عن القرية بالوحدة القروية.
واستطرد يوسف قائلا : منذ شهور حذرنى الطبيب البيطرى المعالج للماشية من شد وثاقها فى عمود الإضاءة المجاور للجمعية، أثناء توقيعه الكشف عليها ، وأخبرنى أن به ماس تسبب فى صعق رأسى ماشية ونفوقهما ، وهذا دليل على أن عمود الإنارة به ماس كهربائى منذ عام ، ولم يهتم مسئولو الوحدة القروية لقرية ابشنا التابع لها قريتنا بإصلاحه ،لذلك أقمت دعوى قضائية ضد المسئولين المتسببين فى وفاة ابنى وليس هدفى منها الحصول على تعويض ، بل معاقبة المهملين والمقصرين فى أداء عملهم وحصولهم على الجزاء المناسب، وضمان عدم تكرار الحادثة مع أهالى القرية .
ويلتقط أطراف الحديث الدكتور مصطفى أمين طبيب الوحدة الصحية بالقرية قائلا : استقبلت الطفل رمضان أحمد ونبضات قلبه ضعيفة جدا وأجريت له انعاش رئوى للقلب ثم رافقته فى سيارة إسعاف إلى مستشفى بنى سويف العام ولم أتوقف طوال الطريق عن انعاش قلب الطفل ، وفور وصولنا المستشفى حاول الأطباء انقاذه دون جدوى .
ولفت طبيب الوحدة ، أن الصعق الكهربائى دائما يتسبب فى فتحتى دخول وخروج للمصاب ومن يكتب له النجاه لا تمر الكهرباء على القلب ، ولكن الطفل" رمضان" دخل التيار الكهربائى من يده اليمنى إلى اليسرى مرورا بالقلب، ما أدى إلى حدوث اضطراب فى نبضات القلب وهبوط بالدورة الدموية ، وهذا ما تضمنه تقرير مفتش الصحة بعد فحص الطفل وتوقيع الكشف الطبي عليه .
والد الطفل مع محرر اليوم السابع
والد الطفل يروى مأساته
الطفل ضحية الاهمال
الطفل رمضان احمد
احمد يوسف والد الطفل
