ندوة حول مسلسل الجماعة.. نجاد البرعى: وحيد حامد قدم البنا فى صورة القديس.. جهاد عودة: المسلسل لم يتعرض لعلاقة المؤسس مع القصر والإنجليز.. وعمار على حسن يطالب الإخوان بعدم السكوت

اتفق عدد من الخبراء السياسيين على أن مسلسل الجماعة أثار جدلاً كبيراً على المستويين الفنى والسياسى بصورة غير مسبوقة، رغم ما اشتمله المسلسل من انحياز سياسى وأخطاء تاريخية مثل كل الدراما التاريخية التى تقدم فى مصر والعالم العربى.

جاء ذلك خلال ندوة حول مسلسل الجماعة نظمتها مؤسسة عالم واحد للتنمية وحقوق الإنسان مساء أمس، وأدارها الدكتور وحيد عبد المجيد مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية وشهدت حضوراً كثيفاً.

الدكتور وحيد عبد المجيد، أشار إلى أن المسلسل يحسب له أنه استطاع أن يثير كل هذا الجدل حوله، الذى يعد من الإيجابيات التى لا يمكن إغفالها، مضيفاً "نحن نناقش عمل فنياً وليس سياسياً يناقش من خلاله تاريخ جماعة الإخوان المسلمين".

وقال عبد المجيد، إن المسلسل اشتمل على أخطاء تاريخية مثل كل الدراما التاريخية التى تقدم فى مصر والعالم العربى، واتضح به انحياز المؤلف ورؤيته السياسية.

عمار على حسن رئيس قسم الأبحاث بوكالة أنباء الشرق الأوسط، قال إن وحيد حامد لم يكن موفقاً إلى حد كبير، خصوصاً فى سياق البيئة المحيطة بشخصيات المسلسل، كما لم يقدم عملاً تاريخياً دقيقاً من الناحية العلمية، ولم يكن معنياً بالملامح والسياق الاجتماعى، مضيفاً "كنت وأنا أشاهد المسلسل أشعر بأن هناك وجبة أيدلوجية جاهزة لابد من أن يتلقاها المشاهد، الأمر الذى أدى إلى فساد العمل الفنى.

الدكتور جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية، أكد أن ما حدث فى المسلسل هو رسالة سياسية مباشرة، الأمر الذى أدى إلى هدر الكثير من التفاعلات السياسية، كما أن المسلسل لم يتعرض إلى التاريخ السياسى المصرى وتفاعلات حسن البنا مع القوى السياسية الأخرى الموجودة مثل الوفد مثلاً أو مصر الفتاة أو علاقته بالقصر والإنجليز، كما لو أن الفترة التاريخية التى يعالجها المسلسل لم تشهد إلا الإخوان وحسن البنا فقط.

الخبير الحقوقى والمحامى بالنقض نجاد البرعى، قال إن المسلسل رسم صورة لشخصية حسن البنا لا يمكن أن يرسمها أفضل واحد منتمى لجماعة الإخوان المسلمين، كما أعطى صورة شخص أشبه بالقديس، كما أن المسلسل راح يلقى الضوء على شخصية حسن البنا وكأنه يغسل يده من التنظيم الخاص، مؤكداً أن المسلسل ظلم التاريخ فى شخصية حسن البنا، مؤكداً أن المسلسل ليس منصفاً ووحيد حامد يكره الإخوان، لكنه معجب بشخصية حسن البنا.

الدكتور وحيد عبد المجيد عاد وأشار إلى أن العنف فى الإخوان بدأ منذ تأسيس الجوالة وكان هذا قبل تشكيل التنظيم الخاص عندما راح يجلب البنا بنادق خشبية لتدريب هذه الفرق ووصف عرض الإخوان، الذى تم فى جامعة الأزهر فى ديسمبر 2006 بأنه عرض رياضى قتالى بدون سلاح وليس عرضاً عسكرياً، كما أظهر المسلسل.

الدكتور جمال نصار القيادى بجماعة الإخوان المسلمين، دافع عن اتجاه "الإخوان" للعنف، قائلاً الهدف من إنشاء التنظيم الخاص كان ثلاثة أهدف، الأول محو الأمية العسكرية، التى كانت منتشرة آن ذاك، والثانى وجود احتلال، والثالث الحرب فى فلسطين وخروج الصهاينة، بالإضافة إلى انتشار العديد من التنظيمات العسكرية آن ذاك مثل الحرس الحديدى التابع للملك والقمصان الخضر والقمصان الزرق.

وشهدت الجلسة حالة سخونة عندما أعلن الدكتور عمار على حسن، أن الجماعة طلقت العنف "بالثلاثة"، مؤكداً أن الإخوان حالياً لا يستخدمون أى عنف مادى، بل هناك عنف لفظى، مضيفاً أنهم كثيراً ما يتعرضون كثيراً للعنف ونجدهم دائماً ساكتين ولم يصدر عنهم أى رد فعل عنيف، وكثيراً ما اتصلت بالجماعة و"قلتلهم أنتم ساكتين ليه؟".

الأمر الذى جعل نجاد البرعى يرد عليه مستغرباً وموجهاً كلامه لعمار "أنت عايز المرشد يطلع يضرب طلقتين فى الهوا".