بالصور.. كارثة جديدة تهدد الثروة السمكية بالنيل فى أسوان.. الصيادون يكشفون عن انقراض سمك البلطى لعدم إطلاق ذريعة منذ 10 سنوات.. والتلوث والكابوريا يلتهمان ما تبقى.. ومطالبات بتدخل الحكومة

السبت، 15 نوفمبر 2014 08:49 ص
بالصور.. كارثة جديدة تهدد الثروة السمكية بالنيل فى أسوان.. الصيادون يكشفون عن انقراض سمك البلطى لعدم إطلاق ذريعة منذ 10 سنوات.. والتلوث والكابوريا يلتهمان ما تبقى.. ومطالبات بتدخل الحكومة منازل الصيادين بجزيرة وسط النيل بدون كهرباء ولا خدمات
أسوان – صلاح المسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كشف عدد كبير من الصيادين بنهر النيل شمال محافظة أسوان بإدفو عن كارثة تهدد بانقراض الثروة السمكية، نتيجة عدة عوامل فى مقدمتها تزايد نسب تلوث نهر النيل وعدم اطلاق ذريعة جديدة منذ قرابة 10 سنوات وتزايد كبير للكابوريا، وسط مناشدات لحكومة المهندس إبراهيم محلب بسرعة التدخل.

منازل الصيادين بجزيرة وسط النيل بدون كهرباء ولا خدمات


"اليوم السابع" قضت يوما كاملا مع الصيادين بمنطقة ساحل أبو غلاب والقرى المجاورة لها بنهر النيل شمال محافظة أسوان بإدفو التى تعتمد شريحة من المواطنين فيها على صيد وتجارة الأسماك.

عطا جبريل صياد يتحدث عن مشاكل الصيد

ودق العشرات من الصيادين وأسرهم والمتقاعدين عن مزاولة مهنة الصيد الذين التقتهم "اليوم السابع" ناقوس الخطر عن قرب انقراض سمك البلطى بمنطقتهم لأسباب عديدة، أبرزها هروب الأسماك واختناقها ونفوقها بسبب التلوث الناجم عن إلقاء نفايات المصانع فى النيل بما فيها نفايات كيماوية وضارة بالثروة السمكية.

صياد يتحدث عن مشاكل الصيد بساحل أبو غلاب بإدفو

وكذلك تخلص شريحة من الأهالى من القمامة أيضا فى النيل بجانب الإبحار الخاطئ للبواخر والفنادق العائمة التى تمثل عائقا أمام القوارب الصغيرة فى الصيد التى قد يترتب عليها تعرض مراكب الصيد والصيادين للغرق بسبب الأمواج العالية التى تسببها البواخر السياحية، فضلا عن إطلاق الحكومة لذريعة سمك كبوريا -وفقا لزعم الصيادين- التى تمثل أبرز التعديات على الثروة السمكية والتى لا يجد لها الصيادين أى معنى أو مبرر سوى تدمير الثروة السمكية، حيث التهمت الكبوريا أسماك البلطى فى الوقت الذى توقفت فيه الحكومة عن إطلاق ذريعة سمك البلطى منذ عقد من الزمن تقريبا.

الشباب ومشايخ الصيادين فى انتظار الرزق

وكذلك رصد الصيادون غياب دور وزارة الزراعة والثروة السمكية وغياب جامعة أسوان التى كان يعلق عليها أهالى أسوان أمل كبير عليها ومنهم العاملين فى نشاط الصيد، حيث توجد بجامعة أسوان كلية للزراعة وكلية للمصايد والأسماك، وقالوا أيضا إنه لا توجد أى جهة سواء حكومية أو مجتمع مدنى أو لجان نقابية أو قوى سياسية تتطوع للدفاع عن حقوقهم.

حديث جانبى بين الصيادين

كما أكد الصيادين لـ"اليوم السابع"، أيضا أن كل خدمات الصيد التى تقدمها الحكومة موجهة للصيادين ببحيرة ناصر جنوب أسوان فقط وأن العاملين بقطاع الصيد من صيادين حوض نهر النيل لا تهتم الحكومة بهم على الإطلاق وأكدوا أن حوض نهر النيل بناحية الرمادى بمركز إدفو لا يوجد بها أسماك.

حديث جانبى بين الصيادين عن معاناة الصيد

أكد الصيادين لـ"اليوم السابع" أيضا أن تدهور الثروة السمكية أدى لتدهور أحوال الصيادين وتراكمت الديون والالتزامات المالية على الصيادين بسبب ارتفاع أسعار مستلزمات وخامات الصيد، مثل الشباك والغزل، مما اضطر عدد كبير منهم لهجر المهنة وإلغاء نشاطهم ووقف تراخيصهم بينما الشباب الراغب فى الصيد توجه لبحيرة ناصر جنوب أسوان حيث الاهتمام الكبير بالصيد وبالصيادين.

الصيادون بمختلف أعمارهم فى قارب واحد

وأضافوا أن حلقة السمك التى كان يتم فيه بيع الأسماك بساحل أبو غلاب توقفت لعدم وجود إنتاج سمكى.

ويقول عطا جبريل 50 سنة صياد إنه فى نهر النيل أبا عن جد، وإنه تسلم الفلوكة من والده، ولكنهم هذه الأيام يعيشون ظروف سيئة جدا، بسبب عدم وجود دخل كاف وعدم وجود إنتاج لا نهيار الثروة السمكية بنهر النيل بإدفو قبلى.

رحلة سبع ساعات فى النيل بـ2 كيلو سمك


وكشف لـ"اليوم السابع" أنهم عاجزون عن الحصول على أى مزايا من جمعيات الصيد مثل الشباك أو الفٍل أو الرصاص، ولا توجد أيدى عامله متوفرة والشباب هرب من العمل بعد قلة الرزق وأن وجد العامل فاليومية أكبر من إنتاج السنبك فى يوم بأكمله.

وقال إن محصلة اليوم من الصيد أربع كيلو سمك فقط وأصبحت تواجههم أيضا مخاطر انتشار أسماك الكبوريا التى تلتهم أسماك البلطى، مضيفا أن (المبروكة) كانت فى الماضى تقوم بإطلاق ذريعة سمك البلطى فى نهر النيل مما يؤدى لتنامى الثروة السمكية ولكنهم للأسف لم يروا ذلك من حوالى عشر سنوات.

مضيفا أنه وزملاءه الصيادين يعيشون فى جزيرة وسط نهر النيل بدون خدمات ولا كهرباء ولا مياه شرب نقية ولا رعاية طبية ويواجهون خطر العقارب والثعابين ويعيشون فى مساكن بدائية وأبناؤهم يواجهون مخاطر الذهاب للمدارس يوميا عبر قوارب الصيد المعرضة للغرق بسبب إبحار البواخر بالقرب منها فى أى وقت.

ويضيف صابر عبد الحفيظ، صياد، أن تكاليف تشغيل مركب الصيد أصبحت مكلفة جدا معطيا مثالا على ذلك بأن شباك الصيد اللازمة لمركب الصيد يبلغ ثمنها 500 جنيه تتهالك خلال أسبوع من العمل فى القارب فضلا عن ارتفاع يومية العامل فى ظل تدهور الإنتاج وتدنى الإيراد اليومى للصياد مما يصعب معه تغطية هذه التكاليف، مطالبا المسئولين بتفقد أحوال الصيادين ورؤية معاناتهم المعيشية والاقتصادية بشكل ميدانى وعلى أرض الواقع ورؤية المشهد المرير للفلوكات المتوقفة عن العمل.

وبحث ودراسة مشكلة الانخفاض الكبير فى إنتاج السمك بنهر النيل بساحل أبو غلاب بإدفو وناحية الرمادى عموما، لافتا إلى أن ذلك يرجع حد اعتقاده إلى المواد الكيماوية التى تتخلص منها المصانع فى نهر النيل بالتوازى مع (سمك الكابوريا) الذى يلتهم أى أسماك ويتسبب فى تقطيع شباك الصيد مما ترتب عليه فى النهاية انخفاض حاد فى الثروة السمكية بشكل مخيف.

مطالبا وزراء الزراعة والبيئة والرى بالاهتمام بنهر النيل مؤكدا أنه لا يوجد أى اهتمام بنهر النيل بمحافظة أسوان.

ويقول مسكين منصور صياد إنه لو تم عقد مقارنة بين أحوالهم وأحوال زملائهم وإخوتهم الصيادين العاملين فى بحيرة ناصر سنجد فارقا كبيرا جدا، مضيفا أن الحكومة وجمعيات الصيد تولى اهتمام خاص ببحيرة ناصر مما أدى لانتعاش حركة الصيد بها، بينما لا تعطى نفس الاهتمام لبقية الصيادين العاملين بطول نهر النيل بأسوان وخاصة بساحل أبو غلاب بإدفو، مما أدى لتدهور حركة الصيد النهرى.

لافتا إلى أن اهتمام الحكومة انعكس على إنتاج بحيرة ناصر فى حين ساءت أحوال الصيادين العاملين بالمجرى الملاحى لنهر النيل علاوة على مواجهتهم لكابوس (سمك الكبوريا) التى تتغذى على سمك البلطى، مما قد يؤدى لنفاد الثروة السمكية.

مناشد الحكومة الاهتمام بقطاع الصيد فى كل مكان بما فيه منطقة ساحل أبو غلاب وإنقاذ الصيادين الذين تشردوا بسبب افتقار النيل للسمك بإعطائهم معاشات تضامن اجتماعى، بحيث يكون لهم الأولوية بجانب إعطائهم الأولوية فى الحصول على أرضى الدولة التى يتم توزيعها على الشباب وصغار المزارعين لتغيير نشاطهم لكى يستطيع هؤلاء الصيادين تحمل أعباء المعيشة.

الرضا بالقليل فى وجوه الصيادين


ساعة العصارى وحديث الذكريات

صياد يتحدث لـ"اليوم السابع"



الموضوعات المتعلقة..
ضبط 14 مزرعة سمكية بدون ترخيص فى حملة أمنية على بحيرة البرلس الخميس، 13 نوفمبر 2014- 02:42 ص











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة