دق جرس التليفون عند مكتب وزير الأوقاف، الأستاذ على عبدالرازق فى 4 أغسطس، مثل هذا اليوم، 1948، وكان المتحدث هو نجيب سالم ناظر الخاصة الملكية، وفقا للكاتب الصحفى أحمد بهاء الدين
كانت الساعة الخامسة صباح 23 سبتمبر 1966، حين توفى الشيخ على عبدالرازق، العالم وأستاذ الشريعة الإسلامية، وعضو المجمع اللغوى من عام 1947، حسبما تذكر «الأهرام» فى صفحتها الأخيرة يوم 24 سبتمبر 1966.
لفت نظر الزعيم سعد زغلول مقالا بعنوان «الإمامة الكبرى أو الخلافة»، فانفتحت شهيته للحديث مع سكرتيره محمد إبراهيم الجزيرى حول رأيه فى كتاب الإسلام وأصول الحكم، للشيخ على عبدالرازق الذى أثار أزمة سياسية هائلة.
كانت الساعة العاشرة والدقيقة العشرين صباح 12 أغسطس، مثل هذا اليوم 1925، حين أقبل الشيخ على عبدالرازق إلى دار مجلس إدارة الأزهر والمعاهد الدينية الإسلامية فى شارع عابدين.
البعض ينظر للخلافة الإسلامية على أنها وحى من السماء، لكنها فى الحقيقة هى مجرد نظام حكم، نجح فى عهد الخلفاء الراشدين، لأنهم كانوا مهديين بكلام النبى عليه الصلاة والسلام، وفشل بعد ذلك لأنه تحول إلى مُلك به من الظلم أكثر مما به من العدل.
فى سنة 1925 أصدر الشيخ على عبدالرازق كتابه المهم «الإسلام وأصول الحكم» وأثارت الأفكار التى قدمها الشيخ الكثير من الضجة فى وقتها وحتى الآن.
مرة أخرى وليست أخيرة.. المنيا، مدينة الفقه والحداثة، مدينة الإصلاح الدينى والتشدد، مدينة السماحة والدماء، مدينة النور والظلام.. الأجيال الجديدة تعرف المشايخ الثلاثة: شكرى مصطفى، أسس فى «أبوقرقاص»، جنوب المنيا 20 كم، جماعة «التكفير والهجرة».
بدأت أمس الحديث عن معركة على عبدالرازق وكتابه «الإسلام وأصول الحكم»، وذلك فى محاولة استذكار للتاريخ بمناسبة الجدل حول مادة «ازدراء الأديان».
كان كتاب الشيخ على عبدالرازق «الإسلام وأصول الحكم» أول عمل ينسف فكرة الخلافة التى تعتبر الركن الأساسى فى التفكير الأصولى المتطرف.