التواطؤ على المقدسات بين اليونسكو والعرب

السبت، 27 فبراير 2010 11:14 م
التواطؤ على المقدسات بين اليونسكو والعرب
وائل السمرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل على سبيل المصادفة جاء قرار رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو بضم الحرم الإبراهيمى وقبر راحيل وزوجة النبى يعقوب وأسوار القدس القديمة ومسجد بلال ابن رباح للآثار اليهودية بعد الاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية مباشرة؟

لا أظن أنها كانت مصادفة، وما أحسبه أن صناع القرار فى إسرائيل انتظروا حتى نفرغ من مؤتمراتنا وصراخنا وعويلنا وصمودنا المصطنع، والمتوازى باحتفالنا بالقدس عاصمة للثقافة العربية حتى يصفعونا على أوجهنا بقرار يزيد من موجات الاعتراض والغيظ المحموم، ليتباهى الشعب الإسرائيلى بانتصار ثقافى مغتصب وزائف، وليتأكد من تملكه للأرض والتاريخ والواقع والماضى والمستقبل، بينما نحن مترددون فى الحزن مترددون فى الغضب، مترددون فى إعلان الإدانة، مترددون فى الدفاع عن حق يُسلب، وأرض تُنتهك، وسماء يشكلها المغتصبون حسب أهوائهم، وكأننا نشك فى وجودنا، وفى انتمائنا، وفى أحلامنا، وفى تراثنا الذى يضيع فى كل مكان، وتحيا بادعاءاتها إسرائيل.

جهتان وقفتا مكتوفتا الأيدى والأرجل واللسان أمام هذا القرار الاستفزازى، وهما الأولى بالتحرك عالميا، الأولى هى جامعة الدول العربية التى لم نرَ لها أى تحرك إيجابى يذكر وكأن الموضوع لا يخصها ولا ينتقص من سيادتها ولا يمثل اعتداء على الأراضى المنوط بها حمايتها، أما الثانية فهى منظمة اليونسكو العريقة التى من المفترض أنها تحمى الثقافة والتراث فى العالم أجمع، إلا أن المنظمة تحت رئاسة البلغارية "إرينا بكوفا" وضعت "ودن من طين وودن من عجين" ولم تستجب للنداءات الإعلامية المتكررة بإعلان موقفها سوى برد باهت تعرب فيه عن قلقها، ولا أدرى كيف تأمن المنظمة العريقة على التراث العالمى فى فلسطين وهو تحت أيدى المتطرفين الإسرائيليين؟ خاصة وأن أبشع الاعتداءات وأقساها على هذا المسجد تحديدا كانت على يد متطرف إسرائيلى، قتل عشرات الشهداء فى صلاة فجر يوم الجمعة 15 من رمضان المبارك منذ ستة عشر عاما، وذهب ضحية هذه المذبحة حوالى 90 شهيدًا وما يقرب من مائتى جريح، كانوا داخل الحرم الإبراهيمى، وخلاف هذا العتداء الوحشى كانت هناك عشرات الاعتداءات والتفجيرات التى شملت البشر والحجر.

نامت اليونسكو، ونام العرب، والمصيبة ليست فى هذا النوم الخانع الممقوت، لكنها فى حالة اللامبالاة العامة التى تنتاب الجميع وكأن الحرم الإبراهيمى وقبر راحيل ومسجد بلال، وأسوار القدس ولا تمت لنا بصلة، ولا تشكل جزاء مهما من تاريخنا الذى لا نملك غيره، فى حاضر بات الموت أهون منه وأرحم، حتى وسائل الإعلام العربية لا نرى لها رد الفعل "التمثيلى" المعتاد، لا الجزيرة طنطنت، ولا الإذاعة تحمست، ولا التليفزيون المصرى أذاع فيلم الناصر صلاح الدين!!

نداء هنا ونداء هناك بيان هنا وبيان مضاد، اتهامات بالعمالة والتخوين، وتراشق بالألسنة من المتوقع أن يمتد إلى فعاليات القمة العربية المزمع عقدها بطرابلس فى الشهر المقبل، والغريب أن هذا الإجراء لم يكن مفاجأ فقد تنبأت فى مقال سابق بأن فى هذه الدورة تحديدا سيمر مخطط تهويد القدس، وقلت بالنص أثناء انتخابات اليونسكو فى مقال بعنوان "خطايا فاروق حسنى وفشل نظرية البطيخة الصيفى" لا يعنينى كثيرا مسألة فوز فاروق حسنى أو خسارته، لكنها تجربة مفيدة لكل الأطراف المحللين والمراقبين، وأكاد أرى أن خسارة فاروق حسنى أهون من مكسبه، فأن يمر تهويد القدس على يد عربى ومسلم أقسى وأعنف وأصعب ألف مرة من أن يحدث هذا فى ظل رئاسة غيرنا للمنظمة، فعلى الأقل إن حدث هذا على يد غربى، فليس من حق أحد أن يحرمنا أحد من الصراخ فى وجه الظلم التاريخى والعماء الدولى، أما أن يحدث فى ظل رئاسة "مسلم" للمنظمة فلا أمر ولا أقسى من هذا".

والغريب أن لا أحد يصرخ ولا أحد ينفعل ولا أحد يتحرك، وكأن الجميع متواطئون متخاذلون مستعملون متقهقرون، مستسلمون لصفعات إسرائيل واحدة تلو أخرى، فها هو الحرم الإبراهيمى على وشك الضياع تحت ادعاء أن للإسرائيليين فيه حقا تاريخيا معلوما، ولا عجب أن نراهم ذات يوم يستحوذون على الأهرامات بنفس الادعاء الكاذب، ولا عجب إن تنزع عنا عيونا وألسننا وأحلامنا، فقد استعذبنا الهوان.

الموضوعات المتعلقة بحملة اليوم السابع للتصدى لتهويد القدس والأثار الإسلامية بفلسطين
واشنطن تنتقد قرار إسرائيل بضم الحرم الإبراهيمى
ادعاءات إسرائيلية بانتهاك حقوق الأقباط فى مصر
كى مون يبلغ باراك أسفه لقرار إسرائيل ضم مقدسات إسلامية
استعداد أمنى إسرائيلى تحسبا لانتفاضة فلسطينية
التميمى: "الخليل" بداية استيلاء إسرائيل على الحرم الإبراهيمى
حواس يخاطب اليونسكو اعتراضا على ضم الحرم الإبراهيمى
الإسرائيليون يهددون الآثار الإسلامية
مستشار "الآثار": تراخى المغرب سبب ضياع آثار فلسطين
فضة: قرار نتانياهو بضم الحرم الإبراهيمى للتراث الإسرائيلى سياسى
"الشورى" يندد بضم إسرائيل الحرم الإبراهيمى لآثارها
الإخوان ينددون بقرار ضم الحرم الإبراهيمى لآثار إسرائيل
مركز حقوقى يدين ضم إسرائيل الحرم الإبراهيمى لتراثها
"الخارجية" تنتقد ضم حرم إبراهيم لتراث إسرائيل
"الأطباء العرب"يدين ضم المقدسات الإسلامية للتراث اليهودى
قاضى القدس:نتانياهو يعلن الحرب على المقدسات
الكحلاوى:على الدول العربية تجميد عضويتها باليونسكو
اتحاد الأثريين العرب يدعو لقمةإسلامية ضد إسرائيل
علماء آثار: اليونيسكو متواطئة مع إسرائيل
اليونسكو تعرب عن قلقها بشأن الحرم الإبراهيمى
أساتذة قانون دولى: حماية التراث مهمة اليونسكو
ياسين: الأنظمة العربية هى المتواطئة مع إسرائيل وليس "اليونسكو









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة