أحيانا تسأل شخصا عن عنوان مكان ما، ولكنه لا يرد عليك، لا يقول لك أعرف أو لا أعرف، كأنك لم تسأله، كأنه لم يرك، يشعرك بأنك هواء لا وجود لك، وإن ألححت عليه رفع رأسه عاليا وهو يحدثك.
خلق الله سبحانه وتعالى الناس كى يصنعوا مجتمعا يعمل وينتج، هذا المجتمع أساسه المعاملات بين الجميع، ولذا وجدت المصالح التى تربط الناس ببعضهم.
محبة الأخ، واحدة من العلاقات النقية فى حياة الإنسان، وذلك لأننا لو فكرنا بمنطق "الثابت والمتحول" فى الحياة الواحد منا، سنعرف أن العلاقة بين الأخوة من ثوابت الحياة، فهى أمر لا يتغير أبدًا ولا يتبدل مهما جرت الظروف وتعقدت الأيام.
من أغرب ما يراه الواحد منا فى هذه الحياة، أنها محكومة بقوانين دينية ووضعية، ولكن الإنسان، الذى وضعت من أجله القوانين، فى كثير من الأحيان يتعامل كأنه جاء لخرقها والقفز من على أسوارها، فأقل ملاحظة للأيام تكشف لنا أنها لا تخلو على مدى الساعة من ارتكاب كوارث منها جريمة القتل.
لا تصدق إن أخبرك الناس أنك لا تملك رؤية لنفسك، كل شخص منا له وجهة نظر فى الحياة، هذه الرؤية تتراوح بين طريقين، الطريق الأول يمثله إنسان يرى المحن التى يعانى منها والتى فرضت عليه، والطريق الثانى يمثله إنسان يرى المنح التى أعطيت له بسبب وبدون سبب.
يجلس الواحد فينا فى غرفته، ويدور بعينيه فيكتشف أن هناك شيئا لا يعرفه.