الظن يساوى الوهم، لأنهما معا يقومان على اختلاق وادعاء، لا يعتمدان على أساس ثابت ولا قياس معروف، إنهما نوع من الخلط ينبع من رغبة دفينة فى تشويه إنسان أو تمرير معلومة.
ننشغل دائمًا بالبحث عن إجابات لأسئلة كبرى، فنتأمل ما يحيط بنا، ونشك فى كل ما نسمع ونقرأ، ونضع المناهج المختلفة ونستمع إلى آراء الآخرين المتنوعة والمتناقضة، ونستخدم المنطق والحسابات..
الناس ليسوا على مذهب واحد، ولا يسيرون على طريق واحدة، فهناك من يرجو الله، وهناك من يرجو الدنيا، ومعه ذلك فإن الجميع يعيشون فى بيت واحد وشارع واحد وبلد واحدة، فكيف يكون التعامل بينهم.
الطمع وحش ساكن فى أرواحنا ينتظر أقل فرصة ليقفز على حقوق الآخرين، لا يفرق بين كثير وقليل، إنه يريد ما فى أيدى الناس، ولو فتح الله عليه خزائن الأرض ستظل عينه مسلطة على شىء تافه يملكه غيره.
للإنسان أن يدَّعى ما يشاء من قيم وأخلاق وخصال طيبة فى نفسه، وذلك طالما هو ساكن فى غرفته لا يغادرها، يغلق عليه بابه، فلا يتحدث مع أحد ولا يجادل أى شخص، ولا يتعامل مع إنسان.
الغضب ليس أمرًا هينا ولا سهلًا، إنه يأخذ بالإنسان إلى طريق صعب، طريق قد يورده المهالك، ويورثه الغم والعياذ بالله، فإن حدث ذلك فكيف يكون العمل؟
يمر الإنسان دائما بأزمة من الأزمات وما أكثرها، كأن يجد نفسه مريضًا فيرفع يديه إلى السماء ويدعو الله، ويتقلب على جنبه ويقول يارب.