تعرف على.. جدول أعمال جولة ماكرون الأفريقية فى 4 دول بالقارة السمراء

الإثنين، 27 نوفمبر 2017 11:47 ص
تعرف على.. جدول أعمال جولة ماكرون الأفريقية فى 4 دول بالقارة السمراء الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون
أ ش أ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يبدأ الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، اليوم الاثنين، جولة أفريقية تعد الأولى له تشمل بوركينا فاسو وساحل العاج وغانا، وتستمر لمدة 4 أيام، مستهدفا تطوير العلاقات الفرنسية الأفريقية وإعادة توجيهها نحو ريادة الأعمال والشباب والتعليم.

وتعد بوركينا فاسو، المحطة الأولى لماكرون، وسيلقى خطابا مهما فى جامعة واجادوجو، أمام 800 طالب جامعى، يحدد خلاله معالم سياسات فرنسا تجاه أفريقيا، ورغبته فى وضع خارطة طريق واضحة تشارك فيها مختلف الوزارات.

وفى محاولة منه لإبعاد فرنسا عن صورة "المستعمر التقليدى" فى أفريقيا، ينتظر أن يركز ماكرون، خلال جولته على الشراكة الاقتصادية والعمال والتعليم والرياضة والطاقات المتجددة، عوضا عن مساعدات التنمية.

ومن المقرر أن يزور ماكرون، مع الرئيس البوركينى، روش مارك كريستيان كابورى، محطة طاقة شمسية فى مدينة "زاجتولى" على مشارف العاصمة واجادوجو، وهى من أكبر محطات الطاقة الشمسية فى غرب أفريقيا، وتم تمويلها بشكل مشترك من قبل الوكالة الفرنسية للتنمية والاتحاد الأوروبى.

ووفقا للإليزيه، فإن اختيار بوركينا فاسو، لتكون المحطة الأولى فى جولة الرئيس ماكرون، تحمل رسالة مفادها الرغبة فى تحسين صورة فرنسا فى أعين شباب هذا البلد الذى فيما يبدو ليس لديه صورة جيدة عنها، خاصة منذ سقوط الرئيس السابق بليز كومباورى بضغط من الشارع فى 2014، ثم هروبه بمساعدة فرنسا إلى ساحل العاج.

ويتوجه الرئيس ماكرون، بعد ذلك إلى أبيدجان لحضور فعاليات القمة الأفريقية الأوروبية، والتى سيسعى من خلالها إلى إعادة وضع العلاقة الفرنسية الأفريقية فى إطار مشروع لإعادة تأسيس أوروبا من خلال الحصول على دعم الأوروبيين لقوة دول الساحل الخمس المشتركة لمحاربة الإرهاب، والتنسيق لمكافحة شبكات التهريب، لاسيما مع السلطات الليبية، حيث يباع بعض المهاجرين كالرقيق.

وخلال الزيارة سيضع الرئيس الفرنسى، حجر الأساس لمترو أبيدجان، المشروع الرئيس الذى أسهمت فرنسا فى تمويله بقرض كبير وصل إلى 1.4 مليار يورو، كما سيزور بعض الشركات الناشئة فى أكرا.

أما المحطة الأخيرة فى جولة ماكرون الأفريقية، فستكون فى غانا، وهى الزيارة الأولى من نوعها لرئيس فرنسى، وتتزامن مع مرور ستين سنة على استقلال غانا وإقامة العلاقات الدبلوماسية بين أكرا وباريس.

وجاء اختيار غانا لتكون المحطة الثالثة فى جولة ماكرون لعدة أسباب من بينها، أنها دولة ناطقة بالإنجليزية، وبالتالى فإنها تعزز مساعى ماكرون لإظهار "مقاربة قارية لأفريقيا" تتجاوز المستعمرات الفرنسية السابقة، وتعكس رؤية مختلفة تحاول تحقيق الاندماج بين الدول الأفريقية الناطقة بالفرنسية والإنجليزية، كما تضع غانا الابتكار على رأس أولوياتها، وتعد نموذجا للاستقرار فى منطقة غرب أفريقيا التى تبدو معظم الوقت على صفيح ساخن.

وكان الرئيس ماكرون، قد أولى اهتماما خاصا للقارة الأفريقية منذ توليه حكم فرنسا فى مايو 2017، وظهر ذلك فى العديد من الأمور منها اختياره لمالى لتكون أول دولة يزورها رسميا خارج أوروبا بعد أقل من أسبوع على تسلمه مهامه كرئيس لفرنسا، كما برز اهتمامه بالقارة السمراء من خلال إنشاء مجلس رئاسى لأفريقيا يضم شباب رجال الأعمال الذين يحملون جنسيتين ولديهم علاقات وثيقة مع بلدانهم الأصلية.

ويهدف هذا المجلس إلى تقديم رؤية مختلفة عن أفريقيا بعيدا عما تتناقله القنوات الدبلوماسية التقليدية، فضلا عن فتح قنوات جديدة للنقاش والتحاور مع القارة الأفريقية وبلورة دبلوماسية اقتصادية معها، وجاء تأسيس هذا المجلس تنفيذا للوعود الانتخابية التى أطلقها الرئيس ماكرون، خلال حملته للانتخابات الرئاسية، وجدد من خلاله رغبته فى أن تحتل القارة السمراء وضعا مميزا فى قلب الدبلوماسية الفرنسية، حيث أعلن خلال خطابه فى قمة السفراء بقصر الإليزيه فى أغسطس الماضى أن مستقبل العالم يصنع إلى حد كبير فى أفريقيا.

فى ضوء ما سبق، يتفق المراقبون، على أن جولة ماكرون الأفريقية تحظى بأهمية خاصة للعديد من الأسباب أبرزها، أن الخطاب الذى من المنتظر أن يلقيه الرئيس الفرنسى فى بوركينا فاسو، هو محل ترقب وانتظار من قبل مختلف الأوساط الداخلية والخارجية، فهو الذى سيحدد الملامح العامة لسياسات ماكرون خلال فترته الرئاسية تجاه أفريقيا.

وألقى ماكرون، خطابا فى الأمم المتحدة حدد خلاله ملامح رؤيته حول قضايا دولية، كما وجه خطابا متعلقا بسياساته الأوروبية فى جامعة السوربون، ويعد خطابه غدا فى جامعة واجادوجو، بذات أهمية الخطابين السابقين، حيث إنه سيمثل خطابه الرئيس تجاه القارة السمراء، الذى يأمل من خلاله إطلاق حقبة جديدة من العلاقات الفرنسية الأفريقية.

ويرى المراقبون، أن ماكرون، لن ينتهج نهجا مختلفا عن أسلافه تجاه أفريقيا، فهو لا يزال يعطى الأولوية للأمن فى الساحل ويريد الاحتفاظ بنفوذ فرنسا فى أفريقيا الفرنكوفونية مع الانفتاح على بلدان أخرى، لكن الفارق فى أنه يدرك جيدا الثروات التى تحتويها هذه القارة والفرص الاقتصادية التى تقدمها، والتى يمكن أن تسهم فى تنمية العلاقات الفرنسية الأفريقية.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة