أتذكر فى صمت الخشوع بنوع من التأمل والاستقراء للأحداث، أعود لأعيش الوقائع من جديد فى زمن غير الزمان وفى مكان غير المكان.
ممتع جدا أن أشعر بنوع من التميز على المستوى الوجودى مقارنة مع باقى الموجودات.
حين تشكو الذات من قسوة الظروف، حين تلعب دور الضحية، فتتلذذ بتعذيب نفسها، حين تنصت لصوت الألم وتستكين بغباء، تفيض الدموع، وتحصر نفسها فى الشكوى، لتجعل من اللغة وسيلة للتلذذ بالعذاب لتفصلها عن واقعها وعن حقيقتها، كونها تجسيدا ماديا لعالم الفكر من خلال التواصل...
ويستمر الحوار مع الذات بنوع من الخشوع والإصغاء، بنوع من التصالح مع الذات، بنوع من الرقى فى البحث عن الجانب المظلم فينا، مع محاولة الفهم.
مع المزيد من الضوضاء، نتألم فى صمت، نتألم لأننا لا نسمع أصواتنا الداخلية، نتألم لأننا لا ننصت بحب وروية، نتألم لأننا نتسابق مع الزمن والظروف والفرص بدعوى أنها قليلة.